«الجزيرة» - احمد المغلوث:
كل صباح يتجه ملايين البشر لأعمالهم، رجال ونساء، ومن أجل العمل يصحو البعض مبكرا ليصل إلى عمله في الوقت المناسب. خصوصا الذين يقيمون بعيدا عن أماكن عملهم في القرى أو الضواحي. ومن هنا يحرصون على أن يكونوا في مكاتبهم الإدارية أو المصانع أو الشركات أو الإنشاءات أو حتى إلى المزارع والحقول مبكرا وحسب مواعيد العمل المتفق عليها. وتختلف وسيلة المواصلات إلى تنقلهم حسب ظروف كل دولة في هذا العالم الواسع.. الدول الغنية وتسهيلا على شعوبها قامت مبكرا بإنشاء وسائل النقل العام المختلفة من قطارات ومترو وحتى باصات، والدول الفقيرة تركت مسئولية المواصلات يقوم بها القطاع الخاص أو من خلال شركات تساهم فيها وتشرف عليها.. وهكذا نجد أن الملايين من البشر يسعون حثيثا للوصول إلى أعمالهم حسب الظروف المتاحة والإمكانات المتوفرة في مدنهم أو حتى عبر الوسائل الخاصة بهم أو غيرهم، سيارات أو عربات أو دراجات نارية أو عادية أو حتى حيوانات المهم الوصول للعمل.. ومع ازدياد أعداد الشعوب في الكثير من المدن في الشرق والغرب.. تشاهد كل صباح عند التوجه للعمل وفي المساء خلال العودة منه.. مشاهد محزنة وصادمة.. رصدتها عدسات الإعلام في العالم.. صور تعكس الزحام والاختناقات في الكثير من الدول التي تعاني من كثافة سكانية كالصين والهند وبنغلادش وباكستان ومصر وبعض الدول الأوربية فرنسا بريطانيا.. والأمريكيتين.؟! التي تصور معاناة الناس خلال توجههم للعمل في بلدانهم..
والمشاهد لهذه الصور يحمد الله أنه يعيش بعيدا عنها وأنه في خير ونعمة ولديه العديد من الوسائل السهلة واليسيرة التي تنقله لعمله بسهولة وحتى رفاهية بعيدا عن الاختناقات والمتاعب...؟! وجدير بالإشارة إلى أن هناك شركات كبرى في بلادنا وغيرها مثل شركة «أرامكو السعودية» تقوم بنقل موظفيها بالطائرة إلى مقر أعمالهم خصوصا الذين يعملون في مناطق نائية أو صحراوية. كالربع الخالي وشيبة أو السفانية.. وفي الماضي كان القوارب «الجالبوت» وسيلة يومية لنقل العمال المقيمين في البحرين ويعملون في الشرقية.. وفي جازان خصصت الدولة عبارات لنقل الموظفين والطلاب من جزيرة فرسان للمدينة. وفي بعض المناطق الجبلية ذات التضاريس الصعبة في بعض دول العالم مازالت الخيول والبغال والحمير وسيلة النقل المناسبة لهذه المناطق لنقل سكانها إلى أعمالهم.. كالتبت وبيرو وسكان الجبال في الأرجنتين.. وهكذا نجد كل صباح تتعدد أشكال وأنواع مواصلات النقل والهدف واحد هو الوصول للعمل.. وتحقيق الأمل في حياة كريمة ولقمة عيش شريفة مهما بذل من أجلها من تعب.. وإرهاق.. وحتى المشاركة في الزحام..؟!