الجزيرة - سعود الشيباني - واس:
صرَّح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه إلحاقاً للبيان الصادر بتاريخ الجمعة 22 / 7 / 1437هـ بشأن إحباط عمل إرهابي وشيك بعد رصد سيارتين بأحد المواقع بمحافظة بيشة كان بداخل أحدهما مواد متفجرة ومبادرة قائديها بإطلاق النار تجاه رجال الأمن مما اقتضى الرد عليهما بالمثل ومقتلهما، فقد واصلت الجهات الأمنية أداء مهامها واستكمال عمليتها الميدانية الموسعة التي انطلقت مع الساعات الأولى من فجر يوم الجمعة الموافق 22 / 7 / 1437هـ وشملت منطقة برية وعرة بلغت مساحتها40 كيلو متراً مربعاً شرقي محافظة بيشة حتى أتمت جميع مراحلها بشكل كامل في تمام الساعة الخامسة من عصر يوم السبت الموافق 23 / 7 / 1437هـ محققة النتائج التالية: - أولاً: بفضل الله عز وجل ومن خلال استثمار معلومات ميدانية، أكدت وجود مطلوب آخر فر بعد مقتل رفيقيه واختفائه بمكان في محيط الموقع، وبتكثيف عمليات المسح والتمشيط الأرضي والجوي التي استمرت أكثر من أربع وعشرين ساعة تم تحديد موقعه ومحاصرته وإرغامه على الاستسلام لرجال الأمن دون تمكينه من أي فرصة للمقاومة أو استخدام الحزام الناسف الذي كان يرتديه وتجريده منه وضبط ما بحوزته من أسلحة، حيث تبين أنه المطلوب / عقاب معجب قزعان العتيبي، المعلن عن اسمه ضمن قائمة المطلوبين بتاريخ 21 / 4 / 1437هـ لعلاقته بالموقوف على ذمة قضية إطلاق النار على المصلين بمسجد المصطفى بقرية الدالوه بتاريخ 10 / 1 / 1436 المدعو/ سويلم الهادي سويلم القعيقعي الرويلي المعلن عن قبضة بتاريخ 4 / 6 / 1437، وتورطه في الأنشطة الإرهابية لخلية ضرماء، وفي تفجير مسجد قوة الطوارئ الخاصة بعسير بتاريخ 21 / 10 / 1436هـ، إضافة إلى ما استجد أخيراً من أدلة على تورطه في جريمة مقتل الشهيد - بإذن الله - العميد/ كتاب ماجد كتاب الحمادي العتيبي بتاريخ 27 / 6 / 1437، وفي جرائم أخرى لا تزال جميعها محل التحقيق. ثانياً: اتضح من استكمال إجراءات التثبت من هوية القتيلين أنهما كل من:-
1 - عبدالعزيز أحمد محمد البكري الشهري، من مواليد عام 1402هـ، سبق الإعلان عن اسمه ضمن قائمة للمطلوبين أمنياً الموضحة إعلاه، لعلاقته بتفجير مسجد قوة الطوارئ الخاصة بعسير، إضافة لما استجد أخيراً من أدلة على تورطه بجريمة مقتل ضابط الأمن المشار لها آنفاً، وقد تبين من إجراءات المعاينة ارتداء المذكور لحزام ناسف كان بحالة تشريك كاملة قبل التعامل معه تم أبطاله من خبراء المتفجرات، وحيازته لسلاح رشاش وثلاثة مخازن وجعبة لحملها، كما تبين وجود آثار لمواد متفجرة متخلفة عن الانفجار الذي حدث للسيارة التي كان يقودها.
2 - ياسر علي يوسف الحودي، من مواليد عام 1415هـ، ويعد مختصاً في صناعة الأحزمة والعبوات الناسفة إضافة لما استجد أخيراً من أدلة على تورطه بجريمة مقتل ضابط الأمن المشار لها آنفاً، وقد عثر بحوزته على سلاح رشاش وأربعة مخازن وذخائر وجعبة لحملها ومبلغ مالي، كما وجد بالقرب من الجثة ذراع خاص بفيوز قنبلة يدوية شديدة الانفجار وآثار لانفجارها.. ولا تزال الفحوص المعملية للأدلة المرفوعة من الموقع مستمرة وسوف يعلن عن أي تفاصيل أخرى تظهر مستقبلاً في حينه.
ووزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن يد العدالة قادرة - بعون الله - على دحر أيادي البغي والعدوان ممن تجرؤوا على حرمات الله باستباحة وسفك الدماء المعصومة، والوصول لهم وإخراجهم من مخابئهم واجتثات شرورهم بكل قوة وحزم، وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار هذه البلاد.. والله الهادي إلى سواء السبيل.
من جهته أكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بنادي ضباط قوى الأمن في الرياض أنه في اليومين الماضيين نفذت عملية أمنية في محافظة بيشة بمنطقة عسير أسفرت عن القبض على المطلوب للجهات الأمنية عقاب معجب قزعان العتيبي أخطر المطلوبين للجهات الأمنية.
وأوضح أن الجهات الأمنية قبضت على المطلوب بعد مرور 24 ساعة من مقتل المطلوبين عبد العزيز احمد محمد البكري الشهري، وياسر علي يوسف الحودي، اللذين سبق الإعلان عنهما في بيان سابق بعد التثبت من هويتهما.
وبين اللواء التركي أن العملية الأمنية جرت في منطقة برية وعرة شرق محافظة بيشة بمساحة 40 كلم واستغرقت حوالي 36 ساعة، حيث بدأت العملية فجر الجمعة بعد رصد سيارتين، إحداهما تنقل مواد متفجرة تعامل معها رجال الأمن بإعطابهما وتفجير المواد المنقولة فيهما، حيث ترجل من السيارتين المطلوبون ولجأوا إلى منطقة جبلية للتحصن.
وأضاف أن رجال الأمن تعاملوا مع الموقف بكل حزم وقوة مما أسفر بفضل الله من مقتل المطلوبين عبدالعزيز الشهري وياسر الحودي، بعدها واصلت الفرق الأمنية تمشيط المنطقة والبحث عن المطلوب عقاب العتيبي بعد فراره.
وأضاف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أن رجال الأمن استثمروا المعلومات الميدانية التي أكدت لهم تواجد المطلوب عقاب العتيبي وحددت موقعه بعد فراره واختفائه في مكان آخر بمحيط موقع تبادل إطلاق النار، مبينًا أن الفرق الأمنية استخدمت المسح الجوي المكثف للموقع وتمشيطه لأربع وعشرين ساعة، وبعد التأكد من موقعه تمت محاصرته من رجال الأمن وإرغامه على الاستسلام، دون تمكينه من أي فرصة للمقاومة أو استخدام الحزام الناسف الذي كان يرتديه وتجريده منه وضبط ما بحوزته من أسلحة.
بعد ذلك تحدث قائد المهمة الميدانية العقيد خالد العنزي مفيدًا أن معلومات أمنية مهمة وردت إليهم عن تواجد أشخاص يستقلون سيارتين في منطقة صحراوية جبلية وعرة، مشيرًا إلى أنهم أعدوا خطة أمنية بتحديد ساعة الصفر ودراسة المنطقة جغرافيًا.
وأكد أن الجهات الأمنية بعد أن تواجدت في الموقع المحدد رصدت المطلوبين بمطاردتهم، ثم تبادلت معهم إطلاق النار بعد فرارهم، مما أدى إلى احتراق السيارة الأولى وانفجار الثانية، وترجل المطلوبين منها، فيما وجهت لهم النداءات المتكررة بالاستسلام، إلا أنهم رفضوا، مبادرين بإطلاق النار بشكل كثيف على العناصر الأمنية، مما تطلب الرد بالمثل ونتج عنه مقتل شخصين من المطلوبين وفرار الثالث، وخلال اليوم الثاني وبمشاركة الطيران الأمني تم رصد المطلوب الثالث والتفاوض معه بتسليم نفسه.
