كنت محظوظا بزيارة مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق في مناسبات كثيرة. وقد أعجبت كثيرا بالشجاعة النادرة للأكراد وقادتهم وكذلك لحبهم للحرية وبرفضهم للديكتاتورية والاستبداد والتطرف والإرهاب. وهؤلاء الأكراد يخوضون حاليا نضالا أشبه بنضال الآباء المؤسسين للولايات المتحدة منذ قرون.
للأسف الشديد، فإن الأمريكيين لا يظهرون القدر الكافي من الاحترام والتقدير والدعم لهذا الشعب. أمريكا وغيرها من دول العالم غضت البصر عن المذابح التي تعرض لها الأكراد على مدى عقود طويلة في العراق وتركيا وإيران. هل هناك تجاهل متعمد لحقيقة أن هؤلاء الرجال والنساء الشجعان في القوة المسلحة الكردية المعروفة باسم «البشمرجة» خاضوا أقوى المعارك ضد عناصر تنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط؟ للأسف فإن قوات البشمرجة لم تحصل على الدعم الذي تستحقه وتحتاجه من الدول الغربية.
يدعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن هزيمة تنظيم داعش تأتي على رأس أولويات سياسته الخارجية. ومع ذلك فإن فشلنا في تقديم الدعم الكافي للبشمرجة خوفا من إغضاب حلفائنا الأتراك ، جعل هذه الأولوية المزعومة مجرد ادعاء للحفاظ على تحالفات عصر الحرب الباردة. والحقيقة أن الأكراد لم يقاتلوا ويهزموا عناصر داعش في العراق وسوريا فقط وإنما أصبحت مناطقهم الملاذ الأساسي لللاجئين المسيحيين والأيزيديين وغيرهم من أبناء الأقليات الذين فروا من الإرهابيين المتشددين.
صديقي الشخصي الجنرال كريمي سينجاري وزير الداخلية الكردي وقائد قوات البشمرجة أعرب لي عن حاجتهم إلى أسلحة أحدث ودعم مالي أكبر حتى يتمكنوا من هزيمة داعش. وعلى أمريكا الرد على الدعوات الكردية بإرسال المزيد من المساعدات والأسلحة لهؤلاء الذين يتصدون بإرادة قوية لتنظيم داعش الإرهابي.
- سام زاخم