الكويت - طلال الظفيري:
تحت رعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي أُقيم في الكويت مساء أمس حفل افتتاح الملتقى الإعلامي العربي الثالث عشر تحت عنوان: (الإعلام مقومات وتحديات) والذي يبحث تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على أفكار وسلوكيات المجتمع.
حضر الحفل عددٌ من أصحاب المعالي الوزراء والشيوخ والمحافظين وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي المعتمدين لدى دولة الكويت وجمع كبير من المثقفين والإعلاميين العرب والمهتمين بقطاع الإعلام.
وقال وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح في كلمته في حفل افتتاح الملتقى الإعلامي العربي بدورته الـ13 ممثلاً لراعي الملتقى سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي إن شعار الملتقى لهذا العام (الإعلام مقومات وتحديات) يعكس حساً سياسياً وعلمياً ومهنياً وكذلك حساً عربياً وطنياً.
وأضاف الشيخ سلمان الحمود أن هذا الملتقى يجمعنا لنراجع فيه مستجدات الإعلام وتصاعد تأثيراته على كل مناحي حياتنا.
وبيَّن الحمود أن «من المقومات التي نستند إليها في إستراتيجيتنا وتخطيطنا الإعلامي الحرص على الالتزام بإعطاء الأولوية لقضايا وهموم الوطن والمواطن وإتاحة الفرصة لكل الآراء والأفكار والحرص على الالتزام بترسيخ هويتنا وقيمنا وفي مقدمتها قيم التسامح والمواطنة والوحدة والتماسك».
وأضاف: «إننا نعمل أيضاً على نشر قيم العمل والبناء في مواجهة موجات الإعلام الذي يهدم للهدم ونشر العنف والتطرف ولعل شهر رمضان المقبل وما أعددناه من خريطة مدروسة سيؤكد هذا الالتزام والحرص على التطوير في الشكل والمحتوى وإعطاء الأولوية للشباب من الجمهور والكوادر العاملة في البرامج باعتبارهم شركاء في رسم الحاضر وبناء المستقبل».
وذكر الشيخ سلمان أن أخطر التحديات وأهمها التطورات التقنية المتلاحقة التي تستهدف الشباب في المقام الأول وتسعى لتغريبه عن وطنه ونشر ثقافة العنف والتطرف وطمس الهويات ومحو الثوابت مما يجعل الأمم في مهب رياح الفرقة والتشتت.
وأكد أن هذه التحديات وتلك المخاطر «تمتد إلى كل دولنا العربية وعليه فإن التكامل والتنسيق العربي في مجال العمل الإعلامي يصبح ضرورة وليس اختياراً بتنسيق وتعاون لا يقف عند حدود الحوار البيني كدول عربية وإنما تنسيق على مستوى خطابنا الإعلامي الموجه للمجتمع الدولي لنعكس صورتنا الذهنية الإيجابية».
ودعا المشاركين في الملتقى إلى «أن لا يخرجوا منه إلا وقد وضعوا تصوراً لإستراتيجية إعلامية تمثّل إطاراً لتحركنا الإعلامي في مواجهة تلك الأخطار والتحديات واضعين أمام أعينكم شبابنا العربي الذي يستحق منا كل الاهتمام في كل وسائل إعلامنا التقليدية والجديدة والتي تسجل الإحصاءات أنهم أعلى النسب في التعامل مع الإعلام الجديد».
وأكد أن هذه التصورات سيكون لها أهميتها وقيمتها قائلاً: «انتم تمارسون عملاً مهنياً من خلال مؤسساتكم الإعلامية المرتبطة بكافة فئات المجتمع فلا يحكم فكركم سوى ضمائركم ومهنيتكم التي نقدرها ونتوقع منها الكثير».
ومن جانبه أعرب وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الدكتور محمد المومني في كلمته عن الفخر بأن تكون بلاده ضيف شرف الملتقى الذي «يضم نخبة من الوزراء والمسؤولين إلى جانب كبار الإعلاميين والأكاديميين والمهتمين بقطاع الإعلام».
ورأى المومني أن واقع الإعلام العربي يتطلب إمعان النظر في المستقبل وتنفيذ الإستراتيجيات الإعلامية العربية العديدة واجتراح أفكار جديدة وابتكار أساليب بناءة وإيجاد آليات فعّالة والنظر في محتوى المنتج الإعلامي المقدم للجمهور والتصدي لوسائل الإعلام التي تهدف إلى التأثير سلباً في عقول الشباب والرأي العام.
