«الجزيرة» - الاقتصاد:
أكد مختصون لـ»الجزيرة» أن تحقيق كفاءة استهلاك الطاقة لم يعد خيارا بل ضرورة تفرضها الحاجة لمواجهة المخاطر المستقبلية، من خلال ترشيد الاستهلاك وتحقيق كفاءة الإنتاج وسنّ الأنظمة، وتثقيف المجتمع، والاستثمار في التقنيات الحديثة والطاقة البديلة. وقالوا بمناسبة نهاية حملة «تأكد» أن الرسائل والإرشادات التوعية التي تبناها مركز كفاءة الطاقة عبر حملاته التوعوية المتعاقبة كرست لثقافة جيدة في ترشيد استهلاك الطاقة. مقترحين تضمين ترشيد الاستهلاك في المناهج التعليمية. وقال الاقتصادي فضل البوعينين إن مركز «كفاءة» يقوم بأعمال متميزة للوصول إلى هدف كفاءة إنتاج واستهلاك الطاقة من خلال استراتيجية طموحة وبرامج مكثفة وتشريعات أسهمت في إرساء أدوات معالجة مشكلات الهدر في قطاعات المباني والنقل والصناعة. مبينا أن توسع المركز في الجانب البحثي ودعم استثمار الطاقة الشمسية قد يساعد كثيرا في تعزيز دوره في الاقتصاد بشكل عام. أوضح ان تحقيق أمن الطاقة من الأهداف الاستراتيجية التي تستوجب الاهتمام من قبل «كفاءة» خاصة مع توفر البدائل المناسبة.
أضاف : الاستهلاك المحلي للطاقة يشكل 38 % من إنتاج المملكة من النفط والغاز ومن المتوقع أن يتضاعف بحلول 2030. فإستحواذ قطاعات المباني والنقل البري والصناعة على90 % من إجمالي استهلاك الطاقة بالمملكة يمكن خفضه والتحكم به من خلال محورين رئيسيين هما ترشيد الاستهلاك واستثمار مصادر الطاقة البديلة المتوفرة في المملكة.
من جانبه قال الدكتور محمد الفضل لاشك ان تجربة «كفاءة» في الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة»لتبقى» رائدة وجاءت في وقتها المناسب، وما اندرج تحتها من حملات شملت القطاعات الأكثر استهلاكا خلقت بعدا جديدا في ثقافة المجتمع تجاه ترشيد الاستهلاك، مبينا أن حملة «تأكد» الأخيرة جاءت لتعزز دور المستهلك الرقابي على مخالفات كفاءة الوقود، وتثقيفه بحقوقه في ملاحقة مخالفي المواصفات عبر تطبيق (تأكد)، وأضاف: من الأهمية بمكان توسيع دائرة المعرفة بكفاءة الطاقة بحيث تكون مضمنة في المناهج الدراسية كثقافة ينشأ عليها الطالب في المراحل المختلفة، وكذلك تشجيع الدراسات العليا بالجامعات لتعزيز الدراسات حول كفاءة الطاقة حتى نوجد جيلاً أكثر وعيا بأهمية الطاقة وضرورة ترشيدها حفاظا على موارد المملكة، وهذه الشراكة مع الجامعات ستسهم في رفع ثقافة كفاءة الطاقة في المجتمع، وتكثيف الدورات التدريبية في مجال ترشيد استهلاك الطاقة، واعتماد الشهادة الجامعية بعد الحصول الدورة. مبينا أن تكثيف الوعي بكفاءة الطاقة سيسهم في تعزيز رؤية2030 التي تحقق الرفاهية للمجتمع وتجعل من المملكة دولة ذات اقتصاد قوي يؤمن المستقبل لأبنائه ويقفز بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة.