الثقافية - محمد هليل الرويلي:
من وراء الصحراء جاء هذا البدوي حاملًا للأزمنة فنارات. بيده اليمنى بندقية وبيده اليسرى أغصان زيتون، جاء هذا الرجل من البعيد المنفرد بلهجة الغرق، ليخصف للأمكنة دروبًا مزهارة وأقمارًا ضواءة، ليس كحرفة شيء في الأفلاك والأجرام والأبحار والأسفار يعطينا الحرف هبة ويشتري منا أوجاع الأيام، عواض شاهر العصيمي متى صار شاعرًا صار الشعر لسان الأكوان المأهولة دفقا ونبضا ومتى صار قاصًا صارت القصة أوطان الفقراء والمعوزين والحالمين والعاشقين ومتى صار روائيًا صار عواض كل أشيائنا العصية على لكنة الترجمة ، أنامله لحن بيتهفوني ومزامير قداس لغتها الخلدانية والاستثناء.. المجلة الثقافية في هذا اللقاء تقرب القريب لكم ومنكم وبكم عواض العصيمي..
* بين حكايات الطين الذي يميز بين اليد التي تحبه واليد التي تعبث به صحراء ممتدة واسعة الأرجاء وأصوات ومعراش وأسرار وحكايات عاشت فيها «هذلا» التي شعرت أنها كبرت حتى زوجوها الأموات هربًا من «الدربيل» الوحش الطواف الذي يخترق المسافات الطويلة ببصره الحاد بحثًا عن فتيات أبكار يضاجعهن في ليال الصحاري العريضة المعتمة ليتك تكشف لنا الرسائل المشفرة في هذه الرواية العميقة؟
- لم تكن في بالي صحراء مليئة بالرموز والرسائل الضمنية عندما فكرت في كتابة هذه الرواية، بل كنت أفكر في الفضاء الواسع الذي طالما اجترحه بعض الرواة المهرة في سرد الحكايات وكيف كانت تنداح الحكاية في مخيلة السامع محملة بأجواء وطقوس آتية من الماضي. بعض الحكائين المهرة إذ يعرض حكايته يقترب من إخفاء الصحراء في تمويهات وصفية وتلبيسات سياقية يجعلها تغتني بالبعد الأسطوري إلى حد أنه يحيلها إلى متخيل عصي على المهادنة وبالرغم من ذلك تؤثر في السامع وتجعله يستزيد الحكاء. ولم يكن هذا بغريب من متقني وسم الحكايات بالغرابة فالصحراء عبر التاريخ أنتجت أساطيرها التي لم يكن بينها وبين الواقع إلا ما تدخره القطيعة من مسافة بين المألوف ونقيضه المفارق له. وعندما شرعت في كتابة الفصول الأولى وجدتني بإزاء عالمٍ كأنما انفتحت لي وحدي حكاياته وتفاصيله وكأنما سلمتني قيادها دون تمنع، حتى أنني لفرط دهشتي التزمت الحذر قدر الإمكان من ارتداء ثوب المترافع عن الصحراء أمام القارئ ولعل ذلك ما أتاح لي كتابة الرواية على النحو الذي قدرت أنه مناسب لما تبدى لي من عالمها.
* فرحان القناص الذي كسر مشهد الصحراء الساكن كبر في الحياة ولم يعد يعرف كيف يخرج منها بطريقة تشرفه بعد الموت ذلك القناص الذي يمتاز بسرعة البديهة ودقة التصويت ظل أسيرًا خشية سخرية أفواه البدو التي تطبخ عليها الكلمات الحلوة والمرة والقصائد والأمثال هذه التراجيديا الممتدة لسيطرة العقل الجمعي على الفرد مازالت وربما للأزل كيف لنا النأي والممانعة والانفلات على تلكم البرمجة المعقدة ؟
- فرحان القناص كان ولعه بالابتعاد في الصحراء ناشئاً من كراهيته للانكسار المطبق على القبيلة وكان البقاء لمدد طويلة في البراري الخالية يمثل له خلاصاً من ذلك الواقع، كان بمثابة منفى طوعي ارتضاه لنفسه بعيداً عن أهله. القبيلة التي يراها خاضعة منكسرة كانت ضد شغفه باختبار حياته عبر متوالية من ركوب الأخطار، وفي هذا الشأن كان الصيد مجال بحثه عن نتائج يعتقد أنه لا يجدها إلا في سخونة الخطر الذي يواجهه. لم يكن فرحان على قائمة الفرص السهلة التي تعرضها احتمالات الموت اليسير، كما أنه كان خارج حظ القبيلة في تناول الحياة على هامش الزمن. حقق كفايته التي يريد بمعادلة بسيطة، بندقية توفر له الطعام وعزلة مختارة تحقق له تولي أمره بنفسه في بيئة تناسب تحدياتها معنى أن يكون نداً مكافئاً لها. لذلك هناك فرق بين فرحان على هذا النحو وبين أي فرحان آخر يعيش بطريقة عادية قد تجعله عرضة لسخرية مجتمعه.
* قنص عنوان ضعيف مهلهل سطحي لايوجد فيه ملامح رمزية ولامباشرة لرواية عظيمة في فكرتها وحبكتها وحجم الدراما المتدفقة فيها والصور السردية والشعرية عالية جدًا بكل صدق عواض لو عادت بك الأيام لاختيار عناوينك ماذا ستختار غير أكثر من صورة وعود كبريت والمنهوبة؟
- ربما رأيته كذلك، لكني أختلف معك في المفهوم السيميائي لهذا العنوان، ولو تأملنا ما يفعله فرحان القناص، وما يسعى وراءه الدربيل، وما تطارده عبر أشيائها الصغيرة هذلا، لوجدنا أن الجميع يدور في فلك هذا العنوان، الكل يبحث عن صيده الذي اختاره لنفسه، هذا ما توصلت إليه بعد بحث عن عنوان مناسب لهذه الرواية. أما عنوان رواية «أكثر من صورة وعود كبريت» فقد جال في خاطري بعد فترة طويلة من نشرها أن عنوان «عود كبريت» ملائم للعمل. ولو فكرت بإعادة نشر هذه الرواية فسأكتفي بهذا العنوان الجديد. أما عنوان رواية «المنهوبة» فهو مناسب في رأيي ولن أغيره.
* غاب سليمان المانع وتلاشى وأفل فهد عافت واضمحل مساعد الرشيدي رفاق محطة شعبية وديوانيات شعبيين مثقفين أشعلتم معًا حقبة فوضوية شعرية وفكرية وصحافية ليست بطويلة لكنها تحمل ألسنة التجديد والحداثة في الشعر والصحافة الشعبية المطبوعة ثم ظهرتم بقوالب أخرى أكثر تطورًا في المنتديات والمواقع الألكترونية حتى أنختم الركاب في متاجر شبكات التواصل الاجتماعي لكن ورغم كل محاولات الاستمرار والتشبث بخيوط النور يلحظ المتابع الجيد والراصد للمشهد عن كثب ب أن لياقتهم قد توهدت واستنامت للذعة الغروب بينما العواض يمم شطره نحو نهر الحياة الدافق ، رعيلك قد اثتقل كاهله واستعاض لغة الهدهدة، أين تجد رفقاء انعطافك الأول ؟
