«الجزيرة» - محمد المنيف:
اختتمت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية ملتقاها الثاني بنجاح منقطع النظير من جميع الجوانب حيث طبق في إقامة المناسبة الأسس التي تضمن النجاح بإذن الله من حيث الموقع المتمثل في مركز الملك عبد العزيز التاريخي الذي أضاف وأضفى تميزاً للحفل والمعرض، وجمع إبداع التشكيليين في لوحاتهم وحداثة الهندسة المعمارية التي تبرز معالمها في كل جزء من المركز، ومنها الواجهة التي تشكل لوحة حروفية بالخط الكفي نحتت على الحجر.
إضافة إلى حسن التنظيم الذي قام به لجان مشتركة من المركز والجمعية كان لجهودهم الدور الكبير في تميز الاحتفال جمعت خبرة العلاقات العامة في المركز بالتجارب الشابة من أعضاء لجنة التنظيم في الجمعية، كما كان لمتابعة الدعوات الدور الفاعل في الحضور المشرف من التشكيليين منسوبي الجمعية ومن محبي الفنون التشكيلية والمثقفين، توّج الحفل بتشريف من رئيس الجمعية الفخري صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود والأمير فهد بن فيصل بن محمد والأمير محمد بن فيصل بن محمد، وبحضور داعم كان له أثره في نفوس منسوبي الجمعية من الأستاذ الدكتور فهد بن سلطان نائب أمين مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الذي نقل تحيات معالي أمين المركز الأستاذ فيصل المعمر للرئيس الفخري ورئيس مجلس الجمعية إضافة إلى عدد من المسؤولين من وزارة الثقافة والإعلام، ومن رجال الأعمال والإعلام.
إبداعات عززت مكانة الجمعية
لا شك أن الأعمال المشاركة في أي معرض تعدّ الصورة والعنوان للجهود التي قدمت من قبل الفنانين ومن المنظمين ولهذا جاء المعرض على مستوى عالٍ من الإبداع وكذلك من التحكيم الذي قامت الجمعية من أجل تحكيم الأعمال باختيار أسماء متنوعة وعالية الخبرات على مستوى المملكة والخليج.
لقد حقق المشاركون في هذا المعرض أهدافاً كثيرة من أبرزها: تصويرهم لأبعاد (ثيمة) أو فكرة المعرض (الحرمان الشريفان روحانية تجتذب الروح) من خلال أعمال مثّلت أساليب الفنانين وتجاربهم كان للجانب التخيلي مساحة كبيرة فيها؛ حيث أخذت السريالية والتعبيرية موقعها في غالبية اللوحات أكدوا أن الفكرة أو الموضوع لا يمكن أن يعيق التنفيذ في حال امتلاك الفنان القدرة على تطويع أسلوبه لأي موضوع أو فكرة يتلقاها وجدانياً، أو بناء على مؤثر مباشر أو محددة في شروط المسابقات وهي الطريقة المتبعة حديثاً في البيناليات، القصد منها جمع سبل التنفيذ في هدف واحد يلتقي فيه الجميع عكس المعارض المفتوحة التي تتعدد فيها المواضيع مما يربك التحكيم ويبعثر المعايير.
التشكيليات كسبن التنافس
في فترات مضت تحديدًا بدايات إقامة المسابقات التشكيلية إلى وقت قريب لم تكن أعداد الفنانات التشكيليات بمستوى ما تعيشه الساحة اليوم التي أصبح للتشكيليات المساحة الأكبر بعد أن حرمن من الفوز في مناسبات ومعارض في ضل هيمنة التشكيليين الرجال، ما يجعلهن حالياً أكثر ثقة للمنافسة، وهذا ما برز في كثير من المعارض التي تنظمها وزارة الثقافة أو جمعية التشكيليين حيث فاز في مسابقة الملتقى الثاني ست فنانات مقابل أربعة من الفنانين من بين الجوائز العشر. وعدد التشكيليات المشاركات في هذا المعرض (33 ) تشكيلية مقابل (37 ) بعد انتقاء الأعمال المكتملة الشروط منها مطابقة العمل للفكرة، ما يعني الحضور المتوازي والمتعادل في العدد.
مشاريع تهديها الجمعية لمنسوبيها
هذا الاحتفاء والمعرض المتميز لم يأت صدفة أو مصادفة أو ارتجالاً؛ بقدر ما مر بالكثير من الخطوات سعياً لإنجاحه مع ما تعد له الجمعية من مشاريع قادمة لن تقلّ بإذن الله عن هذا المستوى بقدر ما توازيه وتعده منطلقاً للبحث عن التألق والأيام القادمة تحمل البشر والاستبشار ببرامج ومعارض ومشاركات بنيت على خطوات مدروسة تضمن لها بإذن الله الاستمرار، بالتعاون مع قطاعات ومؤسسات من الخاص ومن الحكومي، يقدر المسؤولون فيها أهمية الثقافة والفنون التشكيلية.
حراك تفخر به الجمعية بمنسوبيها المتفاعلين عن بعد والفعالين عن قرب، ستكون مواقفهم داعمة ومحفزة للعطاء.
ففي القادم معارض ومسابقات وورش ودورات لفنانين من المملكة والخليج في تخصصات الفن التشكيلي من نحت ورسم وجرافيك وأعمال تراكيب ومفاهيمية، جميعها يستلهم فيها الفنانين هويتهم تراثاً وبيئة، يبدعون بأساليبهم التي اكتسبوها من خبرات طويلة لمن أصبحوا أعلاماً تفخر بهم الجمعية، أو من تجارب الشباب الواعد لأخذ مكانتهم ومكانهم في مسيرة فنون الوطن، أو من مواهب تستعد للانتقال إلى مراحل للحاق بمن سبقوهم.