«الجزيرة» - سلطان المهوس:
ليست حكاية الديون فقط هي المهدد الكبير للأندية السعودية ذات الارتباط الحكومي الرسمي؛ بل لأنها كيانات تعيش الفقر الإداري والتخلف في تطبيق الأنظمة؛ إذ أن شخصاً واحداً يسمّى الرئيس هو المتحكم بكل الأمور من تعيين حارس بوابة النادي حتى التهور بجعل النادي مديوناً بمئات الملايين..!!
لاشيء يمكن أن يوقف هذا الرئيس الذي جعل من النادي أشبه بقبيلة تتبع له وتأتمر باسمه، وأعضاء مجلسه المعتمدون هم هامشٌ على الورق يحضرون بكشوفات رسمية ويغيبون عن العمل الحقيقي لإدارة منشأة حكومية تتبع كل أنظمتها للدولة..!!!
حكايات مفزعة، وخيوط فساد تتطلب التحقيق والتمحيص ومن ثمّ الشفافية والمعاقبة؛ فلاشيء يمنع من وضع الحديد (الكلبشة) بيدي مسؤول خان الأمانة، وارتضى الفساد وتلاعب بهذا الجهاز الحكومي إن وجد ما يدينه، وعلى رعاية الشباب أن تكون أكثر ثقة وقوة، وألاّ تسهم بتبرير الخطأ أو السكوت عنه، أو محاولة الترميم الفاشلة له تحت بند (الله يستر علينا وعليهم)..!!
لقد خطت رعاية الشباب بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد خطوات لافتة تستحق التقدير رغم الانتقادات التي تطالها وهو أمر يطال كل حزمة تغيير؛ لكن تضخم ديون الأندية لأرقام فلكية وعدم المعالجة الجذرية لها والتحقيق مع من تحوم حولهم شبهات المال الحرام يجعل من موقف رعاية الشباب ضعيفاً، وهي التي لاتريد أن تدخل عش الدبابير..!!
هل من المعقول أن تصل ديون نادٍ ما إلى أكثر من ربع مليار ريال؟؟
هل تقف رعاية الشباب متفرجة على تصاريح إعلامية موثقة كاذبة ومضللة بشأن الديون يتلاعب من خلالها رؤساء أندية وشرفيون مؤثرون بحقيقة الوضع؟؟!!
أسئلة شفافة ومثيرة..
هل هناك شبهات لغسيل أموال وتواطؤ من باب الأندية الواسع والغير مراقب؟؟
ماذا يعني أن تسيطر عائلة ما أو جماعة أو شلة على مشهد الديون؟؟
لا يهم كم هو الرقم الذي سيعلن عن ديون الأندية..!!؟
المهم هو من المتسبب فيها، وهل هي حقيقية أم مخادعة، وهل هي طبقاً لواقع رقمي ومالي وتسعيرات قانونية أم التفافاً على القانون والنظام بغياب الرقيب النائم أو تحديداً الميت..!!؟؟
لم لا يتم التشهير تطبيق عقوبات السجن بحق أي مخالف يثبت أنه لم يطبق الأنظمة أو رقيب لم يتفاعل مع الأمر ؟؟
هل تورطت رعاية الشباب بالأمر؟؟
لا يهم إن كانت تراكمات أم غير ذلك؛ المهم أن يطبق القانون والنظام على المخالفين _ إن وجدوا - فالجريمة المالية لا يطويها الزمن أو تزييف الملفات والأوراق..!!
أندية تعيش بؤساً إداريا مفجعاً، وهيكلة مخادعة تنتظر شجاعة تاريخية وقوية مهابة لاتهاب لإصلاحها، وطرد كل الحرامية - إن وجدوا - من أسوارها لأسوار أكثر سماكة..!!
نثق بعبدالله بن مساعد كثيراً، ومن المؤسف أن يكون قطاع رياضي داخل الأندية بهذا الواقع الغث والفوضوي مالياً وإدارياً، والأمل أن يضرب بيد من حديد ويعالج الأمر قبل إعلان الأندية إفلاسها..!!