استقبل المجتمع السعودي - المُرَفَّه افتراضياً - الأمر الملكي بإنشاء هيئة للترفيه حتى تصدَّر أوائل الترند السعودي , ما يدلّ على التعطّش الشعبي للاندماج في ثقافة الترفيه المشاعة للجميع , بل وأخذ حيزاً من حديث الشارع والرصد الإعلامي منذ اللحظة وحتى يتكون المجسّم العميق لمفهوم الترفيه المجتمعي ذو البيئة الثقافية والبعد الحضاري الناتج من الضرورة الحياتية اليومية.
* والترفيه كَـ ثقافة ومفهوم هو أسلوب حياة واندماج اجتماعي معزز بالعادات والتقاليد والتربية السليمة والتعليم والضوابط الدينية والأخلاقية والسلوكيات الاجتماعية بقوانين تفرضها الحكومات بشكل يتماشى مع المكان والزمان والحالة !
* هل نحن- بالنسبة إلينا - شعبُ مُرَفَّه ؟!
لن نستطيع تقييم ترفيهنا الذاتي دون معرفة الإجابة لـ سؤال: ماهو الترفيه في نظرك ؟!
يعني أنك لن تجد تعريفاً واحداً بل كل فرد يُعرِّف الشيء من واقع خبرته وثقافته المتعددة واحتياجاته الجسدية والعقلية والنفسية والروحية.. وربط الترفيه بالوقت !
* تختلف أشكال الترفيه وألوانه في حياة كلٍّ منا وفقاً لاهتماماته الفردية وهواياته وتطلعاته والمحيط حوله ، فهناك من يجعل الترفيه جزءاً هاماً في حياته بعد الخلوص من يوميات الآلة وضغط الحياة ومتطلبات الأسرة ، والبعض الآخر يعادي كل وسائل الترفيه دون أن يثقف وعيه بالبحث والمطالعة حول الثقافة والترفيه ومابينهما
فمن يُعادي دون منطق جاهل لما يعاديه !
* أصبحت ثقافة الترفيه في هذا العصر المخيف
بآلياته وتطوراته السريعة ثقافة حياةٍ جديدة
ورابط نشط بين سلامة العقل وصحة الجسد
فالثقافة اكتسابٌ والترفيه صناعة والمحك القادم بحاجة لتواؤم وتقبّل لترسيخ هذا اللون من الحياة العامة ، فالذين يعارضون ويعترضون الترفيه
اعتبروه تقليداً للمجتمع الغربي الغارق في الرفاهية والانحلال أو خروجاً عن القيم الإنسانية والإجتماعية وهذا طابع غير مستغرب في مجتمعنا السعودي !
* لدينا إشكاليات ولدينا دوافع للترفيه و موانع وسياسة و خطط والتزامات ومطالب وإلا كيف سنحقق الترفيه في مجالات الحياة العامة و نرسّخ هذا المفهوم لدى المواطن والسائح الذي نعدد له وجهاتنا الترفيهية المعدودة المحدودة ومع ذلك نبتسم !
* الترفيه السعودي عليه أن يتحرر من الاختناق
الضيّق بالمفهوم المجتمعي..
فالأماكن العامة والحدائق والشواطئ والمعارض الفنية والتمثيل والمسارح والأندية ومدن الألعاب الترفيهية والإلكترونية والعروض الصيفية وبالتأكيد الحفلات الموسيقية ،
فالعزف في الشارع كما نشاهده بالخارج متنفس جميل ومساحة حرة للإبداع والتأمل
و كذلك رسم الوجوه في الشارع رغم بساطة المكونات إلا أن الوسيلة ممتعة ومرغوبة جداً،
* ماكان ترفيهياً قبل زمن ،
ليس مناسباً للترفيه الآن !
فالفنون الإنسانية تهذّبنا وتجعل من آفاقنا بعداً و سعة ورحابة واندماج وتقبُّل ومواكبة..
أما اللعب السَّمِج والتسلية المضحكة الخالية من المتعة والفائدة معاً فهي مجرد تضيع لأوقاتنا..
فالمؤسسات والمشروعات الإقتصادية والتجارية مسؤلة تماماً عن تشجيع كل مستثمر و دعم كل موهوب من مؤلف و كاتب ومخرج وفنان و مصور ومنتج وغيرهم الكثير الكثير
* لذلك نتمنى أن لانشاهد لعبة الكراسي على مسارح الأسواق التجارية ،
أو السؤال عن حكم الأماكن الترفيهية المصحوبة بالموسيقى !!!
أو عبارة (ممنوع التصوير) بدلاً من تهييئه.
*وأخيراً:
الاستعداد النفسي قبل الترفيه.
- إيمان الأمير