هذا هو ما دُرِّسنا بأن علينا تحقيقه كي نسلك أحسن الطرق وأسرعها للتنمية والتقدم، فلا بد لعزيمة الشباب من لجام وهو حكمة الشيوخ، ولا بد من وجود عزيمة شباب متوقدة للأخذ بالدولة والمجتمع إلى طريق التنمية المنشود.
لقد أثلج صدري قرار قيادتنا الحكيمة باختيار الشباب من الجيل الثاني في الأسرة لقيادة مسيرة هذا الشعب، في حين وجود القائد الحصيف الملك سلمان ليصحح ما قد يطرأ من أخطاء، وبحيث يكون القادة الجدد تحت نظره الثاقب في قيادة الأمور، والحمد لله أنهم اكتسبوا بالتجربة الغنية التي يملكها قائد هذه البلاد وخبرته في السياسة الشيء الكثير.
تنحو الأمم إلى اختيار ما يروقها من نظم حكم تعتقد أنها بهذا الاختيار تحقق ما تصبو إليه من تقدم وازدهار، ومن ذلك أن من يختار الطريق السريعة للتنمية يضحي بقدر لا بأس به من الحرية لأفراد مجتمعه، وذلك لتسريع تحقيق الأهداف، في حين أن الدول التي تحتفظ بقدر معين من الحرية تعوق إنجاز التنمية لاستشارة البرلمان والنخب وذوي الخبرة في تحقيق أهدافها، ولذلك يكون هناك سرعة في الإنجاز للنظم التي تختار نظاماً شبه سلطوي في إدارة الأمور، وليس هناك من عيب في هذا ما دام تحقيق الأهداف هو الغاية الأخيرة من التنمية. ولقد حظينا -ولله الحمد- بدولة إسلامية تنسجم فيها قيمها مع مصالحها، فأدى ذلك إلى السرعة والتمكين في الإنجاز.
لقد مرّ علينا حين من الدهر كانت الخطط الخمسية تطرح علينا من خلال خطاب مشروع لوزير التخطيط دون أن تحظى بالتغطية أو النقاش الإعلامي، وعند نهاية الخطة تختتم بخطبة من وزير التخطيط دون أن يتطرق خلالها لبيان ما الذي تحقق، وما الذي لم يتحقق، وما هي المعوقات، وما سبل تذليلها أو تجنبها، ولذلك لم نحظ بخطة لتصحيح الأخطاء وتسريع التنمية.
وأعتقد أن الرؤية إلى العام 2030 التي شرحها ولي ولي العهد فيها ما يكفي للقفز بهذا البلد إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال بناء دولة تعتمد على قوة اقتصادها غير الناضب وسرعة إعادة هيكلته ليتجاوب مع احتياجات الحاضر ومتطلبات المستقبل، كذلك الإيمان بأنه إذا ما تطلب الأمر أن يقفز المجتمع قفزة واسعة فإن عليه ألا يكتفي بقفزتين صغيرتين بمعنى أنه عندما تبرز الحاجة إلى فعل شيء لإدراك شيء أكبر فلا بد من توفير كل المناخ للقيام بهذا الأمر.
بارك الله في شبابنا وأمد في عمر قائدنا، وحيّ على الفلاح.
- بندر بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود