كونستانسا - سامي علي:
أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء عبدالله بن عبدالمحسن التركي إن الإسلام ضد صراع الحضارات وهو رسالة عالمية للبشرية أجمع جمع أصول الرسالات الإلهية السابقة كلها والرابطة منظمة شعبية عالمية تحرص كل الحرص على الحوار بين أتباع الأديان والحضارات في مختلف أنحاء العالم وأن هناك مشتركات إنسانية تتفق عليها كل الحضارات وكل الأديان مثل الأمن ومكافحة الإرهاب والابتعاد عن الظلم وحماية حقوق الإنسان لكن المشكلة تأتي من بعض الناس أو بعض الجهات لا تعرف البعض الآخر وتعيش على مخلفات تاريخية أو سلبيات قديمة تجترها للحاضر .
وقال الدكتور التركي في كلمته التي ألقاها خلال زيارته أمس المتحف الوطني التاريخي بمدينة كونستانسا برومانيا والذي شيد عام 1880 ويضم معروضات نادرة لأكثر من 2500 عام ، أن الصراعات في العالم تنشئ بسبب عدم وضوح الرؤية بين الأطراف وعدم التعايش في المشترك الإنساني لافتا أن هناك من يدعو إلى صراع الحضارات ويستغل هذا الصراع لمصالح إقليمية أو دولية تحت أي غطاء مؤكدا أن الإسلام الحقيقي ضد صراع الحضارات وهو رسالة عالمية للبشرية أجمع .
وبين الدكتور التركي أن الأديان والرسالات الإلهية في أساسها لا خلاف بينها لأن مصدرها هو الله عز وجل ونزلت منه سبحانه وتعالى لإسعاد البشر لكن الخلافات أتت من الأتباع لأن لديهم عدم تقيد بالنصوص التي جاءت في الرسالات الإلهية أو فهم خاطئ لها حيث نجد أن بعض وسائل الإعلام تصف الإسلام والمسلمين بالإرهاب مع أن الإرهاب لا دين له ولا وطن موضحا أن حقيقة الإسلام دين رحمة وضد الإرهاب والتطرف مشيرا إلى أن الرابطة قمت بجهود وتواصل عقد المؤتمرات والندوات واللقاءات تبين الإسلام وأنه يحارب الإرهاب وأنه ضد الإرهاب مع التركيز على جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب والتطرف بالإضافة إلى الحرص على التعاون بين الحضارات والشعوب والدول أجمع .
وأوضح أن هناك علماء وأساتذة جامعات في مناطق عديدة من العالم لا يعرفون شيئا عن حقائق الإسلام الصحيحة إلى جانب وجود الكثير من المسلمين في البلدان الإسلامية لا يعرفون الديانات والثقافات الأخرى وما تسير عليه لافتا أن الإنسانية في الوقت الحاضر ينبغي أن تطالب من قبل العقلاء أن يكون هناك لقاءات وحوارات ونقاشات وبحوث عن ما يفيد الإنسانية والبشرية وما يبعدها عن الصراع .
وقد تجول الدكتور التركي في أقسام المتحف المتعدد والتي تضمن مجموعة من الآثار التي تحكي التراث الروماني في العصور السابقة .
كما زار جامع كارول الأول وسط مدينة كونستانسا ومكتبته التي تحتوي على العديد من الكتب القيمة والنادرة واستمع إلى شرح من قبل إمام وخطيب الجامع الشيخ علي يلجن عن تاريخ المسجد الذي بناه ملك رومانيا كارول الأول عام 1910م على الطراز المغربي كهدية للمجتمع المسلم الموجود في رومانيا والذي يقدر عددهم حاليا بحوالي 180 ألف نسمة يتوزعون مابين الأتراك والتتار والأجناس الأخرى
ويتميز الجامع بكثرة لوحاته الجدارية الداخلية ويبلغ طول مئذنته 50 متراً مزودة بشرفة تحيط بها تعطي الإمكانية لكل شخص يرغب بصعود درجاتها البالغ عددها 144 درجة إمكانية رؤية شاملة (360 درجة) للمدينة والميناء , ويعد الجامع الأكبر في الجزء الجنوبي الشرقي من رومانيا وهو أول مسجد على الإطلاق يبني من مزيج من الإسمنت المسلح والطوب ويغطي أرض الجامع سجادة ضخمة تقدر ب 144 متراً مربعاً والتي نسجت يدويا من قبل امرأة واحدة فقط خلال مدة 17 سنة في إحدى أشهر ورشات الحياكة.