«الجزيرة» - محمد السهلي:
بعدما ظهر الإعلام المتخصص في المالية الإسلامية، بدأ جانب آخر من الصناعة الإعلامية يلحق بالركب. ذالكم هو المحتوى المرئي المتخصص في نقل أحداث المالية الإسلامية. وفي حين يكون من الصعوبة بمكان إنشاء قنوات تلفازية متخصصة في المالية الإسلامية، فإن الملاحظ أن تلك المحاولات تتمحور حول المقاطع المرئية المقتضبة والتي تدور في فلك الأخبار والمناسبات المصرفية التي تتعلق بالمالية الإسلامية. أول المبادرين نحو إيجاد محتوى إعلامي مهني للمالية الإسلامية كانت قناة «أميلين» والتي أنشئت في 2010م بماليزيا. ولدى القناة مشاهدات من أكثر من 100 دولة. ومن أجل تعزيز توسعاتها في صناعة المحتوى الإعلامي، قامت بإبرام شراكة استراتيجية مع تومسون رويترز. آخر اللاحقين بهذا الموكب مؤسسة ريدموني عبر قناة أطلقتها (IFN TV) لتبث مقاطع للمؤتمرات التي تنظمها والمتخصصة بالمالية الإسلامية.
فهذه القنوات بدأت تتوجّه إلى العالم الرقمي. فالعديد من اللاعبين في هذا القطاع يراهنون على الوصول إلى وسائل الإعلام الجديدة عبر البث على الإنترنت، ومع وجود عدد قليل من اللاعبين، لا يلبّى حاجات جمهور الإنترنت بشكل كافٍ، هو ما يجعله موضوعاً جذاباً يجب أن يتجاوب معه لاعبون آخرون.
يقدر نمو عائدات التليفزيون في المنطقة العربية بـ 8 في المئة سنويا على مدى السنوات المقبلة. ويعد هذا النموّ مدفوعا بتزايد نسبة المشاهدين العرب للتلفزيون بما يُقدّر بـ 13 في المئة يومياً زيادة عن المشاهدين في أوروبا وبنسبة 53 في المئة زيادة مقارنة بالمشاهدين في منطقة آسيا-الهادئ، وفقاً لإحصاءات شركة «إيبسوس».
يظل التلفزيون الوسيلة الإعلامية الأكثر شعبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويشكّل قطاعات القنوات الدينية الأعلى نموا في المنطقة، حيث تضاعف حجمه ثلاث مرات في السنوات الخمس الماضية، من 45 قناة في عام 2009م إلى حوالي 135 قناة في عام 2014م، من أصل 1320 قناة تلفزيون على الهواء وفقاً لأرقام مؤسسة «إيبيد».
ولقد شكل الدين محوراً أساسياً للبرامج التلفزيونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع دور ريادي للمملكة العربية السعودية في هذا المجال.
في تسعينيات القرن الماضي، شهدت البرامج الدينية على القنوات السعودية نموا بنسبة 50 في المئة بالمقارنة مع 25 في المئة في ثمانينيات القرن الماضي.
وتتجلى هيمنة البرامج الدينية خصوصاً في شهر رمضان المبارك، عندما يكون هناك تركيز أكبر على المضمون الديني في جميع القنوات العربيّة.
وتضاعف عدد القنوات الدينية ثلاث مرات ما بين عامي 2009م و2014م كما أن هناك فرصا كبيرة لنمو القنوات العاملة والقنوات الجديدة التي تقدم برامج دينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
ومع وجود جمهور يفوق 300 مليون نسمة يشاهدون التلفاز، يظل السؤال حول فرص إطلاق برامج جديدة في هذه السوق قائما.
اللاعبون الأساسيون
على الرغم من أنه ليس هناك إحصاء شامل لمعدل مشاهدة القنوات الدينية، فإن قنوات «اقرأ» و»المجد» و»الرسالة» تُعدّ من القنوات الأكثر شعبيّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. قناة «اقرأ» أوّل قناة دينيّة حصراً في المنطقة وقد أطلقتها في عام 1998م شبكة «إيه أر تي».
وتقدّم قناة «المجد» مثالاً آخر عن القنوات الدينية، حيث إن معظم البرامج فيها ذات توجّه ديني بحت.
أمّا قناة «الرسالة» تُعدّ أكثر حداثة، حيث تشكل برامجها مزيجاً ما بين الأنماط الأكثر شعبية ومنها برامج الرسوم المتحركة ذات المضمون الأخلاقي.
هناك عدد كبير من القنوات التي بدأت باعتبارها قنوات ترفيه وتحوّلت لتصبح قنوات دينيّة، استجابة لأنماط المشاهدة الجديدة وذلك بحسب موقع سلام.
عناصر النجاح الرئيسية
أسِّس شركة حول فكرة ذات قيمة فاضلة وتوجّه إلى القيم الإسلامية العامّة: فقد حققت قناة «الناس» نجاحاً كبيراً عبر برامجها وعلامتها التجاريّة المتنوّعة، وخصوصاً عبر شعارها «الشاشة التي ستفتح لك أبواب الجنّة» الذي لاقى رواجاً كبيراً.
من المهم فتح المجال أمام دعاةً ذوي جاذبيّة وحضور لتجذب انتباه الجمهور. فقد أسهمت ثقافة المشاهير في جعل القنوات تجتذب جمهوراً عريضاً، وقد أسهم العديد من الواعظين على القنوات الإسلامية، إضافة إلى عائدات التلفزيون، في خلق امبراطوريّات إعلاميّة مع إطلاق كتبهم وأقراصهم المدمجة وأقراصهم الرقمية ومواقعهم على الإنترنت.
فرص النموّ مع قناة ناطقة باللغة العربيّة
هناك تيار جديد صاعد بين القنوات العربية الاسلامية الأكثر نجاحاً للتوجّه إلى الجمهور المسلم في أوروبا وآسيا، عبر البث باللغة الإنكليزية.
غالبية المسلمين حول العالم (74 بالمئة) يتحدثون الإنجليزية لغة ثانية، وفقا ً لمؤسسة «ديلويت».
فقناة الهدى ومقرّها القاهرة قد خصّصت بثّها لهذا الهدف مع ميزانيّة أوليّة تقدَّر بـ 13.3 مليون دولار.
وتتوجّه قناة الهدى إلى الجمهور الإسلامي غير الناطق بالعربية عوضا عن التوجّه إلى الجمهور العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومقدّميها من خلفيّات قوميّة متعدّدة، وتستهدف بمحتواها الأمّة الإسلاميّة حول العالم، أو الجالية الإسلاميّة العالميّة.
خريطة طريق يُنصح بها
* اجتذب متحدّثين لهم حضور: المتحدّثون هم العنصر الأساسي في جذب المشاهدين المسلمين ومحرك مهم لاجتذاب الإعلانات.
* نوّع مصادر دخلك: اسعَ لتقديم خدمات إضافيّة، منها اتّصالات الجمهور، والرسائل النصّية وغيرها من الوسائل التفاعلية.
* قدّم خدمات بلغات مختلفة وصيغ متعدّدة: قدّم خيارات باللغة الإنكليزيّة ومضموناً رقمياً لتجتذب الجمهور الشاب.