(واشنطن تايمز) - أمريكا:
من المنطقي أن يتصور المرء أنه عندما تدعو دولة ما إلى تدمير دولة أخرى، فإن الأخيرة لن تساعد الأولى في تحقيق هذا الهدف الخبيث.
إذن، لماذا نرى أمريكا تفعل أي شيء حتى لو كان سيساعد إيران في الحصول على السلاح النووي الذي ستستخدمه لتهديد أمتنا وحلفائنا، في حين يهتف الإيرانيون في شوارعهم «الموت لأمريكا» ويعلنون بمنتهى الفخركراهيتهم وعداءهم للمجتمعات الغربية؟
الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتبر اتفاقه النووي الكارثي مع إيران إنجازا عظيما بالنسبة له وعلامة مميزة لفترة حكمه على صعيد السياسة الخارجية.
ورغم الاحتجاجات في الكونجرس والرفض الشعبي للاتفاق مع إيران، فإنه دخل حيز التطبيق كعلامة مميزة لأسلوب أداء أوباما الذي يقوم بشكل منفرد وبرفض متغطرس لكل الذين يملكون الشجاعة الكافية لكي يتساءلوا عن حكمة إدارة أوباما. الآن ومع اقتراب فترة حكم الرئيس الأمريكي الحالي من نهايتها، بدأت الإدارة الأمريكية تعرب عن قلقها من عدم استمرار الالتزام بالاتفاق في ظل الرئيس الأمريكي القادم.
مساعد وزير الخارجية توماس شانون حذر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي الشهر الماضي من عواقب أي إلغاء محتمل للاتفاق النووي مع إيران. وهذا أمر مضحك، فعواقب إلغاء هذا الاتفاق الكارثي لا يمكن أن تكون مفجعة أكثر من عواقب الإبقاء عليه.
الاتفاق الإيراني كان سيئا منذ بدايته وفاسدا في جوهره، ففي كل مرة تتصور أنه لا يمكن أن يكون أسوأ من ذي قبل، يتضح أن هناك بالفعل ما هو أسوأ. فهذا الاتفاق لم يفعل شيئا إلا تشجيع إيران وأعدائنا الآخرين وتعزيز قدراتهم.
فقد أتاح الاتفاق لإيران الوصول إلى أصول مجمدة تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار لم تكن تستطيع الوصول إليها من قبل. كما تخلصت طهران من العقوبات الدولية، ورغم التعهدات بالعكس، فإنه لا يمكن إعادة هذه العقوبات بصورة ذات معنى مرة أخرى. كما أن الاتفاق أتاح لقادة إيران الإرهابيين حرية السفر في مختلف أنحاء العالم، وسمح لها باستمرار تخصيب اليورانيوم وتحديد المواقع المسموح للمفتشين النوويين الدوليين بتفتيشها وتحديد مواعيد عمليات التفتيش. كما أصبح في مقدور الإيرانيين الاستفادة من النظام المالي الأمريكي والتعامل بالدولار بصورة أكبر.
فما الذي حصلت عليه أمريكا مقابل كل هذه التنازلات؟
لقد حصلنا على عدو عنيد يعرف أن أمريكا سترضخ، في الوقت الذي يواصل فيه ملالي إيران تهديد النظام العالمي. وقد جددنا دعم نظام حكم القاتل بشار الأسد، بل وقدمنا المزيد من الدعم للتنظيمات الإرهابية الموالية لإيران في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بما في ذلك حزب الله اللبناني وحركة حماس.
الحجة الرئيسية لدى مؤيدي الاتفاق هي أنه سيعزز اعتدال القيادة الإيرانية. والحقيقة أنه لم يكن هناك على الإطلاق أي سبب للاعتقاد في الوصول إلى هذا الهدف خلال المفاوضات بين إيران والدول الغربية، ثم اتضح بعد ذلك أن هذا الهدف غير حقيقي تماما.
نحن نريد ما هو أكثر من الكلمات الفاترة عن أن هذا الاتفاق سيمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. فهو لن يفعل ذلك، والجميع يعرفون هذه الحقيقة. فإيران الآن أخطر من أي وقت مضى، ومازالت مصدر الأخطار الحقيقية بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائنا. وإذا ادعت إدارة أوباما بأن إيران لا تنتهك شروط الاتفاق أبدا، فهذا يعني أن الاتفاق كان خطأ بصورة مفزعة.
نأمل أن يكون لدى الرئيس الأمريكي القادم الإدراك اللازم لإصلاح علاقتنا الناشئة مع إيران والتعامل مع المرشد الأعلى لإيران وملاليه بما يتناسب مع طغيانهم، لأنه إذا لم يحدث هذا فإن العالم سيدفع ثمنا باهظا لسلبية أمريكا.
- أرمسترونج ويليامز