يستدعي الشيخ ناصر المنقور في حوار أجرته معه (الجزيرة) ونشر يوم 6 /2 /1980م، سلسلة من الذكريات والمواقف التي عاشها في مرحلة بدايات تأسيس الدولة والمصاعب التي مرّت بها العملية التعليمية في تلك الفترة.
وفي معرض حديثه عن بناء أول مدرسة في الرياض، يقول المنقور: «بنيت المدرسة الأهلية في الرياض بعد عودة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز من مصر. من الأموال التي كانت ستصرف في حفل الترحيب به. وكان أول مدير للمدرسة عبدالله العبدالعزيز النعيم، وأول مدرس سعودي كان صالح الجهيمان وبعده إبراهيم الحجي. ثم افتتحنا مدرسة ثانوية ليلية».
ويستطرد المنقور في حديثه عن بدايات التعليم في المملكة: «حين بدأنا نشتري المقاعد المدرسية، لم يكن هناك نجار غير الشدوخي، فذهبتُ إليه واتفقت معه على أن نعمل مقاسات مختلفة لمختلف الأحجام، فالطلبة في ذلك الزمن كانوا غير متساوين في الأعمار».
وفي مفارقة عجيبة، يروي الشيخ المنقور قصة معارضته لتأسيس جامعة الرياض (الملك سعود حالياً) ثم تعيينه رئيسا لها: «حين بدأت الدعوة لافتتاح جامعة الرياض، عارضتُ رغبة في عدم التوسع بافتتاح الكليات دون وجود كوادر مؤهلة. وتشاء الظروف أن أستلم مدير الجامعة بعد الدكتور عبدالوهاب عزام».
ويعود الشيخ المنقور بذاكرته ليروي: «أول مكتب لوزير المعارف سمو الأمير فهد كان في شارع الوزير. وكان في المبنى نفسه وزارة الزراعة». وحول خلافاته مع المسؤولين، يقول الشيخ المنقور: «لم أختلف معهم لأني أرغب في الاختلاف، لكنني كنت أرى رأياً، وأنا عنيد في اتخاذ ما أراه. كان هناك قاضٍ يشكوني إلى الأمير سعود لأني لا أعين مدرسين لديه، فأبرقت له برقية لأقول له: يجب أن نكون فعّالين لا قوالين، إن كان لديك مدرسون فنحن مستعدون لتعيينهم».
وحول مشاركته في الصحافة، يؤكد المنقور أنه كان أول من كتب افتتاحية صحيفة (الرياض) تحت عنوان (أمل وأمل)، ثم يروي قصته مع الملك فيصل والمؤسسات الصحفية: «تقدمت بطلب للملك فيصل بترخيص جريدة يومية في الرياض اسمها (الوطن)، فقرأ الطلب ثم قال لي: (لدينا ترتيبات خاصة بالصحف وسوف يصبح هناك تغيير). وفعلاً صدر نظام المؤسسات الصحفية، وكنت أحد أعضاء مؤسسة اليمامة».
ويؤكد الشيخ المنقور حرصه على قراءة (الجزيرة): «نادراً ما أقرأ إلا ما يتعلق بالشؤون المحلية والاجتماعية وهو ما تتفوق به الجزيرة».