وأكد ضرورة فتح الفضاءات الإعلامية أمام قادة الفكر والرأي والعلم وإيجاد فرق عمل في كل دولة تضم خبراء في مختلف التخصصات الشرعية والاجتماعية والأمنية والنفسية والإعلامية لوضع التصورات المناسبة لشكل ونوع ومدى الرؤية الإعلامية العربية.
وبين أن الأردن طوّر منظومة إعلامية حديثة تتماشى مع نهج التحديث في مختلف المجالات بهدف مواكبة التطورات الحديثة التي يشهدها العالم وبما ينسجم مع قيمها وثوابتها الأخلاقية والدينية والقومية.
ولفت إلى أن الحكومة الأردنية اتبعت سياسة الانفتاح على جميع وسائل الإعلام بما يكفل حريتها ويحترم حقها في الحصول على المعلومة، مضيفاً أن الأردن كانت أول دولة عربية تضمن تشريعاتها حق الصحفي في الحصول على المعلومات ونشرها بما أوجب على جميع المسؤولين تزويد الإعلاميين بالمعلومات المطلوبة.
وأوضح أن التشريعات الأردنية نصت على عدم توقيف الصحفيين وخصصت لهم في المحاكم غرفاً خصوصاً للنظر في قضايا المطبوعات والنشر.
وقال المومني إن الجميع يدرك حجم التأثير الذي يؤديه الإعلام بمختلف أشكاله في مختلف القضايا والأحداث، مشيراً إلى أن هذا التأثير ظهر خلال السنوات الخمس الماضية من خلال دور الإعلام الفاعل في التطورات التي جرت على الساحة العربية، وفي مقدمتها مواجهة خطر انتشار الإرهاب والفكر التكفيري.
وأوضح أن الأردن تبنى إستراتيجية إعلامية تبرز الخطاب الديني الذي يعكس الصورة الحقيقية للإسلام المتسامح المنفتح على الحضارات والثقافات الأخرى بشكل يؤكد القيم الإسلامية الأصيلة المتمثلة بالاعتدال والتسامح ونبذ العنف والتطرف.
وذكر أن ذلك يأتي انسجاماً مع ما نصت عليه (رسالة عمان) التي أطلقها الملك الأردني عبد الله الثاني عام 2004 و(كلمة سواء) عام 2007 ومبادرة أسبوع الوئام العالمي بين الأديان التي تبنتها الأمم المتحدة عام 2010.
وأكد المومني أن العلاقات الأردنية - الكويتية تحقق تنسيقاً متسارعاً وتعاوناً مستمراً حيث تحرص قيادتا البلدين على التباحث في مختلف القضايا المطروحة على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن هذا التعاون تكلل في لقاء القمة العام الماضي في العاصمة عمان بين سمو أمير البلاد والعاهل الأردني.
وذكر أن الجانبين يعملان على إدامة التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا السياسية وفي مقدمتها ضرورة تعزيز أمن واستقرار المنطقة والتأكيد على أن الأردن يعتبر أمن واستقرار الخليج العربي جزءاً لا يتجزأ من أمنه الوطني.
وأضاف أن الأردن يقف إلى جانب الأشقاء في مواجهة أي أخطار تهدد أمن وسلامة واستقرار الدول الخليجية ويرفض أي تدخلات في شؤونهم الداخلية انطلاقاً من الأمن المشترك والتعاون الإستراتيجي.
وبين أن الرؤى المشتركة تتطابق وتتفق فيما يخص عملية السلام في الشرق الأوسط وضرورة إيجاد حل سلمي للصراع العربي - الإسرائيلي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإدانة الإجراءات الإسرائيلية في الحرم القدسي الشريف حيث يقف الأردن رأس حربة في الدفاع عن المقدسات.
وذكر أن البلدين الشقيقين يتشاركان بالمواقف الثابتة في نبذ الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله وصوره وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال حيث استضافت العاصمة الكويت الأسبوع الماضي الاجتماع الخاص بمجموعة إستراتيجية الاتصال للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
ولفت إلى أن البلدين يتبادلان الرأي حول تطورات الملف السوري والتحديات والضغوط الأمنية والاقتصادية التي يواجهها الأردن باستضافته لما يقرب من مليون و300 ألف لاجئ سوري بنسبة 20 بالمئة من السكان.
وأكد المومني أنه في الجانب الاقتصادي شهدت العلاقات الاقتصادية قفزات نوعية وهناك ما يزيد على 25 اتفاقية وبروتوكول تفاهم للتعاون الثنائي بين البلدين، ويُشكّل الاستثمار عنصراً مهماً وأساسياً في منظومة العلاقات بين البلدين.