«الجزيرة» - المحليات:
انطلقت جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية في العاصمة السعودية الرياض من رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في الدعوة إلى مدّ جسور التواصل الثقافي بين الشعوب، وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات. ونجحت الجائزة خلال دوراتها الثمانية في الاحتفاء بالتميّز في النقل من اللغة العربية وإليها، وتكريم المترجمين، وتشجيع الجهود المبذولة في خدمة الترجمة. واستطاعت الجائزة عبر مسيرتها في ترسيخ الحوار بن أتباع الأديان والثقافات، وأصبحت عنواناً لاهتمام القيادة السعودية الرشيدة بالعلم والمعرفة، والانتصار لكلّ القيم النبيلة في الدعوة إلى التواصل المعرفي والإنساني.
وتعدّدت محطات نجاح الجائزة في رحلة امتدت من الرياض في دورتها الأولى إلى مدينة طليطلة الإسبانية في دورتها الثامنة هذا العام، مروراً بالدار البيضاء، وباريس، وبكين، وبرلين، وساو باولو، وجنيف؛ لتؤكّد الجائزة عالميتها ونجاحها في اختراق حواجز اختلاف اللغة، حيث حصد 90 فائزا يمثلون 54 دولة جائزة الملك عبد الله للترجمة وقدمت إلى المكتبة العربية والعالمية أكثر من 1132 عمل مترجم من اللغة العربية وإليها في مجالات الطبيعة والإنسانية في 39 لغة ، سعى أصحابها إلى نيل شرف الفوز بالجائزة منذ انطلاقتها.
وتعكس مسيرة نجاح هذه الجائزة الرؤية الصائبة للملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- التي استشعر من خلالها حاجة العالم المعاصر إلى تعزيز آليات التواصل المعرفي بين دوله وشعوبه، وإيمانه بأن هذا التواصل ضرورة للتفاهم والتعايش السلمي والتعاون فيما يعود بالنفع على الإنسان أينما كان، مفضّلاً ألا يقتصر هذا التواصل على النخب السياسية والثقافية، بل يشمل أبناء المجتمعات كافةً. وتكشف هذه الجائزة عن قراءة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الواعية لمسيرة تطور الحضارة الإنسانية وتقدّمها، ودور الترجمة في تحقيق هذا التطور في كثير من المراحل التاريخية، وأوضح مثال على ذلك إسهامات العلماء العرب والمسلمين في نهضة كثير من المجتمعات الغربية، في إطار وعي أشمل بأن اختلاف اللغة لا يجب أن يكون عائقاً للتعاون بين أبناء الثقافات، أو حائلاً دون الإفادة من النتاج العلمي والفكري للعلماء والمفكّرين فيما يحقّق خير الإنسانية، ومستقبل أفضل للأجيال المقبلة، وهو ما يؤكّده تنوّع مجالات الجائزة بين العلوم الإنسانية والطبيعية في ستة فروع يتنافس عليها المرشحون، هي: جائزة الترجمة لجهود المؤسسات والهيئات، وجائزة الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وجائزة الترجمة في العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، وجائزة الترجمة في العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، وجائزة الترجمة لجهود الأفراد.
تكشف الجائزة بعداً آخر في رؤية الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- لمدّ جسور التواصل بين الدول والشعوب وأتباع الأديان والثقافات.