«الجزيرة» - سفر السالم:
زار سلطان العتيبي ذو الـ36 ربيعاً أحد محلات صيانة الجوالات، قبل قرار توطين قطاع الاتصالات بفترة عندما تعطل جهاز جواله المحمول استقبله «عامل وافد»، والذي انتهى من صيانته في دقائق معدودة وبمبلغ كبير. ويروي الشاب سلطان أنه ومنذ تلك اللحظة أصرّ على نفسه أن ينخرط في هذا النشاط والقطاع الحيوي، الذي فعلاً وجده خلال فترة وجيزة من العمل والصبر؛ حيث قام على الفور بالاستدانة من أحد الأصدقاء نصف المبلغ لعدم توفره لديه في ذلك الوقت. وبين الريادي سلطان: أنه اختار مكاناً صغيراً عبارة عن كشك في مجمع الاتصالات بمدينة الرياض، وقد تم في أيام بسيطة افتتاح المشروع ولم يكلفه في البداية سوى 30 ألف ريال، وواصل العمل ليل نهار حتى عرف خفايا هذه المهنة، وتعلم الكثير من السوق رغم المضايقات التي تواجهه ليل نهار من العمالة الوافدة، والتي تحاول التضييق عليه وعلى أي سعودي يدخل هذا القطاع.
ويضيف الريادي العتيبي: أنه أغلق أذنيه وكأنه الوحيد في السوق حتى لايتأثر من تلك العمالة التي تحاربه. مضيفاً بأنه نجح في مشروعه خلال السنة الأولى وحقق أرباحاً كبيرة جعلته يفتتح فروعاً وصلت إلى ثلاثة، وتقدر قيمتها أكثر من نصف مليون ريال؛ خلاف أن تلك المحلات وفرّت فرص عمل للشباب، وتم توظيف باعة وكذلك فنيين وذلك للاحتياج الكبير والطلب على الصيانة من قبل المواطنين والمقيمين.
ويزيد الريادي سلطان: أن مشروعه درّ عليه الكثيرمن الأموال مما حدا به لإنشاء عدة مشاريع أخرى في مجالات متعددة، مؤكداً أن المشكلة الكبرى التي واجهته خلال المضايقات من العمالة الأجنبية هي عدم وجود التدريب الكافي من جهات حكومية، فالكثير يبدأ بدون أي خبرة، وربما يخسر كل ما يملكه لعدم وجود تدريب كافٍ للشباب. واختتم الريادي سلطان بقوله: الآن ومع تطبيق قرار توطين قطاع الاتصالات، وتسابق الجهات ذات العلاقة على التدريب والتمويل وكذلك الرقابة؛ فلا عذر لأي شاب وشابة على عدم الانخراط في هذا القطاع الحيوي، وعدم الاتكالية؛ فالفرصة الآن متاحة خلاف ما كان عليه في السابق.