«الجزيرة» - بشير عبدالله:
مضى أكثر من عام وميليشيا الحوثي والمخلوع صالح تواصل تحقيق إنجازات الموت الجماعية لشباب وأطفال ونساء ورجال اليمن، إذ لا يمر يوم جديد إلا وتشهد فيه مدن اليمن مراسم دفن جماعي لعدد غير قليل من الشباب والرجال الذي سقطوا ضحايا معارك عبثية زجت بهم الميليشيا فيها من دون أن يكون لدمائهم فيها ثمن سوى تحقيق مقاصد ومشاريع خاصة لا تخدم سوى جماعتهم الطائفيه المقيتة.. ففي كل يوم يمر والانقلابيون في اليمن يتباهون بافتتاح المقابر الجماعية ، التي تزينت بها المدرجات الزراعية والملاعب الرياضية والمساحات الشاسعة في مشهد يوحي بحجم إجرامهم بحق أبناء وطنهم من نساء ترملت وأطفال تيتموا وشباب فقدوا حياتهم وهم في قمة العطاء، لتضاف إلى قائمة المنجزات التي يتباهون ويتفاخروا بتحقيقها وستظل شاهدا حيا على ما اقترفوه من جُرم بحق اليمن وشعبه.
مؤسسة اليتيم التنموية في اليمن أكدت في بيان لها أن الحرب خلفت أكثر من 50 ألف طفل فاقدي أحد الأبوين أو كليهما. وأوضحت المؤسسة ،بأن تداعيات الحرب قد أثرت على نصف مليون يتيم في كل مناطق اليمن، وأن عشرات الأيتام يسقطون كالفراش في لهب الحرب ، وإن عشرات القتلى بين صفوف المدنيين ومئات المصابين داخل وخارج المستشفيات ينتهي حال بعضهم بإعاقات دائمة ويصبح آخرون مرشحين للوفاة لعدم توفر الرعاية الصحية والغذاء وأساسيات العيش، فضلاٍ عن أن آلاف الأيتام هم بين مشرد ومحاصر ونازح ، وأن المئات أصبحوا بفعل غياب الاهتمام الأسري والمجتمعي في عداد المصابين بالأوبئة الخطرة والأمراض الفتاكة ، كما أن عشرات الآلاف من الأيتام محرومون من التعليم.
المؤسسة أكدت في بيانها على وجود خطر يتهدد مئات الآلاف من الأطفال الأيتام، وأن جميع اليمنيين في الداخل والخارج معنيون بتحمل المسؤولية للإسهام في إزاحة هذا الخطر والتقليل من المعاناة.
عددا من الناشطين اليمنيين تداولوا الأيام الماضية صورا لرئيس ما يسمى باللجنة الثورية لمليشيا الحوثي وهو يفتتح مقبرة جديدة في إحدى شوارع العاصمة صنعاء ، وقد علق ناشطون على تلك الصور بقولهم أن افتتاح المقابر هي المشاريع الوحيدة التي يقدمها الحوثيون للشعب اليمني هذه الأيام . وبحسب الناشطون فإن هذه المقبرة بحد ذاتها وغيرها من المقابر الجديدة التي افتتحتها قيادات الميليشيا في عدة محافظات وهي كُثر ، سيكون خلفها كم هائل من قصص المعاناة والألم الذي يعتصر قلوب وأفئدة عشرات الآلاف من الأطفال الأيتام والنساء الأرامل والآباء والأمهات الثكلى الذي يفقدون في كل يوم عزيز عليهم من شباب ورجال راحوا ضحية تهور جماعة طائشة لا تعي معني كلمة الموت في قاموس الحياة ، ولا تدرك مرارة وألم فقدان الأعزاء ، ولا تضع لمشاعر وآلام الناس أية قيمة .
مصادر يمنية كشفت أن العاصمة صنعاء باتت تشهد أزمة قبور حادة ، بسبب تدفق قتلى ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح من مختلف الجبهات، مشيرة إلى أن أسعار القبور ارتفعت خلال الأشهر الأخيرة إلى أربعة أضعاف ليصل سعر القبر الواحد إلى 100 ألف ريال يمني مع ندرة وجودها في داخل المدينة ، بينما لا يزال متوسط الدخل الشهري للفرد سبعون ألف وهو ما يمثل مشكلة كبرى لعدد كبير من الأسر التي فقدت أبناءها خلال الحرب ، ليصبح توفير قبر لمن فقدته من أبنائها معاناة إضافية لمعاناة وألم الفقدان.
المواطن فؤاد سعيد يقول لم تعد معاناة المواطن اليمني تقتصر على توفير متطلبات العيش ، بل امتدت لتشمل حتى مستلزمات الموتى.
وتقول أميرة محمد لقد دمر الانقلابيون كل فرص الحياة وبات الموت يمثل معاناة جديدة لمن ما يزال يتجرع مرارة العيش في ظل تواجد الميليشيا.
من جانبه يقول أسامة محمد على لقد زرع الانقلابيون الحزن في كل بيت يمني على فراق ابن أو أخ أو زوج أو أب أو قريب أو جار، الكل يتألم ويعاني، هذا ما قدمه الانقلابيون للشعب اليمني من منجزات «موت وألم ومعاناة وضنك عيش وخوف وجوع»، كم كنا في غنى عن كل هذا، لو حكموا العقل والمنطق، لكنهم أشبه بصبية طائشين ينفذون أجندة ومخططات أسيادهم الإيرانيين، ولو على حساب أشلاء ودماء أخوانهم اليمنيين.