تقرير - عبدالمحسن المطيري:
هل انهارت السينما المستقلة في أمريكا؟ أوستنهار قريباً؟ سؤال مطروح منذ عقود، بالتحديد منذ إغلاق الاستديوهات الخمس الكبرى العديد من شركات الإنتاج أو الاستدويهات الصغرى في السنوات العشر الأخيرة. بسبب إما التواضع في جني الأرباح في شباك التذاكر، أو عدم قناعة المنتجين المنفذين وأصحاب القرار في الاستديوهات الكبرى بدعم أفلام (الآرت هاوس) الفنية والتي تميل أكثر لجمهور محدود على مستوى الولايات المتحدة.
نعود لسؤال آخر، هل هناك أصلاً سينما أمريكية مستقلة؟ ماذا تعني كلمة مستقلة؟ هل هي المادة والميزانية؟ إن كانت كذلك فغالبية الأفلام المستقلة التي تشارك في مهرجان مثل (صندانس) تنتج بميزانيات تقدر ما بين 5 مليون إلى 25 مليونا، أكثر من ميزانية أفلام بوليود والتي تعتبر أفلاماً تجارية، وأيضاً أكثر من معدل ميزانيات أفلام السينما الفرنسية، كما يقول البروفوسور ماثيو فيتمان من جامعة UArts الذي أكد أثناء لقائي معه بأنه لا يعتقد أن هناك ما يُسمى «أفلاماً مستقلة» في الولايات المتحدة، كما كانت بالماضي.
ويعتقد الدكتور والذي يدرس نظريات السينما في عدة جامعات أمريكية أننا نحتاج أن نطلق اسماً آخراً بدلاً من «مستقلة» على الأفلام الأمريكية المنخفضة الإنتاج في السنوات الأخيرة. وهناك من يرى أن السينما المستقلة لازالت حية و متواجدة مع سينما الديجتال و الآندرغراوند، حيث تجد الناقدة كارتينه كاثي أن السينما التجريبية والسينما الوثائقية لازالت تحفظ ماء الوجه للسينما الأمريكية المستقلة، في حين ترى الناقدة ساشا ستون بأن هوليود من خلال سيطرة رجال الأعمال وبعض المحسوبين على السينما تُبعد المستقلين عن مدينة لوس آنجلوس.
في الحقيقة أجد أنني أتفق مع الرأي القائل بأن السنيما المستقلة لم يعد لها وجود، لأن العناصر التي يجب توافرها في السينما المستقلة بدأت في التلاشي، خصوصا في السنوات الخمس الأخيرة، قلة الإنتاج المستقلة تماماً عن أي دعم مؤسساتي سواء من أحزاب سياسية أو جهات حكومية، وأيضاً لا نشهد إنتاجاً نوعياً لأفلام تتطرق لمواضيع حساسة ويتم عرضها على مستوى واسع في صالات السينما، والأهم غياب الشغف لدى صناع الأفلام في إنتاج أفلام مستقلة مقارنة بالسبعينات، وجزء من التسعينيات.
ربما يوجد بعض المحاولات التي يجب الإشادة بها من قبل صناعة السينما الوثائقية المستقلة، و لا يمكن أن نغض الطرف عن الإنتاج الواعي للسينما الطليعية خصوصا في نيويورك، ولكن هل الإنتاج كماً وكيفاً يقارن بالإنتاج المهووس للأفلام التجارية التي يغلب عليها التكرار والسذاجة والسطحية من هوليود؟
بالطبع لا، بالتالي لا أتوقع أن هناك أرضية مناسبة السينما المستقلة في أمريكا في المستقبل، إن كانت أصلاً تملك أرضية في الوقت الراهن.