في صحيفة الجزيرة العدد رقم 15246 تاريخ الاثنين 16 رمضان 1435 هجرية كتبت مقالاً بعنوان وزارة التعليم العالي وترتِيب جامعاتنا محليّاً أتحدث فيه عن ترتيب جامعاتنا عالميا، ولماذا لا يكون هناك ترتيب محلي سعودي، حيث يبلغ عدد الجامعات الحكومية 25 جامعة حكومية و10 جامعات أهلية و32 كلية أهلية. والمزيد من الجامعات الجديدة تُفتتح في كافة مناطق المملكة الثلاث عشرة. وذكرت هناك أكثر من جهة عالمية تقوم بالتصنيف الأكاديمي لجامعات العالم منها تصنيف جامعة شنجهاي وتايمز (التعليم العالي) تصنيف الجامعات العالمي وكواكواريلي سيموندس QS. إضافة إلى تصنيفات إقليمية ومناطقية في مختلف العالم ومنها مجلة ماكلين بترتيب الجامعات الكندية وتقوم الساندي تايمز بتصنيف للجامعات في أيرلندا. وQuality Assurance Agency for
Higher Education بتقويم جودة التعليم في الجامعات البريطانية.
أين وزارة التعليم من وضع معايير محلية للجامعات السعودية؟ اليوم الأحد 28 ربيع الآخر 1437 هجرية جاءت الإجابة من الوزارة حيثُ حددت وزارة التعليم 14 عنصراً لقياس مستوى الإنجازات في الجامعات السعودية، تطبق على كل منها على حدة، لمعرفة جهود كل جامعة والوقوف على مستويات تقدمها علمياً وبحثياً رؤية مستقبلية وخطوة كبيرة لترتيب جامعاتنا محليا وخلق روح المنافسة الصحيحة القائمة على المعايير المحددة من الوزارة والتي منها الكفاءة الاقتصادية والخدمات والأنشطة الطلابية والاستثمار والتعاون وخدمة المجتمع والبحث العلمي ومؤشرات الريادة وتسخير تقنية المعلومات والاتصالات والتدريب والموقف المالي والمزيد، هذه المعايير ربما تراجع بعد سنة أو أكثر من التطبيق الفعلي، كل ما أتمناه وأرجوه من المسؤولين أن تكون النسب المئوية % للإنجاز تعكس أهمية العنصر وعدم توزيع النسب متساوية وهنا تغيب روح المنافسة والمصداقية والشفافية. عموما تنفيذ هذه المعايير مع وجود الرقابة بصفة عامة من الوزارة فالجامعات بحاجة إلى استقلالية للحد الذي يجعل كل جامعة تميز نفسها عن الجامعة الأخرى. الجامعات السعودية تستحق أن تتنافس فيما بينهما وتستحق أن تقوم الجامعة الأولى سعودياً بعد عملية التقييم بعملية المقارنة مع الجامعة الأولى عالمياً بهدف تحسين معايير الإنجاز. شخصياً أركز على عنصر البحث العلمي وإعطائه نسبة مئوية مناسبة، وإن ما يتم من أبحاث بداخل الجامعات ليس سوى أبحاث متناثرة هنا وهناك، يقوم بها بعض أعضاء هيئة التدريس وأتمنى أن أكون مخطئاً. إن جامعاتنا تحظي بالدعم المالي من الدولة فماذا ينقصها للتتطلع للمنافسة العالمية.. طلابنا وطالباتنا المبتعثون رائعة هي إنجازاتهم وبحوثهم العلمية ففي كل يوم نسعد بخبر في صحفنا عن تميز الطالب السعودي في الجامعات العالمية السؤال لماذا؟.. لعلي أورد مثال واحد فقط وهناك عشرات الأمثلة لإنجازات المبتعثين والمبتعثات حصل المبتعث السعودي يوسف هوساوي على جائزة أفضل باحث على مستوى أوروبا، والتي قدمتها الجمعية البريطانية لأبحاث السرطان، وذلك في المؤتمر الوطني البريطاني لأبحاث السرطان والمنعقد في ليفربول.
وزارة التعليم بهذه الخطوة الرائعة في تقييم إنجازات الجامعات سوف تحقق أهدافها في الوصول إلى العالمية وقبلها السعودية وذلك من خلال الخطة الإستراتيجية الموافق عليها من قبِل مجلس كل جامعة.. لقد عكست هذه التطورات الكبيرة للتعليم العالي في المملكة العربية السعودية الرعاية الكريمة والاهتمام الكبير من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ومن أقواله حفظه الله عن التعليم (إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف).