«الجزيرة» - بشير عبد الله:
استقبل عمال اليمن هذا العام الذكرى السنوية لعيدهم العالمي 1 مايو بشكل مختلف عما يحتفل به نظراؤهم على مستوى العالم، حيث استقبلوه وهم ليسوا في مقرات أعمالهم وإنما يفترشون أرصفة الشوارع حاملين على أكتافهم أدوات العمل علهم يجدون فرصة عمل يسدون من خلالها رمق عيشهم، بعد أن ظلوا نحو عام أو يزيد وهم يقبعون في منازلهم بلا عمل أو مصدر رزق يقتاتون وعائلاتهم منه.. ذكرى سنوية تمر ليتذكر فيها عمال اليمن مآسي عام رافقتهم فيه البطالة والجوع والفقر والمرض بعد أن سرحوا من أعمالهم بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد.
مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي كشف أن نحو مليون وخمسمائة ألف عامل يمني فقدوا أعمالهم جراء الحرب التي قادها الحوثيون والمخلوع صالح نتيجة توقف المئات من المنشآت الصناعية والتجارية عن مزاولة أنشطتها، وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 800 شركة مقاولات توقفت، فيما تعرضت الآلاف من المنشآت الصناعية والتجارية للاستهداف المباشر من قبل الميليشيا الانقلابية وتوقفت عن العمل بشكل كلي أو جزئي.
تقرير مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي لفت إلى أن أسعار السلع الأساسية خلال الربع الأول من العام الجاري ارتفعت بشكل كبير لتتجاوز 25% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، تحتل مدينة تعز المرتبة الأولى في ارتفاع الأسعار بمتوسط ارتفاع بلغ 45% تلتها الحديدة 27% ثم عدن وحضرموت ومأرب وصنعاء.
مراقبون اعتبروا أن توقف العديد من المنشآت الصناعية والتجارية وفقدان مئات الآلاف من العمال لوظائفهم وارتفاع أسعار السلع الغذائية سيضاعف من معاناة اليمنيين وسيسهم بشكل كبير في ارتفاع نسبة البطالة والفقر في اليمن، لتصبح معظم الأسر اليمنية في ظل فقدان عائلها لمصدر رزقه الوحيد بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حيث يقدر من هم بحاجة للمساعدة بـ 21 مليون يمني من بين 26 مليوناً.
سليمان عبده سعيد أحد العمال الذين فقدوا وظائفهم يقول: «منذ حوالي ثمانية أشهر وأنا بلا عمل ولا أجد ما أعيل به أسرتي المكونة من تسعة أفراد، وقد تراكمت علي الديون وباعت زوجتي ما تقتنيه من مجوهرات كي نوفر متطلبات العيش، واليوم أقف عاجزاً عن توفير الاحتياجات الأساسية، نحن كل يوم نموت ألف مرة بسبب الذل والهوان الذي نلاقيه نتيجة عوزنا وحاجتنا إلى ما نقتات به، فمتى تنتهي الحرب لتعود إلينا الحياة؟».
من جهته يقول عبدالله علي قايد: «تنقلت بين عدة محافظات لعلي أحصل على فرصة عمل بعد أن تم تسريحنا من عملنا، لكن للأسف فرص العمل منعدمة والجميع يعاني البطالة حتى موظفي الدولة باتوا بلا وظائف وكلنا يعاني، والأسعار ارتفعت بشكل جنوني، وأصبح توفير لقمة العيش عملية صعبة ومضنية».