جدة - عبدالله الزهراني:
أكد مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح الجاسر لـ»الجزيرة»: أن التطلع المستمر نحو التجديد والابتكار هو السمة الرئيسية والبارزة التي تتميز بها صناعة النقل الجوي، مشيداً بما تحتضنه «السعودية» من كوادر سعودية ساهمت بكل جهد ومثابرة على النهوض بخدمات النقل الجوي بمختلف المجالات، وأثبتت قدراتها على المستويين المحلي والإقليمي.
وأشار المهندس صالح بن ناصر الجاسر، إلى أن الخطوط السعودية دأبت على وضع التدريب وتنمية القوى العاملة الوطنية على قمة أولوياتها، وتوجيه اهتمامها للتطوير ليس على مستوى الأجهزة والمعدات والطائرات فحسب بل على مستوى العناصر البشرية التي تعتبرهم المعين الأول والركيزة الأساسية في بلورة الطموحات، وتنفيذ الخطط والدراسات.
وأوضح عقب الحفل الذي أقيم في مقر شركة الطيران الخاص بمناسبة إطلاق رحلات خدمات «البيرق» للحجز والبيع بحضور الرئيس التنفيذي لشركة طيران السعودية الخاص فيصل كيال، وعدد من المسؤولين التنفيذيين بالمؤسسة والمهتمين: «لقد أنفقت المؤسسة بسخاء وعبر تاريخها الطويل في سبيل إنشاء أحدث المراكز التدريبية المتخصصة في مجال صناعة النقل الجوي، والتي تعدّ من أبرز مراكز التدريب على مستوى شركات الطيران، وذلك لما تمثله وتقدمه من برامج تأهيلية وتدريبية متنوعة لإعداد الكوادر السعودية المدربة تدريباً عالياً لقيادة وصيانة وتشغيل أسطولها، إضافة إلى إدارة شؤونها بمهارة وإتقانٍ وفق أعلى المستويات المعمول بها، وتقرها المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالطيران المدني حول العالم».
وفي تعليق على سؤال عن إمكانية التوسع في خدمات «البيرق» لتشمل مدناً أخرى غير الرياض وجدة إضافة إلى تشغيل رحلات دولية، أوضح المهندس الجاسر أن المرحلة الأولى لتشغيل خدمة البيرق ستوفر جسر أعمال جوي جديد بين الرياض وجدة، من خلال 12 رحلة يومية منتظمة في الاتجاهين، تبدأ من الساعة 6.00 صباحاً، وحتى الساعة 9.00 مساءً، بمعدل رحلة كل 3 ساعات، بما يوفر خيارات تلبّي كافة احتياجات الضيوف، لافتاً إلى أن المشروع يأتي ضمن مشروع التحوّل ورحلة انطلاق الخطوط السعودية (2020 معاً نصوغ مستقبلنا)، والمتجهة نحو مستقبل أفضل للناقل الوطني برؤيةٍ عصرية ذات أبعاد عالمية وقدرات تنافسية وأسس تجارية متخصصة.
واستطرد قائلاً: «الطموحات كبيرة، وحقيقة لا نريد الاستعجال في التوسع حتى تثبت الخدمة نجاحاً كبيراً، وهناك دراسات وتقييم مستمر لتطوير الخدمة، كما سيتم النظر في إمكانية زيادة عدد الوجهات وإضافة خدمات أخرى مستقبلاً، وذلك بعد إجراء دراسات متعمقة للسوق السعودي، إضافة إلى تقديم منتجات جديدة تتواكب مع رغبات ضيوفنا، وتوفر بدائل لكل شرائح المجتمع»، متفائلاً في نفس الوقت بالنجاح الكبير الذي سيحققه مشروع البيرق بإذن الله مستنداً في ذلك إلى ما يعكسه واقع الخطوط السعودية الحالي، وما تعيشه من تحقيق إنجاز تلو الآخر متمثلة في إطلاق خدمات جديدة، ومنتجات لأول مرة يواكبها تطوير ورقي في الخدمات الأمر الذي يجعل الجميع يتفاءل بمستقبل هذه المؤسسة الرائدة. كما يجعل جميع منسوبيها في مختلف مواقع الخدمة أكثر اندفاعاً لتحقيق المزيد من الأهداف والتفاعل بالشكل المأمول مع رغبات وتطلعات الضيوف.
وأبان أن خدمات البيرق تقدم برؤية عصرية ذات أبعاد عالمية، وقدرات تنافسية، وأسسٍ تجارية تمثل حلقةً هامةً في منظومة الخدمات المتكاملة للخطوط السعودية.
وقال بشأن دور الناقل الوطني ومسؤوليته الاجتماعية خصوصاً في دعم المجال الرياضي: «الخطوط السعودية هي مؤسسة وطنية تفخر بأنها داعم رئيسي للعديد من الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية في المملكة، والرياضة والرياضيون الذين يشكلون جميع الأندية السعودية نقف أمامهم جميعاً على خط واحد، فهم شريحة ذات أهمية بالغة لدى المؤسسة، ونحن نسعى لتقديم الخدمات المناسبة لهم عبر التواصل، والتنسيق لتقديم الدعم اللازم لتنقلاتهم بين مدن ومحافظات المملكة وفق أوقات وجداول دقيقة ومحددة، وفي حال وجود أي تغيرات يتم العمل على معالجتها وإيجاد كافة البدائل المتوفرة والمتاحة». وأضاف: «السعودية» باعتبارها مؤسسة وطنية رائدة تحرص دائماً على المشاركة في كافة الأنشطة التي تعود بالنفع والخير على شباب الوطن الذي تعوّد على رفع اسم المملكة عالياً في كافة المحافل.
وعن خطط ومشاريع «السعودية» المستقبلية ذكر الجاسر: «نركز حالياً على تطوير وتحسين الخدمات المقدمة لضيوفنا، وننتظر خلال ما تبقى من هذا العام وصول 24 طائرة عريضة البدن كأكبر رقم يتم استلامه من أحدث الطائرات التي أنتجتهما شركتا بوينج وإيرباص، مما يوفر مزيداً من السعة المقعدية على القطاع الداخلي والإقليمي وهو هدف رئيسي من أهداف برنامج التحول الذي ينفذه الناقل الوطني.
وقال: «توفير السعة المقعدية هو توجهنا الحالي، نحن نشغل اليوم ما يقارب 600 رحلة يومياً، ونخطط لرفعها إلى 1000 رحلة مستقبلاً، لدينا 30 مليون مسافر سنوياً يشكل 65 % منهم على القطاع الداخلي من خلال 27 مطاراً محلياً، حيث وفرنا خلال العام الماضي أكثر من 1.7 مليون مقعد إضافي في سبيل سد الفجوة الكبيرة في السابق بهذا القطاع، والجميع يلمس حالياً أن الفجوة تم تقليصها بشكل كبير، حيث أن هناك وفرة في الرحلات الداخلية».
وكان مدير عام الخطوط السعودية، قد ارتجل كلمة أعلن من خلالها انطلاق المرحلة الأولى لتشغيل رحلات «البيرق» التي توفر جسر أعمال جوي بين الرياض عاصمة المملكة وجدة عروس البحر الأحمر، حيث أصبح متاحاً إجراء الحجوزات، وشراء التذاكر من خلال جميع القنوات البيعية والتسويقية للمؤسسة، مشيراً إلى أن بداية تشغيل الرحلات سيكون بعد ثلاثة أسابيع، وتحديداً في 1 يونية 2016م من خلال 12 رحلة يومية منتظمة في الاتجاهين بين الرياض وجدة تبدأ من السادسة صباحاً وحتى التاسعة مساء، بمعدل رحلة كل ثلاث ساعات من خلال باقة خاصة ومتنوعة من الخدمات الأرضية والجوية التي تلبّي كافة احتياجات الضيوف، معتبراً أن مناسبة انطلاق خدمات «البيرق» هي إعلان لمرحلة جديدة مختلفة تماماً تتحدث فيها الأفعال وليس الأقوال.
كما تفقد الجاسر إحدى طائرات «البيرق» الرابضة على أرض المطار، والتي يضم أسطولها حالياً ثلاث طائرات من طراز إيرباص 319 ذات 48 مقعداً بدرجة أعمال وحيدة، والتي تم تجهيزها جميعاً بخدمات الإنترنت، ومقابس كهربائية لشحن الأجهزة والحواسيب المحمولة، كما تم إدراج مجموعة من البرامج الترفيهية المتنوعة، والمبيعات الجوية التي تناسب جميع الأذواق، إلى جانب طاهٍ جويٍّ على متن الطائرة لتقديم أشهى الوجبات، ومقاعد مصممة بما يضمن رفاهية المسافر، إلى جانب تدريب وتأهيل عالٍ لطاقم الخدمة الجوية في أرقى المعاهد المتخصصة بسويسرا، كما أن سعر التذكرة المعتمد هو 2250 ريالاً للاتجاه الواحد.