ارتبط الدلفين بعلاقة خاصة مع الإنسان، فهو منقذه في البحر تنشق عنه الأمواج ليأخذ الغريق إلى بر الأمان، وهو صديقه في اللهو، يشاركه الألعاب المثيرة، لذا أصبح عضواً أساسياً في برامج الترفيه.
ووصفه معظم المختصين والباحثين في علم البحار بأنه أفضل صديق للإنسان داخل البحر فهو يتعايش مع الإنسان ويتعلم منه أصول السيرك ومقابلة جمهور المتفرجين والقيام ببعض الحركات الرياضية البهلوانية المضحكة، ويتعلم منه آداب المعاملة والمجاملة والتحية، ويستمع إلى أنغام الموسيقى، كما يتدرب على لعبة كرة السلة والباليه.
وبعيداً عن هذا فقد أشارت بعض الدراسات إلى الدلفين بوصفه طبيباً نفسياً يحسن اللهو معه من الحالات النفسية، ويعالج حالات الاكتئاب الخفيفة والمتوسطة. على الأقل.
وهناك دراسة طريفة قام بها أحد المعالجين اعتمدت على تركه المرضى يلهون مع الدلافين في خطوة علاجية غير مسبوقة.
وأدهشت النتائج الباحثين إذ وجد أن المرضى الذين أمضو وقتاً مع الدلافين تحسنت حالاتهم النفسية بشكل ملحوظ.
وكشفت الأبحاث العلمية الحديثة أن للدولفين لغة خاصة به، تتكون من 32 صوتاً مختلفاً يستعملها للتفاهم، وأن لكل دولفين صوته المميز.
ويستخدم هذا النوع من الحيوانات الثديية الذبذبات الصوتية للملاحة، ويستطيع التعرف على حجم وبعد وسرعة أي شيء في أعماق البحار من خلال الاستماع إلى الذبذبات الصوتية التي تصدر عنه.
كما كشفت الأبحاث أن سمع الدولفين مرهف لدرجة أنه يستطيع أن يلتقط أي صوت تحت الماء على بعد 15 ميلا. وتعيش الدلافين مع بعضها في مجموعات تعم بينها المساعدة حتى أنها تهرع لنجدة الدلفين الذي يداهمه خطر وقد ترفعه إلى أعلى إذا احتاج إلى الهواء في عملية قد تستمر عدة أيام.
وأثبتت الأبحاث أن «التنفس لدى الدولفين عمل إرادي وليس لا إراديا كما هي الحال عند الإنسان. في وسط المحيط، سيكون الغياب عن الوعي امرا قاتلا. فإذا توقف عن التنفس، سيموت، لذا فإن الدلافين طورت آلية للتكيف مع محيطها في مواجهة معضلة البقاء مستيقظة لتتمكن من التنفس او الموت اثناء النوم، فيغفو نصف دماغها خلال النوم بينما يبقى النصف الآخر مستيقظا.
وخلال فترات النوم هذه، تصبح عملية تحول الأغذية بطيئة ولا تعود الحيوانات من فصيل الحوت تتحرك. وهكذا عندما تكون الدلافين نائمة، يمكن رؤيتها عائمة على سطح المياه مع عين مفتوحة وزعنفة خارج المياه. ثم تغير الجهة التي تنام عليها، فتصحو الجهة النائمة من الدماغ وتغفو الاخرى، وتفتح العين المغمضة وتنام الأخرى.
ويمكن «للنصف الواعي من الدماغ» أن يؤمن بهذه الطريقة الوضع المثالي للجسم من أجل البقاء على سطح المياه ما يسمح بالتنفس.
وهناك معلومات طريفة عن الدلافين من بينها قدرتها على اختراع الألعاب، وقد لوحظ أنها تلعب مع بعض الحيتان بنفس الطريقة التي تلعب بها مع الإنسان، كما أنه من الواضح أن الدلافين تستطيع أن تكوّن صداقات مع بعض الكائنات الأخرى منها حيتان العنبر، حيث تم تسجيل بعض الحالات التي تسبح فيها الدلافين مع الحيتان وحولها.
واشتهر عنها كذلك جلبها الهدايا للإنسان فقد تم تسجيل 23 حالة منفصلة على سواحل أستراليا لدلافين تجلب الهدايا للبشر وهذه الهدايا عبارة عن ثعبان أو اخطبوط أو حبار وكلها ميتة كصيد وتهديها للبشر على الشاطئ. وفي نيوزيلاندا سجلت حالة عن مساعدة الدلافين لحوتين من حيتان العنبر الصغار اللذين قذفهما البحر عنوة للشاطئ واللذين حاولا العودة للمياه دون جدوى وقد ساعدهما الدلافين ليتجها إلى المحيط ثانية.
ومن بين ألعابها إخراجها مثل تلك التي تخرج من تنفس الغواصين تحت المياه، ولوحظ على طول سواحل لا جونا في البرازيل أنها تساعد الصيادين على صيد السمك مقابل بعض السمكات التي يتلقاها الدلافين أجرًا على مساعدتهم من الصيادين.