«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فتحي كالي:
اتفقت المملكة والنرويج على أن الحل في سوريا يجب أن يكون عاجلاً لأن ما يحصل في سوريا هو كارثة إنسانية.. أما اليمن فيجب أن تنتهي مفاوضات الكويت إلى حل يعيد الشرعية إلى الحكومة ويبعد هذا البلد عن الحروب.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية عادل الجبير مع وزير خارجية مملكة النرويج بورج برينده.. في مقر وزارة الخارجية، وقد استهل معالي وزير الخارجية الجبير حديثه قائلاً: إن النرويج والمملكة العربية السعودية تتمتعان بعلاقات جيدة على مدى العقود الماضية ونظرتهم حول المجتمع الدولي والأمن والاستقرار في العالم متطابقة لحد كبير جداً.
وأوضح الجبير بأن المملكة تقدر دعم النرويج لعملية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.. والنرويج مساهمة في استضافة الوفود الفلسطينية والإسرائيلية والتوقيع على اتفاقية أوسلوا. مشيراً معاليه إلى أن النرويج تلعب دوراً كبيراً في دعم القضية الفلسطينية اقتصادياً وسياسياً، وتدعم الجهود الدولية في هذا الشأن والمملكة العربية السعودية تثمن هذه الجهود.
وأضاف الجبير: مع الجانب النرويجي تم بحث الأوضاع في العالم والمنطقة بشكل عام، وإيجاد حل عاجل للأزمة السورية على أساس إعلان جنيف (1) مجلس الأمن الدولي (2254)، كما تم بحث الأوضاع في العراق وتطبيق الإصلاحات التي يسعى لها الشعب وإعطاء جميع الطوائف العراقية حقوقها في العراق ومواجهة الإرهاب من قبل داعش.
كما تم بحث التطورات في اليمن وعبرنا عن أملنا أن تخرج هذه المباحثات بنتائج إيجابية وتؤدي إلى الاستقرار على أساس المبادرة الخليجية والحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن (2216) لكي نستطيع أن نعيد اليمن إلى وضعه الطبيعي بعيداً عن الحروب.. ولكي نركز على إعادة بناء اليمن وإيجاد الازدهار في هذا البلد الشقيق.. كما تم التطرق للإرهاب بشكل عام واطلعت معالي وزير الخارجية النرويجي على رؤية المملكة (2030) وتبادلنا الآراء حول التحديات التي تواجه المجتمع الدولي من التطرف والإرهاب.. حيث كانت الاجتماعات بناءة ومثمرة.
من جانبه قال معالي وزير خارجية النرويج بأن علاقات البلدين جيدة، وأن هناك تنسيقاً وتشاوراً في كثير من القضايا. مؤكداً معاليه بأن ما يحصل في سوريا هو كارثة إنسانية ولا بد من وقف هذا العنف وهذا العدوان على المدنيين، مؤكداً بأن الأسابيع القادمة حازمة جداً في هذا الشأن بقيادة المملكة العربية السعوية.
وأشار بأننا نتطلع إلى نجاح المحادثات في الكويت بين الأطراف اليمنية لأن النزاع في اليمن أصبح مغلقاً ويجب أن يكون هناك إرادة وحل لهذه الحرب، مشيراً أن النرويج سوف ترفع مستوى مساعداتها لهذا الشعب.
وبين أن النرويج والمملكة متفقتان على رؤية واحدة حول محاربة داعش أينما وجد، موضحاً بأن هذا التنظيم يقوم بوحشية وفكر متطرف لابد من القضاء عليه، وهذا أمر غير مقبول لابد من وقفة واحدة ضد هذا التنظيم.
وأضاف وزير خارجية النرويج بأن النرويج سوف تستمر في دعمها ومساندتها للقضية الفلسطينية، نريد حلولاً سلمية ونريد إعطاء الفلسطينيين فرص عمل.
وحول سؤال للجبير حول فرص الحل في حلب وما يحصل من جرائم في هذا البلد.. رد الجبير: ما يحصل في حلب جريمة بشعة وإرهاب متعمد ضد المدنيين الأبرياء.. ما نراه من قصف بالبراميل هو خرق للهدنة.. وهناك تحرش بالمعارضة من أجل إجهاض أي حلول سلمية هذا ما يريده بشار.. ولكن نقول لا وجود لبشار في هذا البلد.. لكن الذي نركز عليه بأنه لا مستقبل لبشار في حكم هذا البلد نريد من المجتمع الدولي حلولاً عاجلة وممارسة قوته ضد ما يحصل للشعب السوري. وحول رؤية المملكة 2030 قال معاليه بأنه من عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وهذه البلاد تعيش كثيراً من التغيرات في الأنظمة والقوانين، وهي تعمل بدستورها وتطبقه على الجميع دون تمييز.
وحول نجاح رؤية المملكة.. ومجال الحريات في المملكة قال الجبير بأن المملكة تعيش نهضة تعليمية شاملة للذكور والإناث، وهناك عشرات الجامعات والمعاهد والأكاديميات، وأصبحت المملكة تضاهي الدول الأوروبية في كثير من مناحي الحياة، هناك تغييرات كثيرة تشهدها المملكة وهي تغييرات إيجابية.. مع التزامنا بعاداتنا وتقاليدنا.. من هنا فإن رؤية المملكة القادمة سوف تشهد تطورات ملحوظة. مشيراً إلى أن الضوابط والعادات الموجودة داخل المجتمع السعودي هي ضوابط يفرضها المجتمع وليس الدولة بحكم عاداته وتقاليده.. وعلينا احترام هذه العادات، وهي جزء من هويتنا. وقيادة المرأة للسيارة ليست مشكلة إنما هناك حلول لها من خلال عادات المجتمع وفق ضوابط المجتمع، ونحن لا يهمنا الانتقادات التي تأتي من الخارج، هذه إرادة مجتمع وعلينا أن نحترمها ونقدرها ونستوعبها لأن المجتمع الخارجي لايدرك مدى تعقيدها في المملكة.. وأريد أن أقول بأن المملكة في تطور مستمر ومتواصل وهي تسابق الزمن وكلنا أمل لتتحقق هذه الرؤية ونحن متفائلون بهذه الرؤية التي سوف تحقق كثيراً من المعطيات وتحسن الفرص لمواطنيها.
وحول الحديث عن أوضاع المسلمين في النرويج وحقوق الإنسان أجاب الوزير النرويجي قائلاً: النرويج تهتم بالمسلمين، وقد استقبلنا العديد من اللاجئين من المسلمين وهم يحصلون على مستوى معيشة جيدة ونحن نعامل الجميع بالتساوي ولا نفرق ديناً عن دين.. والحريات لدينا مكفولة.