هل خُلق الحب لتمارسه الأنثى فقط؟! سؤال من الصعب الإجابة عنه عندما يتعلق الأمر بالقلب ومشاعره، وتلك النقطة العميقة التي لا يمكن أن يصل إليها إلا شخص توافرت لديه أدوات القبول قبل الرضا.
سارة مشعل فنانة تشكيلية، لم تجد أجمل من عقال ونظارة والدها - رحمه الله - لتحولهما لعمل فني.. ورغم كل بساطته إلا أن كمية المشاعر التي حملها تكفي ليتعلم العالم كله معنى الوفاء والحب.
حب الفتاة لأبيها عندما تتوافر ظروفه الطبيعية، ولا يلامسه شيء من شذوذ بعض الحالات الموجعة حولنا، هو أقدس حب قد يكون؛ لأنه لا مصلحة له إلا الحب، ولا ذاكرة له إلا الوفاء، ولا شيء يمكن أن يتحول بعد كل هذا الحب إلا الحب. بذرة تلك المشاعر التي تزهر مع مرور الوقت همسة المحب، دموع الحبيبة، غنجها حين دلال.. كلها جسدتها فتاة في حضن أبيها قبل أن يتوارى الحب خلف ستار الرغبة، وتمزقه الشهوات. كتبت مرة في تفاصيل الحب أن لا شيء يجبرنا على النظر للحب بصورة مشوهة إلا رغبتنا بلعب دور الضحية، وتحويله لمسخ ينشر الرعب في القلوب، لكنه عكس هذا كله، هو بذرة عطاء تثمر كلما أمطرت غيمات الصدق والوله. هو الأبدية عندما تغوص أجسادنا تحت الأرض؛ ليكون شاهد الحضور بتاريخ ميلاد بلا وفاة..! ما أجمل الحب عندما ترسمه ريشة فنان، وتكتبه حروف شاعر، وتخرج من بين لثغة طفل كلمة (أحبك)، يرسلها بريئة طاهرة بيضاء لأبيه وأمه. ما أجمل أن نحتضن الحب كظل كلما أحرقتنا شمس الحياة التي تعرف كيف تختار مواضع الألم فينا، وترسل نورها إليه. قد يكون الحب في الأرض بعض من تخيلنا لو لم نجده عليها لاخترعناه..! * (نزار قباني)
ولكنني أجزم أن كل أنثى تولد وفي قلبها بذرة حب، إما أن تُروى لتكتظ في عينيها غابة شوق، أو تذبل تلك النظرة ولا تحيا بعدها أبدًا..!
- بدرية الشمري