- يلزمنا اطلاع كاف على الأسماء الشعرية التي ذكرت وهي أسماء معروفة في فنها الذي عرفت به ولا يزال عشاق الشعر الشعبي يرددون الكثير من قصائد سليمان ومساعد وفهد، وأيضاً نايف صقر والحميدي الثقفي، ومن بعدهم أتى شعراء آخرون هم اليوم يلتقون بقرائهم في مواقع التواصل الاجتماعي وبعضهم حصد جماهيرية أكبر من التي كانت لغيرهم في عهد النشر الورقي. ولست أوافقك في طرح السؤال بصيغته التي كتب بها، أو دعني أقل لم أرتح للنبرة الغريبة التي خرج بها، كما لا أوافقك في مضمونه الذي فهمت منه أنك ربما فاتك الاطلاع على الكثير مما كتبوا من إبداع تعود بواكيره إلى عقد الثمانينيات، والإنصاف مطلب، وأنا هنا أتحدث عن الأثر الإبداعي فقط وليس عن عموم الأثر. كما أن التجديد لم يبدأ بهم بل هو رفيق للقصيدة العامية منذ القدم، ينجح أحياناً في منحها شعلة الاستمرار وأحياناً يفشل. ولا أظن أن الحضور عبر شبكات التواصل الاجتماعي كان على غير الزي الفني الذي ظهر به هؤلاء الشعراء وعرفوا من خلاله فهم لا يزالون يكتبون الشعر ومن حولهم يتحلق متابعوهم المجايلون لهم بل حتى من الأجيال الأصغر سنا. غير أن هناك نقطة لا بد أن أشير إليها، وهي أن الفوارق المهمة التي مايزت بين بعض هؤلاء الشعراء وبعضهم الآخر كانت تتمثل في المصادر المعرفية والثقافية التي نهل منها بعضهم واتصل بها بطرائق أعمق فانعكست على لغتهم وأثرت أفكارهم واغتنت رؤاهم بها فيما توقف البعض الآخر عند تلقياتهم الأولى. وعلى سبيل المثال لا الحصر، الدكتور نايف الجهني كتب القصيدة الشعبية في بداية اتصاله بالشعر وأصدر غير ديوان ثم كتب القصيدة الفصيحة وله فيها أكثر من ديوان ثم كتب الرواية ثم طرق فضاءات جديدة ولايزال يكتب. الشاعر فهد عافت قارئ شغوف بالكتب وله مقالات يطرح فيها تأملاته الثقافية والفنية المواكبة بعيداً عن كونه شاعراً مع أهمية كونه كذلك. بدر بن عبد المحسن كتب الرواية. إذاً، يتجدد في الشاعر الشعبي مفهوم التنمية الثقافية والمعرفية كلما نظر إلى أبعد من لحظته، ويتكلس فيه هذا المفهوم عندما تنعدم احتياطاته الضرورية لتلافي الوقوع في فخ الاجترار اللانهائي.
* يصنع البعض لنفسه طقوس خاصة لعرك اليراع وسكب ثمالته رحيقًا خامرًا مابين السهر والبواح قصة لاتتشابه في الصحاري أوزاوية مكتب المنزل أو خارج حدود التصور أين يجد العصيمي ذاته ؟
- البيت هو الحصن الأخير. بعدما تشابهت الأمكنة في الخارج لم يبق إلا البيت ملاذا. في رأيي لم يعد هناك جواب يرضيني وفي الوقت نفسه يتجدد معي كل يوم عن سؤال: أين تذهب هذا المساء؟ لو بحثت عن جواب أريده أكثر من غيره لوجدته في السفر، أنا أحب السفر، وأحب الكتابة عندما أسافر، لكن السفر لا يحدث كل يوم، بل قلما يحدث في العام الواحد، لذلك يكون البقاء في البيت هو السفر البديل وهو الإقامة المشتهاة.
