حين يدمى القلب العربي، وتبقر بطون الحوامل، ويشرد الرضيع ويهان الكبير على مرأى من أنظار العالم، وبتخاذل من القوى العظمى كما رأينا في مجازر حلب الشهباء، يكون الدعاء إلى الله أملنا، ويكون القبول رجاءنا، ولنكن على يقين أن نور النصر بانت بروقه، والفرج نبتت عروقه، وسيأتي اليوم الذي تعود فيه الأمة العربية سيدة لهذا العالم كما كانت من قبل، وستكون المملكة العربية السعودية رائدة لهذا النصر، تحت قيادة ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فصبراً حلب، وفرجاً سوريا، ونوراً بلادنا العربية.
على مرأى كلِّ العربِ تُدوِي المدافعُ المدافعُ
وتجترُّ آلاتُ الحروبِ فتقتلُ
تُشَرّدُ أطفالاً صغارًا وشيبةً
ويُمحَى من التاريخ بيتٌ ومعقلُ
نعيشُ فلا ندري إلى أي منحنىً
وكلُّ بلادِ الشامِ أضحت تولولُ
فأينَ صلاحُ الدينِ يهوي بسيفِه
ليقضيْ على منْ كانَ بالشام يرذلُ
لقد عاث أذنابُ المجوسِ بشامِنا
أهانوا بيوتَ اللهِ للخزي حللوا
وما الروسُ إلا مثلهم بدناءةٍ
ضباعٌ إذا عمَّ الظلامُ تسلَّلوا
يظنُّ كلابُ الغربِ أنَّا نخافهم
ألم يقرؤوا التاريخَ أم يتجاهلوا
فمن حقدِهم قتلُ الرضيعِ وأمه
ومن غيظِهم بيعُ النساءِ محللُ
ومن كرههم حرقُ المزارعِ كلِّها
من الكيدِ في ضربِ المشافي أوغلوا
أيا ساكني أرضَ النضالِ تماسكوا
وصُدُّوا جيوشَ الحقدِ نصرًا وهللوا
أيا حلبَ الشهباءِ كوني قويةً
فإنْ ساءتِ الأيامُ صبرًا تحملوا
ويا حمصَ نَصْرٍ لا تضيقي وافرحي
سيُولد أحفادُ الوليدِ ويحفلوا
فأينَ شبابُ الشامِ عِزًّا وقوةً
وأين رجال العرب للحرب جحفلُ
فواللهِ إنَّ النصرَ بانت بروقُه
وأشرق نورُ الحق كالبدر كاملُ
وإنَّ رياضَ الخيرِ فيها مهندٌ
قويٌّ شديدُ العزمِ يرعبُ يصهلُ
له في وطيس الحرب حزمٌ وصولةٌ
ويصدق في وعدٍ يقول فيفعلُ
يقود بلادَ العربِ خيرَ قيادةٍ
فسلمانُنا مجدٌ ونجمٌ وموئلُ
وعضدانِ ضرغامانِ للحق هيبةً
محمدُ إن نادى محمدَ يقبلُ
وزيرُكَ يا سلمانُ للجيشِ قائدٌ
أَبيٌّ شديدُ البأس للظُّلمِ مُبْطِلُ
وَرَعْدُ شمالٍ لو تحرك جيشُه
لأبصرتَ جيشَ الفرسِ والروسِ يجفلُ تجفل
ليعلمَ من سمِّيْ بطاغوتِ عصرِه
تباهى بقتل الشعبِ والشعبُ أعزلُ
بأن وليد اليوم للسيف شاهرٌ
وأن ثكالى الحرب غُرٌّ حواملُ
ستشهد أرض الشام شنقك عارياً
ويشهد كل الناس أنَّك أهبلُ
ولن يبقى شبيحٌ صنعت كيانَه
فخان تراب الأرض للحق يجهلُ
وحزبُك يا شيطانُ مهما تدافعوا
يقادُ كقطعانِ البهيمِ تجلجلُ
إلهي إليك الشام تبكيك حرقةً
ويدعوك مكلومٌ جريحٌ وأعزلُ
ويرجوك من بيت الحرام وطيبةٍ
لِيُهزَمَ نَشَّازٌ وجيشه يخذلُ
لتنقذَ أهلَ الشامِ من غدرِ ظالمٍ
ومن كل من أعطاه فأساً يقتِّلُ
وترسلَ جنداً من سمائك ليلةً
ويقضي على كل البغاة وخزعلُ
وَتُرجِعَ أرضَ الشامِ يزهو عبيرُها
يعودُ إليها الأمنُ ورداً يبجَّلُ
إلهي تعود الشام غناءَ أرضها
وَتَعصَى على الأوغادِ إنْ هُم توغلوا
ودستورُها القرآنُ شرعًا وسنةً
وفيها يُقامُ الحدُّ والغيثُ يهطلُ
وَيَنبُتُ فيها الزهرُ والفُلُّ عاطرٌ
وتزهو رياضُ الدوحِ فيها وَتَرفُلُ
وَيُخمَدُ فيها الظلمُ والجهلُ ينحني
وتعلو مناراتُ العلومِ وَنَنْهَلُ
أليست بلادُ الشامِ أرضًا كريمةً
ومحشرُنا فيها وفيها سنسألُ
فواللهِ لا نرضى هواناً لأهلها
فشامٌ لنا أهلٌ وجارٌ ومنزلُ
- د. سالم بن محمد المالك