هل تتطلع لحياة طويلة تملؤها البهجة والسعادة؟ بالطبع الكل يتمنى السعادة في حياته، فما هو الإكسير الذي يمكن أن أكشف لك عنه لتستمتع بحياة مديدة مفعمة بالسرور، بالرغم من تزايد متطلبات وضغوط الحياة الحالية؟!
للأسف مع نمط الحياة الحالي ومشاغل الحياة قد نغفل عن سعادتنا وشعورنا بالمرح والبهجة والضحك. كلما زادت مشاغل الإنسان وزاد عمره نقص سروره وضحكه.
في الدراسات التي بحثت في الضحك لدى الأطفال مقابل البالغين تبين أن الأطفال يميلون إلى الضحك أكثر، على الأقل أكثر بثلاث مرات من البالغين.
لذا فكر مثل الطفل وتعلم كيف تسعد نفسك ولو قليلاً.
في عام 1950، الأشخاص البالغون يضحكون في المتوسط بمعدل ما يقرب من 20 دقيقة في اليوم بينما حاليا يبلغ المتوسط 6 دقائق.
مع أسلوب الحياة الحالي بتنا نضحك أقل بالرغم من توفر وسائل الترفيه العديدة والتطورات التقنية الكثيرة.
بتنا نغفل عن أبسط إكسير الحياة السعيدة وهو الضحك لفوائده العديدة.
في كل لغات العالم كُتِبت عن فوائد الضحك الصحية والنفسية، وآلاف الكتب ألفت في ذلك.
وخير شاهد محرك البحث قوقل، فقط اكتب فوائد الضحك في محركات البحث قوقل أو غيره ستجد أكثر من 360 ألف نتيجة باللغة العربية، وفي اللغة الإنجليزية هناك أكثر من 25 مليون.
هناك الكثير في مصادر الويب من الأبحاث والمقالات والكتب والعروض التقديمية.
ألفت عن فوائد الضحك وبكل لغات العالم المقروءة.
النتائج ستكتشف أن الضحك هو اللغة الأولى التي تسعد وتآلف بين البشر جميعاً.
الضحك اللغة العالمية التي يمارسها ويفهمها كل البشر في كل العالم للتعبير عن سعادتهم.
منذ بداية حياة الانسان لغته الأولى، قبل أن يبدأ الكلام في أشهره الأولى، هي الضحك.
تداعب الأم رضيعها فيجيبها بضحكاته، لكنه يكبر وينسى حاجته للضحك، ويخفى عليه مفعوله الساحر في تخفيف هموم حياته.
قد يتضجر أحدهم، مطلقاً الزفير متأففاً: أنا أمر بحالة من الاحباطات والقلق وتزايد متطلبات الحياة والأعباء المالية... فلماذا وكيف اضحك؟! أقول له: مع ذلك عزيزي، اضحك على احباطاتك وحالات الاكتئاب لديك... حتى تجد أنها سخيفة. الضحك في هذه الحالة سيخفف شعورك بالهم ويلهمك التأمل. أذا رأيت نفسك ستشكو من الهموم، فاضحك عليها ستجدها سخيفة.
النكتة على حالة مسببة للقلق تجعل منظورك لها أكثر واقعية.
النكتة على حالات الإحباط تقلل من طغيان المشاعر السلبية لديك، أنها تخلق مسافة بين مشاعرك النفسية وأفكارك العقلية.
لذا من السهل أن أجيبك عزيزي: لماذا تضحك؟ لتواجه أحزانك وتتغلب عليها.
وكيف تضحك؟ ابحث عن الضحك ومن السهل إيجاده.
يمكنك أن تجد الضحك في أشياء كثيرة.
ابحث عن الضحك في كل يوم مثلما تبحث عن الطعام والشراب والنوم في كل يوم.
قليل من الوقت خمس دقائق من الضحك يومياً يمكن أن يكون لها تأثيراً جيدا كبيرا على صحتك.
قد يتصور البعض أنه من الوقار والاتزان وقوة الشخصية عدم الضحك إلا نادراً، لكن الصحيح أن هذا يدل على عدم اعتدال المزاج وتبلد الطباع.
إن الاستمتاع بالضحك من المواقف المضحكة تدل على الاتزان واعتدال المزاج، اذ يستمتع الأشخاص الأكثر اتجاهاً إلى الاعتدال المزاجي بالطرفة أكثر من الانفعاليين.
يقول أبو حيان التوحيدي في كتابه البصائر: «إياك أن تعاف سماع هذه الأشياء المضروبة بالهزل الجارية على السخف، فإنك لو أضربت عنها جملة لنقص فهمك وتبلد طبعك».
لذا لا تضيع وقتاً لتتأكد من ان هذه الطرفة او تلك، هل هي مضحكة أو لا، وإنما عليك ان تبادر بردة فعل مباشرة، ويمكنك ان تبدأ بالضحك اثناء الطرفة وبعدها حتى لو كانت ساذجة.
يمكنك أن تضحك وتستمتع وتشعر بالمرح مع أطفالك ونكتهم البسيطة، واضحك مع اصدقائك لمزيد من التفاعل والمرح.
الضحك مع الأصدقاء والناس أكثر اثراً من الضحك لوحدك.
اضحك مع الأصدقاء، فأن أثر الضحك في السينما ومع الجمهور أو الأصدقاء من المرجح أن يكون أكثر تفاعلا بثلاثين مرة، كما وجدت الأبحاث السيكولوجية.
الضحك مثل الفيروس شديد العدوى، هذا يفسر ضحكنا أكثر عندما نشاهد فلماً في السينما أكثر من مشاهدة الفلم لوحدنا.
في كتاب الضحك في التفاعل (Laugher In Interaction) لمؤلفه فيليب جيلين Phillip Glenn الذي ضم خبرة 25 سنة من البحث، يرى المؤلف: أن الضحك هو في الأساس فعل اجتماعي.
الناس يضحكون احياناً عندما يكونون لوحدهم، لكن الضحك يحدث في الغالب بسبب التأثير المتبادل من الضحك.
إن أغلب الحالات المثيرة للضحك هي حالات اجتماعية بحيث تقع أثر علاقات مع الآخرين، أو تتطلب على الأقل حضورهم، حتى الدغدغة لا تحدث إلا عندما يقوم بها شخص آخر.
لذلك اذا أردت ان تضحك من الأعمقا أكثر، فابحث عن أصدقاء تضحك معهم لأن الضحك جزء من السلوك الاجتماعي.
عموما، الضحك من أسرع الطرق وأسهلها لخلق السعادة في حياتك وخلال سبعة أيام فقط.
أنه يضيف المرح والبهجة، يخفف الضغوط، يمنحك التفاعل الاجتماعي مع الناس وتآلفهم.
تذكر قول ديا ترلين: «إذا لم تستطع أن تفرش حياتك بالزهور فلا أقل من أن تزينها بالضحك».