* سابقت الجميع وأضنك تأبطتهم بمزامير الحداثة والرمزية والكمون والإنعتاق نحو مدارات الحرية واستقراء المرحلة منذ بدء الثمانينات لعصرنا الحداثي من الصحافة الورقية للعالم الافتراضي الانترنت يزج العصيمي أطروحاته بخط مختلف بعضها ضوضاء وبعضها كلمات ك اللكمات متى يستقر الماء من تحت أقدام العصيمي؟
- ما معنى سابقت الجميع؟ وما معنى تأبطتهم بمزامير .... إلخ؟ بدأت الكتابة فرداً ولم أكن وقتها على صلة بأحد من الوسط الثقافي، ولم أ كن أسير في معنى البحث عن اسم بالمفهوم الأدبي وذلك لأني كنت مجهولاً مغموراً بعيداً عن البال عندما بعثت لإحدى المجلات المحلية محاولاتي الأولى، وكان نشر بعضها بمثابة نفخة قوية في تاريخ اسمي كله. كان أكثر ما شدني بقوة هو اسمي المكتوب تحت النصوص، وليس النصوص نفسها، كانت المرة الأولى التي رأيت فيها اسمي مكتوباً في ورق رسمي غير ورق شهادة الدراسة وبطاقة الأحوال، وكان الأمر من الضخامة كما لو أنني رأيته مكتوباً في السماء يقرأه القاصي والداني، وقد أحسست وقتها أن العالم كله يعرفني شخصياً، وأن لحظتي قذفت بي من أقصى المجهول إلى عمق المعلوم، هذا على الرغم من أن المجلة التي نشرت فيها المحاولات مجلة محلية وتوزيعها ليس بالكبير. هذه الحكاية المختصرة جداً عني لا تجعلني اليوم ولم تجعلني من قبل في موقع من يقيم نفسه وفق هذا السياق الذي طرحته في سؤالك، وإنما في موقع من يقوم نفسه حسبما يتيسر له من إزاحة للجهل
* بينك وبين رموز الروائيين عبده خال ومحمد علوان ويحيى امقاسم وطاهر الزهراني معارك لم نكتشف أرض المعركة ولا مكان رايتها ولم نعثر على أخبار لنتائجها من انتصر ومن يطحن جمهور من؟ كيف ومتى تنتهي هذه المعركة التي تخفونها جميعًا؟
- المعلومة هذه خاطئة تماماً، فليس بيني وبين هذه الأسماء خلاف على الإطلاق، ليس هناك خلافات على المستوى الشخصي بمعنى أوضح. لكن الاتصال بالنص سواء على الصعيد القرائي أم الاستقرائي لا ينفك عادة عن سلطة الذائقة، الذائقة تمييزية دائماً، وهي كمين لا بد منه في طريق ما نقتني من كتب، فإما أن تستمر صداقتنا الروحية والأدبية مع الكتب إلى الأبد وإما أن يأخذ كل منا طريقاً مختلفا. وإذا كانت الكتابة الانطباعية المنشغلة بالنص لا تعني بأي حال الكتابة عن المؤلف ولا تمس شخصه من قريب ولا من بعيد، فإن المقام هنا إنما هو مقام يجمع بين النص ومتلقيه في محشر الذائقة لا أقل ولا أكثر. ولهذا فإن مجال اتفاقي واختلافي الذوقي يضيق ويتسع بحسب ما يقدم لي الكاتب من مساحات ذوقية وجمالية في مؤلفه. وأنا لا أقصد هنا أحداً بعينه ولا أتحدث عن كتابٍ بعنوانه وإنما أتحدث في شكل عام مع تقديري للأسماء التي ذكرت.
