هونج كونج - «الجزيرة»:
ذكرت شركة كلاريانت السويسرية المتخصصة في المواد الكيمائية، أن الصين سوف تتجاوز الولايات المتحدة لتصبح أكبر سوق للمنتجات الكيميائية في غضون خمس إلى عشر سنوات، هذا على الرغم من حالة التراجع الاقتصادي التي تمر بها الصين في الوقت الراهن.
وقد وصل الناتج المحلي للاقتصاد الصيني 6.5 في المائة فيما تراوحت نسبة النمو في قطاع المنتجات الكيميائية ما بين 5 إلى 6 في المائة وهو معدل أعلى بكثير من أي مكان في العالم. ويرى كريستيان كولبنتنر عضو اللجنة التنفيذية لشركة كلاريانت، أن هذا يعني أنه على الرغم من التراجع النسبي في الاقتصاد الصيني على المدى القصير فإن الأداء العام لقطاع المنتجات الكيميائية لن يتأثر على المدى الطويل..
وقد وصل حجم سوق المنتجات الكيميائية عالمياً إلى 3.8 تريليون العام الماضي، تتصدره الأسواق الآسيوية وفي مقدمتها الصين بنسبة تتراوبح ما بين 40 إلى 50 في المائة أي ما يعادل 1.5 إلى 1.9 تريليون دولار أمريكي.
وكانت شركة كلاريانت قد حققت أرباحاً تقدَّر بـ 6 مليارات دولار أمريكي في عام 2015 ومن المقرر أن تخصص حوالي 5 % منها على الاستثمار حول العالم.
وقال جان كريبوم رئيس فرع شركة كلاريانت المختص بالأسواق الصينية والكورية بأن 40 % من إجمالي استثمارات شركته سيتم توجيهها إلى الصين بحلول عام 2017 ولاسيما في قطاعات الابتكار والأبحاث نظراً لأهمية هذين المجالين. كما أشار إلى أنه من المقرر بناء فروع إقليمية قد يصل عدد العاملين بها إلى 500 شخص. وتضم الشركة السويسرية عدة أقسام هي مستلزمات الرعاية الصحية، المواد المحفزة، الموارد الطبيعية، البلاستيك والتغليف.
وأشار كريبوم إلى أن قطاعي الرعاية الصحية والتغليف سيكون لهما النصيب الأكبر في النمو نظراً لاتساع نطاق التصنيع عالمياً والزيادة المطردة في الطلب على السلع الاستهلاكية.
أما القطاع الذي سيشهد منافسة كبيرة في المستقبل فهو قطاع المنتجات الكيميائية الخاصة وهي المنتجات المساعدة المستخدمة في عدد من الصناعات بغرض رفع الكفاءة وتحسين الجودة مثل الإضافات الغذائية ومكسبات الطعم والمواد المستخدمة في معالجة المياه، حيث تشير أبحاث أجرتها شركة آي إتش إس للأبحاث أن هذا القطاع والذي تسيطر عليه حالياً شركات أمريكية وأوربية سوف يشهد منافسة متزايدة من جانب شركات آسيوية نظراً لتزايد تكلفة الإنتاج.
ويرى لوو جينيونج الباحث بالشؤون الاقتصادية أن نسبة كبيرة من النمو الاقتصادي في الصين على مدى السنوات العشر المقبلة سيعتمد على تنمية المدن الصينية الجديدة وسيتطلب ذلك إنشاء مختلف شبكات ومرافق البنية التحتية مسبقاً، ما سيعزّز الطلب على مختلف المنتجات الكيميائية.