الإبداع هو التفكير خارج المألوف أو الصندوق، ويعرف أيضاً أنه مجموعة من الإجراءات التي بموجبها ينتج فرد أو مجموعة أفكارا جديدة ومفيدة. وأساس الإبداع عمليتين تظهر من خلال التعاريف السابقة وهما التفكير والإنتاج، بشرط وجود العلم التام بالشيء حيث لا يمكن أن تبدع بشيء ما لا تعلم عنه. للإبداع لدى كل من الأفراد والجماعة ثلاثة عناصر رئيسية هي: المهارات المتعلقة بالقدرات الأساسية، والمهارات المرتبطة بالإبداع وأخيرا وجود أو توفر حافز داخلي. ويكون الفرد أو الجماعة أكثر استعدادا للإبداع إذا توفر أكبر قدر من العناصر الثلاثة. بالإضافة إلى المهارات الأساسية ولكي تكون مبدعا يتطلب عليك القيام بالمهارات التالية:
* اتباع أسلوب جديد.
* فهم التعقيدات حيث بدلا من تبسيط الأشياء، فكر بطريقة معقدة.
* عدم إغلاق الباب أمام مزيد من الخيارات، وابتعد عن التسرع في الحكم.
* استخدم مدخل النسيان، حيث يقتل الإبداع أحيانا بسبب عدم القدرة على النسيان والارتباط بأفكار معينة.
* اتباع مدخل التعلم عن طريق الاكتشاف الإبداعي.
أما الابتكار فهو تحويل تلك الأفكار الإبداعية إلى تطبيق عملي وينتج الابتكار من خلال الإسهام في البحث والتطوير لفكرة ما. ويختلف الابتكار عن الاختراع حيث إنه يستخدم فكرة أو أسلوب متداول بطريقة أفضل أما الاختراع فهو خلق فكرة جديدة أو استحداث أسلوب جديد. وعناصر الابتكار لا تختلف عن عناصر الإبداع المذكورة سابقا على الرغم من وجود بعض الاختلافات البسيطة بينهما ويمكن تلخصيها بـ»توفر محفزات الابتكار، وتوفر الموارد اللازمة للابتكار، وأخيرا إدارة الابتكار»، حيث يمكن أن يجب يكون الشخص حاد الذهن ومتفوقا في بعض المهارات ولا بد أن تمتلك المنظمات طرقا خاصة لتشجيع الناس على الابتكار، وتصنف المنظمات حسب الثقافة إلى مجموعتين: الأولى منظمات ذات ثقافة غير ابتكارية والثانية منظمات ذات ثقافة ابتكارية. وللابتكار التنظيمي خمس مراحل متمايزة تمر من خلالها عمليات الابتكار هي وضع برنامج العمل ثم إعداد مسرح العمل، وتأتي في المرحلة الثالثة إنتاج الأفكار بعدها تطبيق الأفكار وتقييمها، ثم آخر مرحلة وهي تقييم النتائج، حيث تحتمل نجاحا أو فشلا كاملا أو مزيجا بينهما، وهنا في هذه الحالة تعود الإجراءات إلى المرحلة الثانية بهدف معالجة المشاكل التي يواجهها الابتكار. ومن التجارب الموجودة في المنظمات الناجحة التي تولد الإبداع والابتكار هي التنوع الثقافي في تلك المنظمات، حيث أخذ علم الإدارة ومدارسها هذا الموضوع بجدية كبيرة وأبدوا العلماء اهتماما كبيرا له. يعطي التنوع الثقافي بمنظور إداري فوائد كثيرة للمنظمات التي تطبقه ويمنح فريق العمل المكون من عدة ثقافات وحضارات، قوة من حيث تنوع المهارات ووجهات النظر والرؤية بزوايا مختلفة، أيضا يعطي مبادرات وأفكارا جديدة. ولكن لكي تطبق هذا التنوع في فريق العمل في المنظمة وتستفيد من مميزاته لا بد من تهيئة بعض المتطلبات ولا بد أن تكون بيئة العمل تساعد هذا الفريق على العمل والإبداع والابتكار بما يراعي اهتماماتهم وثقافاتهم ولا يتعارض مع معتقداتهم، وتهيئة هذه المتطلبات والاحتياجات ليس بالأمر السهل، حيث يحتاج إلى عدة دراسات حتى ينجح وما له من فوائد كثيرة يجعل المنظمات تسعي لتوفير هذه البيئة المناسبة.