* «شاعر المليون» «شاعر العرب» تهافت الشعراء على هذه المسابقات وغيرها هل في حقيقته إكمال لمسيرته الإبداعية أم هو عودة لإبراز الخلفية القديمة لثقافة الخلع والأعطيات الارتزاقية ولكن بصورة أكثر إثرائية وتدبيجية؟
- هذه المسابقات لا تخدم الشعر ولم تخدمه من قبل ولكنها خدمت النظم باستمرار.، إنها مسابقات يفكر منظموها والقائمون عليها بعقلية بائع «الانتيكا» حيث يستوردون القصائد المشاركة في المسابقة وبعد عملية الفرز يقومون بتصدير المنتقى منها للجماهير تحت رعاية رسمية كقطعة أثرية قابلة للاستغلال والترويج لدى من يفضل هذه النوعية من النظم. أي مسابقة من هذا النوع لا تخدم الشاهق من الشعر وإنما تتصالح مع الأراضي المنخفضة من القصيد، تلك التي تنزرع فيها فسائل الواجبات الاجتماعية السائدة لكي يسهل ترويجها في سوق الرضا الاجتماعي وهو سوق كبير ومنتشر، ومن ثم فإن المارق إلى الصف الأول من هذا الكرنفال الضاج بنعراته الثقافية والاجتماعية لا يطمح في الغالب إلى صقل موهبته كشاعر وإنما إلى تحسين صورته الشعبية كمنافح عن هذه الأطر ليحصل على مقابل. أما الشاعر الذي يضع لنفسه شرطاً مهماً قبل الدخول في هذا الكرنفال وهو شرط الحرية فإنه يستبعد فوراً، بل يقصى من فواتح المرحلة التمهيدية مطارداً بعبارات النبذ والاستهجان. وليس أدل على تهافت هذا البرنامج من المجموعة الصغيرة التي تسمى لجنة التحكيم، وهم من ناحية تغلب على قصائدهم الركاكة والسطحية، كالعميمي وبن سعيد، ومن ثم فهم ليسوا في الأساس أكفاء للتعاطي نقدياً مع المشاركات بطرائق حديثة وفاعلة، وهم من ناحية ثانية لا تلمس في قراءتهم للمشاركات نقداً قريب الصلة بالقصيدة العامية في الخليج ولا تجده يحلل النص بناء على رؤية نقدية مفهومة ومعتبرة منهجياً وإنما هي انطباعات عجلى تقال لسد فراغ الوهلة الزمنية الحاصلة بين نهاية النص ومبتدأ كلام عضو اللجنة، كما يفعل د. غسان. الغريب أن الكل تقريباً يؤكد توجه البرنامج التجاري ويلحظ عزوفه عن الوعي الشعري القائم على الاختلاف ورغم ذلك هناك من يطارده كالمسحور، القصد واضح.
* من هو الكاتب الذي أوقد شرارة العصيمي وتأثر به سواء على الصعيد العربي أو العالمي؟ وهل ترى ب أننا بدأنا نتحسس تضاريس النضج في إطروحاتنا الأدبية المحلية أم لم تزل تتخبط في مرحلة التشكل ؟
- لا يوجد اسم محدد في مسألة التأثير، وإنما هي سلسلة طويلة من القراءات المتنوعة ولكنها تتركز أكثر في الحقل الأدبي والفضاء النقدي لارتباط الأول بالإبداع والثاني بنقده دراسته. أما النضوج في الحراك الأدبي والثقافي عموماً فنحن في حاجة إلى دراسات مواكبة س واء في النقد الأدبي أم في المجال «السيسيولوجي» المتصل بتشكل الوعي المجتمعي عبر ظاهرة الأدب وانعكاساته على الحراك العام. من الصعب البت في هذا الأمر بأجوبة عابرة.
* بما أن اللغة الصحافية هي الأكثر شيوعًا هل ترى بأنها قد لعبت دورًا هاما في تقزيم الرسالة الأدبية وصنع فخًا خفيًا لتحجمه وجثمنة الأديب المتوشح جلبابها؟
- اللغة الصحافية تتفاوت بين مدرسة وأخرى، فالمدرسة اللبنانية عبر جريدة النهارعلى سبيل المثال يقدم ملحقها الثقافي طوراً متفرداً من الطرح العميق المكتوب بلغة أدبية لا تخطئ العين فخامتها ولكنها فخامة لا تتعالى على القارئ ولا تضع من نفسها مثالاً على نخبوية مغلقة فيما تطرح، وفي المقابل هناك اتجاهات صحافية تتغيا في طروحاتها الثقافية لغة قريبة من فهم الناس العاديين الذين هم قراء شبه دائمين للمطبوعة. هناك علاقة بين الأدب والصحافة الثقافية لا شك ولكنها تظل في دائرة نشر النص وكتابة الخبر والتقرير وغيرها أما خيارات الكاتب الفنية والجمالية فتبقى ضمن ملكياته الخاصة التي لا ينبغي لمؤثر خارجي، كالصحافة، أن تتلصص عليها إلا إذا كان ذلك هو خيار الكاتب فذلك متروك له.