«الجزيرة» - على العنزي:
امتدادا للأورام التي تصيب الأجساد، ظهر سرطان جديد يفتك بالبشر، وأغلب ضحاياه من طبقة العمال.. هذا ما كشفته معلومات طبية صدرت حديثا، مبينة أن نحو 666 ألف شخص حول العالم يفقدون حياتهم سنويا بسبب ما يسمى بـ»السرطان المهني» ـ وهو ما يعادل حدوث وفاة واحدة كل 47 ثانية، نتيجة لهذا المرض الناتج عن أعمال مهنية تصيب طبقة العمال، وتحديدا بسبب استنشاق غبار السيلكا.
و»السيلكا» هي مادة طبيعية موجودة في الحجر والصخور والرمال والطين، فضلاً عن مواد مثل الطوب والبلاط والخرسانة وبعض مركبات البلاستيك، وتعتبر هذه المادة آمنة فيما لو تركت لوحدها، ولكن في عمليات محددة فإنها تطلق غبارا يؤذي في حالة استنشاقه ويؤدي إلى أمراض عدة كسرطان الرئة، وتليّف الرئة، وانتفاخ الرئة، والتهاب الشعب الهوائية، كما أن أنشطة العمل كفرش الحصى، وتقطيع الخرسانة وأعمال «القرميد»، وحفر الأنفاق وتقطيع الصخور تصدر أيضا غبار السيلكا.
وحذرت مؤسسة الصحة والسلامة المهنية (IOSH) في تقرير - حصلت «الجزيرة» على نسخة منه - من خطورة انتشار ما أسمته بـ «السرطان المهني»، وأهمية الوقاية منه من خلال رفع مستوى الوعي حول المواد المسرطنه لحماية الملايين من العمال في أماكن العمل.
وأطلقت مؤسسة الصحة والسلامة المهنية وهي كيان معتمد للعاملين في مجالات الصحة والسلامة، وعدد أعضائه 44 ألف عضو من 120 دولة بينها السعودية، حملة للتحذير من هذا المرض بدأتها من الرياض شارك فيها أكثر من 74 جهة بينها مستشفيات سعوديات، وتعهدت بتقديم المشورة وموارد مجانية للمنظمات بشأن كيفية السيطرة على هذا المرض في حال التعرض له ولتمكين المؤسسات التي تعمل في المجالات التي تنفث «السيلكا» من حماية عمالها.
تقول الدكتورة كارين ماكدونيل وهي رئيسة مؤسسة الصحة والسلامة المهنية، إن التعرض لغبار السيلكا يسبب سرطان الرئة، حيث أثبتت تقديرات الأطباء «جوكا تاكالا» و»بوون كيات» من مؤسسة الصحة والسلامة في أماكن العمل في سنغافورا أن هناك 940.000 شخص يتعرضون لغبار السيلكا في أماكن العمل في منطقة الشرق الأوسط في كل عام، كما يتوفى 250 شخصاً سنوياً جراء الإصابة بسرطان الرئة الناجمة عن التعرض لغبار السيلكا.
وكشفت الدكتورة كارين عن وفاة 666 ألف شخص كل عام بسبب السرطان المرتبط بالعمل. وتابعت قائلة: «هل هذا مقبول؟» إطلاقا لا، وهذا ما يوضح اتخاذ مؤسسة الصحة والسلامة ـ أكبر مؤسسة عالمية متخصصة في شؤون الصحة والسلامة ـ تلك الإجراءات اللازمة.
وأضافت: «بمقدورنا التغلب على السرطان المهني إذا ما عملنا معاً للسيطرة على مخاطر التعرض له، سواءً من صاحب العمل أو الموظف، هيئة صناعية أو صانع لسياسة الصحة والسلامة المهنية أو كنت أخصائي في الصحة المهنية، لدينا جميعا دوراً لابد أن نلعبه فيما لو كنا نريد أن نختصر الوقت في الحد من السرطانات التي يسببها العمل».وتشير الدكتورة كارين إلى أن المنظمة وضعت تعهدا وهي بمثابة خطة عمل عملية يمكن تخصيصها لتتناسب مع كل منظمة أو مؤسسة، كما نشجعكم على المشاركة بهذا. «نعلم أنه إذا انضمت بعض الشركات المسؤولة إلى هذا التعهد سيتبعها العديد من الشركات».