لا أحد يعرف ما هو مسمى الموظف الذي يبقى في المكتب العقاري، إلى أن يحضر صاحب المكتب. أهم صفة من صفات هذا الذي بدون اسم، هو أنه يعطيك إحساساً بأنه هو صاحب المكتب، إلى درجة ممكن أن يقول لك: «وش أنت من لحية يا جماعة الربع؟!»
في هذا الحوار، سنغوص في أعماق «أبو تفيدة»، لنستخرج منه قصص الشقق والأدوار وقطع الأراضي، قصص أزمة الإسكان التي لا حل لها.
* ما هي بداياتك في هذا المكتب؟
- ابداً سيادتك، صاحب المكتب عنده مدرسة أهلية، ما نفعتش هناك، نفعت هنا. وأهي ماشية، والقشة معدن الله يحييك.
* كيف اكتسبت الخبرة في هذا المجال؟
- مش عايزة خبرة الله يطول عمر حضرتك. إنت شايف كرتون التايد ده، والخرايط اللي فيه؟ شايف لوحة المفاتيح والميداليات البلاستيك الحمراء والصفراء والخضراء. هي دي شغلتنا.
* كيف تبدأ يومك؟
- في الصبح، أبقى في المدرسة إن شاء الله. بعد العصر، أجي هنا. لما يوصل الكفيل، يديني ترامس القهوة والشاي، والتمر المعفن لا مواخذة، واحطهم له على الطاولة، وشوية قزايز ميه أبو نص ريال. الكفيل يوم يبقى، ويوم يروح. لما يجي الزبون، أركب معاه، وأوريه الشقة أو الدور أو الأرض.
* ما هي الطرق التي تستخدمونها كموظفي مكاتب عقارية، في إقناع الزبائن؟!
- هي مفيش طرق، وأنت أدرى مني الله يجزاك بالخير. نقول له إن الشقة مخطوبة، أو مقريتن فاتحتها، لا تبطي جعلها من نصيب سعادتك.
* هل تفعلون في الشقق والأدوار، مثلما تفعل المستشفيات قبل زيارات وزير الصحة، تجعلونها في أحلى حلة؟!
-هي فين المستشفيات اللي يزورها الوزير، الله يخزي شيطان حضرتك. بس هي زي كده، نرّوق الشقة ونزبطها على سنقة عشرة، وبعد العقد، الوش من الوش أبيض، الله لا يوريك.
* العزاب، لماذا هذا الموقف الحاد تجاههم؟!
- لا حاد ولا حاجة. ما وراهمش إلا الفقر والرديّة. خلهم يتقلعوا، قلع الله إبليسهم.
* طيب يا أبا تفيدة، كيف هي أحوال سوق العقار بشكل عام؟
- والله يا اللحية الغانمة مثلك وشرواك الطيب، الناس مش عايزة لا تشتري ولا تبيع. وإحنا قاعدين نهش الدبان، ونلفز هالتمر المعفن في حلوقنا.