«الجزيرة» - السياحة:
أصبحت المواقع التراثية في عدد من مناطق المملكة مقرا لعدد من الفعاليات الوطنية والسياحية على مدار العام. وأسهمت إقامة الفعاليات السياحية في المواقع التراثية والتاريخية في إقبال المواطنين على هذه المواقع وعودتهم إليها وارتباطهم بها، فيما يرى بعض منظمي المهرجانات السياحية أن هذا يزيد من الإقبال الجماهيري.
ويشير عبدالعزيز المهوس، منظم سياحي، إلى أن الفعاليات المقامة في المواقع التراثية تكون أنجح جماهيرياً من غيرها «إذا ما تم تنظيمها بشكل مدروس واحترافي»، مستشهداً بمهرجان ربيع بريدة، الذي جذبت أنشطته أكثر من 20 ألفا من الجمهور، بالإضافة إلى مهرجان سوق عكاظ الذي صاحبه إقبال كبير.
عوائد اقتصادية
وأكد المهوس أن هذه الفعاليات تحقق عوائد اقتصادية من خلال توفير الفرص الوظيفية المؤقتة للشباب السعودي في المناطق التي تقام بها عبر تشغيل الفرق المشاركة بتلك الفعاليات، وإيجاد مكان مناسب للأسر المنتجة لتسويق منتجاتهم، بما ينعش الاقتصاد المحلي ابتداءً، والاقتصاد الوطني بالمحصلة.
وأعرب عن تقديره للدور الذي تلعبه هيئة السياحة والتراث الوطني في دعم منظمي الفعاليات السياحية لإقامتها في المواقع التراثية، سواء فيما يتعلق بالجانب الفني أو المادي، وخاصة جانب تطوير الأداء، مشيداً بمنهجية الهيئة في تنظيم رحلات خارجية لعدد من المنظمين المعتمدين لديها لاكتساب الخبرة ورفع مستوى الخدمة، وكذلك تنظيم الهيئة للعديد من الملتقيات وورش العمل واستضافة الخبراء الأجانب لنقل التجارب لمنظمي الرحلات.
دعم التاريخ الوطني
من جهته، قال صالح السعيد، منظمي فعاليات شعبية، أن إقامة الفعاليات في المواقع التراثية يخدم تاريخ الوطن وتراثه. وقال إنه بدأ هاوياً ومحبا للبناء التراثي والبناء بالطين بشكل خاص، ثم تطورت هوايته إلى المشاركة في الفعاليات والمعارض التراثية. وهذا أسهم في أن يطور هوايته ويحولها إلى نشاط اقتصادي، حيث يقوم بتنظيم ما لا يقل عن 5 فعاليات تراثية في العام في عدد من مناطق المملكة. ونوه إلى أن تنظيم الفعاليات في المواقع التراثية يحتاج إلى خبرة وتأهيل، مشيراً إلى أن استفادة منظمي الفعاليات من الدورات التدريبية وورش العمل التي تنظمها هيئة السياحة لهم.
بدوره، أكد عبدالله المرشد مدير عام المنتجات والبرامج السياحية بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن الهيئة تحرص بالتنسيق مع شركائها في مجالس التنمية السياحية في المناطق على إقامة الفعاليات في المواقع التراثية لتعريف المواطنين بهذه المواقع وربطهم بها. وأوضح أن هناك تعاوناً بين الهيئة والبلديات والأمانات في المناطق بهدف تهيئة المواقع التراثية والتاريخية لإقامة الفعاليات والمهرجانات وخاصة في المراكز التاريخية، مثل جدة التاريخية والدرعية والمجمعة التاريخية وغيرها.
60 فعالية سنوياً
وقال المرشد إن المواقع الأثرية والتراثية بمختلف مناطق المملكة تشهد ما يربو على 60 فعالية سنويا في المواقع التاريخية بمناطق المملكة ترعاها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تنوعت ما بين ترفيهية وثقافية واجتماعية وتراثية ورياضية وأنشطة تناسب كافة شرائح المجتمع.
واعتبر المرشد أن هذه الفعاليات مثّلت فرص استثمارية تحققت من خلالها منافع ثقافية واقتصادية واجتماعية انعكست على جميع الأفراد والمؤسسات بصورة مباشرة وغير مباشرة. وزاد المرشد إلى أن ذلك أتاح توظيف هذه المواقع بوصفها أسواقا ومطاعم شعبية، ومعامل للرسم والفنون التشكيلية، وأماكن لمزاولة الأعمال الحرفية، بما أكسب أعمالهم عبقا تراثياً، وشكل تكاملاً بين الحرفي والمكان الذي يتم فيه صناعة المنتجات الحرفية. كما أن هذه المواقع وفرت الفرصة لأنشطة أخرى مثل تخصيص أماكن كصالات للقراءة، ومزاولة بعض الهوايات الخفيفة، سواء أكانت رياضية أو غيرها، إلى جانب تهيئة بعض مواقع التراث العمراني وتوظيفها مسارح مكشوفة أو مغلقة يعرض فيها فعاليات منبرية كالمحاضرات الدينية والثقافية والعلمية.
وبحسب المرشد، أكد سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان، على أهمية إقامة الفعاليات على مواقع أثرية وتراثية، للربط بين القطاع السياحي وقطاعات الآثار والتراث العمراني الأخرى عبر تنظيم فعاليات سنوية توثق علاقة المواطن بتاريخه وحضارته وأرضه.