كشف خبراء بريطانيون أن الأمهات اللائي يلدن أطفالا دون الوزن الطبيعي قد يكنّ أكثر عرضة من غيرهن لأمراض القلب. وتقول الدراسة إنه كلما قل وزن الطفل الوليد تضاعفت الأخطار المحدقة بالأم.
غير أن هذه الدراسة المثيرة التي قام بها خبراء إحصائيون في جامعة بريستول في بريطانيا ونشرتها المجلة الطبية البريطانية، لا تكشف عن أسباب تنامي أخطار إصابة الأمهات بأخطار مرض القلب مع صغر حجم أطفالهن.
فقد قام فريق الإحصائيين بدراسة حوالي أربعين ألف ولادة بين الأعوام 1976 و 1997، ثم قاموا بعد ذلك بدراسة أوضاع الأمهات لاحقا، وهل مازلن على قيد الحياة، وإذا كن قد فارقن الحياة فما هي الأسباب؟
وقد وجد هؤلاء الخبراء أن أمهات الأطفال الذين كان وزنهم عند الولادة دون 2.5 كيلو، هن أكثر عرضة بسبع مرات للإصابة بأمراض القلب القاتلة. وحتى أولئك الأمهات اللواتي ولِدن أطفالا يزنون بين 2.5 و 3.5 كيلو، وهو يعتبر وزنا قريبا من الطبيعي، فإنهن عرضة للموت بسبب أمراض القلب ولكن بنسبة أقل ويقول فريق الأبحاث الذي قام بالدراسة إن الاختلاف في النتائج لا يمكن تفسيره بممارسة العادات السيئة التي تؤثر على وزن الطفل عند الولادة.
ويضيف الخبراء أن حجم الظاهرة كبير بحيث لا يمكن عزوه إلى عادات التدخين أو الكحول أو سوء التغذية فقط. وهناك ثلاثة تفسيرات محتملة للمشكلة هي الظروف الاجتماعية السيئة وصحة الأم وعوامل وراثية، وقد تكون كل هذه الأسباب مجتمعة. وتقول بيليندا ليندن المستشارة في مؤسسة أمراض القلب البريطانية إن هناك حاجة للمزيد من الأبحاث، خصوصا في الأسباب الوراثية لأمراض القلب
وإذا ما تأكد وجود علاقة بين تعرض الأمهات لأمراض القلب وانخفاض وزن الطفل فإنه يتوجب إخضاع هؤلاء الأمهات لفحوص مستمرة مثل مراقبة ضغط الدم باستمرار. إن وجود عوامل وراثية لأمراض القلب لا يعني أن المرض لا يمكن تجنبه، لذلك فإن على الآباء والأمهات من هذه المجموعة تحديد عوامل الأخطار ومعالجتها وبذلك يتمكنون من حماية صحتهم وصحة أبنائهم