«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كم سعر الذهب اليوم.. عبارة تتردد مئات المرات في كل لحظة وفي مختلف دول العالم . والسؤال عن سعر الذهب. هذا المعدن النادر والجميل والذي يسيل له اللعاب. هو من المعادن الوحيدة بل النادرة الذي يقاوم الفساد ولا يفنى. وهناك من ضحي بأرواحهم من أجله.. وربما بعضنا شاهد أفلام هوليود القديمة التي كانت تصور جوانب من (حمى الذهب) ورجال «الكاو بوي» وهم يطاردون لصوص المناجم للاستيلاء على الذهب.!وفي بعض الدول يعتبرون الذهب معدنا مقدسا فهو بالتالي مفضل عندهم لصنع التماثيل الحميمة لديهم. كما في معابد الهند وتايلند والصين واليابان وكوريا.ألخ.؟! ومع الأيام بات الذهب عملة ومازالت جنيهاته الذهبية مطلوبة في مختلف دول العالم . وبالأخص المجوهرات المصنوعة منه.. فهو يشكل أهمية كبرى لدي النساء خصوصا العرائس. فلا يكتمل جهاز عرسها إلا بوجود أكثر من طقم ذهب.. ؟! وفي العقود الأخيرة تضاعف الإقبال على التجارة في هذا المعدن. أو كما يقال ( ملك المعادن ) بلا منازع. وتبدأ التجارة والمضاربة فيه مبكرا من بورصات أستراليا. وهونج كونج والصين لتنطلق غربا مع مسيرة الشمس في دبي والرياض إلى زيورخ ولندن وصولا إلى نيويورك وهونولولو.. ثم يعود إلى الشرق ثانية دورة نشطة ومحمومة في اليوم التالي بل كل يوم.. ومع تطور التقنية والاتصالات باتت عملية المضاربة في سوق أسهم الذهب تغري الملايين من شعوب العالم لدخول أسواقها. وصارت المواقع التي تعنى بالذهب والمضاربة فيه تكاد تطلع عليك من تحت أنامل يديك التي تكتب أو تلامس حروف لوحة المفاتيح في الكمبيوتر أو حتى هاتفك الذكي. المواقع تدعوك. والرسائل النصية تدعوك.. وتكاد تقبل رأسك لتفتح لديها حسابك الخاص بك بل تقدم لك خدمات مجانية كما هو مكتوب في مواقعها..المهم لا تردد وشارك على بركة الله.. وارتفاع أسعار الذهب كما هو معاش ينعكس بالتالي على تكاليف استعماله في التجارة والطب وبالتحديد لدى عيادات الأسنان الذي يستخدمون الذهب في تركيبات بعض الأسنان وهي مطلوبة في بعض الدول كروسيا وأمريكا الجنوبية. وحتى بعض الدول العربية في المغرب والجزائر وتونس وكان في الماضي مشهد مشاهدة الأسنان الذهبية في أفواه البعض من أبناء المملكة ظاهرة معاشة.؟! وكان الذهب ومنذ القدم دواء سحريا وشافيا لكل الأمراض وحتى وصفة لإطالة العمر. لكن في زمننا المعاصر توقفت استعمالاته الطبية إلا في مجالات محدودة وكما أشرناابقا في طب الأسنان. وهناك استعمالات له من خلال أغشية ذهبية تغلف بها ملابس رواد الفضاء لوقايتهم من الإشعاعات والحرارة. وماذا بعد للذهب قيمة دينية وتقديرية كبيرة لها احترامها. فنجد أن باب الكعبة الشرقية مصنوع من الذهب الخالص.. كذلك قامت مؤخرا رئاسة الحرمين الشريفين باستبدال الحلقات التي تمسك بثوب الكعبة الشريفة الفضية بحلقات من الذهب.كذلك نجد أن قبر رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم تغطيه سجادة خضراء مطعمة بالذهب الخالص.. وهكذا نجد أن الذهب له قيمته واعتباره وحتى تقديره لدى جميع شعوب العالم فلاعجب بعد هذا أن يتسابق الناس على أسواقه والتجارة فيها.؟!