الموت كأس بين الورى تتناوله الأرواح ففي كل يوم نزول وارتحال.. يقول الشاعر:
وكل أناس سوف تدخل بينهم
دويهية تصفر منها الأنامل
في اليوم الرابع عشر من الشهر السابع من هذا العام أفل نجم الشاب الخلوق عبد الملك بن عبد الرحمن الفليج وهو في ريعان الشباب، ولكل أجل مسمى وساعة لا يتجاوزها كبيراً كان أو يافعاً أو طفلاً في المهد. {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} فذاك الشاب المشتهر عند الجميع سواء زملاء المدرسة ومعلميها وهيئتها الادارية بدماثة الخلق والتربية الحسنة والتفوق الدراسي والسعي لخدمة ومساعدة زملائه داخل المدرسة وخارجها لم يكن رحيل فقط بل هو فقيد لكل من عرفه سواء عن قرب أو عن بعد، فقلة من الناس من تصلك أخباره ومناقبه وصفاته الحسنة وتتمنى أن تلقاه، ولكن الذكر الحسن والسيرة العطرة عمر ثان للمرء في هذه الحياة.. يقول الشاعر:
إنما المرء حديث بعده
فكن حديثاً حسن لمن وعى
نعم، عبد الملك الفليج حديث بعد رحيله لم تتوقف الألسنة بالدعاء له والثناء عليه والحزن لفقده فهو يذكرنا بالشمس التي أفلت وبقي ضوؤها.. يقول الشاعر وقد أصاب وأجاد:
تولى وأبقى بيننا طيب ذكره
كباقي ضياء الشمس حين تغيب
وإن غيبك الثرى في مقبرة صفية في محافظة حريملاء فأنت كالثريا علواً وذكراً حسناً في ذاكرة وأذهان ذويك ومحبيك طبت أيها الشاب اليافع وطابت سيرتك بين الورى فمهما سكب الدمع من المقل وامتلأ القلب حزناً وأسى نلهج بالدعاء للخالق جل وعلا أن يجبر مصاب الجميع بفقدانك وان ينزل على والديك الفاضلين وإخوتك الصبر والسلوان وأن يبارك في أعمارهم وأن يجمعك بذويك ومحبيك في الفردوس الأعلى من الجنة.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عبد العزيز بن سليمان الحسين - قائد مدرسة ملهم الابتدائية