بعد ذلك تحدث العميد المهندس بسام عطية من مركز الدراسات الاستراتيجية بوزارة الداخلية، مبينًا أنه في منطقة عسير بمحافظة بيشة تم إحباط عمل إرهابي عبارة عن سيارتين تحمل كمية من المواد المتفجرة فجر يوم الجمعة الماضي خلال عمليات ميدانية نوعية غطت بحدود 40 كيلو مترا وعمل متواصل يزيد على 24 ساعة، نتج عن هذه العملية هلاك ياسر علي الحودي وعبد العزيز الشهري والقبض على المطلوب عقاب العتيبي.
وأشار إلى أن الهالك ياسر علي الحودي « 21 عاماً « له خبرة في صناعة الأحزمة الناسفة المتفجرة والعبوات الناسفة، وقد خطط لاغتيال أحد ضباط الأمن في منطقة القصيم ومتورط ومشارك في عملية اغتيال العميد كتاب الحمادي.
في حين أن الهالك عبدالعزيز الشهري «35 عاماً» في دائرة العمل الإرهابي منذ 1425هـ ودخل الدائرة الإرهابية في ذروة أعمال القاعدة التي استهدفت المملكة العربية السعودية وله ارتباط بتفجير قوات الطوارئ الخاصة بعسير وله ارتباط باغتيال العميد كتاب الحمادي.
بينما الموقوف عقاب العتيبي «29 عاماً» له علاقة بعملية إطلاق النار على المصلين في مسجد المصطفى بقرية الدالوة، وتفجير مسجدالطوارئ الخاصة بعسير، وحادثة الخزن الاستراتيجي باغتيال رجل أمن، واغتيال كتاب الحمادي.
وأبان العميد عطية أن الموقوف عقاب العتيبي حاصل على الشهادة المتوسطة، وينتهج الفكر التكفيري، وشارك في مخطط إرهابي يستهدف أتباع الطائفة الشيعية في المدينة المنورة، وخطط للخروج إلى العراق، وتم إيقافه في عام 1429هـ، وخرج إلى مناطق الصراع في سوريا عام 1434هـ عبر الكويت وتركيا، وفي سوريا وانضم إلى داعش وتلقى الإعداد والتدريبات اللازمة ليقوم بأعمال إرهابية داخل المملكة، وتم تصديره مرة أخرى إلى المملكة العربية السعودية من سوريا إلى السودان ومن ثم إلى اليمن ثم جيزان واستقر في خميس مشيط فترة ثم توجه إلى ضرما.
وقال العميد عطية: إن الأوامر والتعليمات التي كانت لدى الموقوف عقاب كانت من رموز داعش في سوريا أن يقوم بإنشاء قاعدة لإدارة العمليات الإرهابية في ضرما، حيث كانت ضرما هي مصنع لصناعة الأحزمة الناسفة والمتفجرات وتدريب الانتحاريين الميدانيين.
وأفاد العميد المهندس بسام عطية أنه في تاريخ 3/ 12/ 1436هـ كانت هناك عملية نوعية لمداهمة مجموعة في ضرما، وتم ضبط مصنع للمواد المتفجرة والأحزمة الناسفة في هذا المصنع، وكان يتواجد الموقوف عقاب، لكنه تمكن من الهرب أثناء المداهمة، حيث كان هناك تواصل بعد هروبه من ضرما مع الموقوف سويلم الهادي الرويلي، وتم تأمين مأوى لعقاب العتيبي في دومة الجندل مكث فيها لمدة 4 أشهر.
كما كان متواجدًا في استراحة ضرما الانتحاري يوسف سليمان الذي تنقل وتحرك من الجوف ووصل إلى استراحة ضرما، وتم هناك تدريبه وتهيئته نفسياً وبدنياً، وتم اطلاعه على الخطط اللازمة والمفترضة لطريقة تحركه، والمسؤول عن هذه الأعمال جابر العتيبي صانع الأحزمة والمدرب، وأيضاً قام بتصوير الوصية للانتحاري، من هذه العلاقة تتضح لنا العلاقة بتفجير مسجد قوات الطوارئ.
وأوضح أن دائرة عقاب العتيبي تتسع في ارتباطه بالعمليات الإرهابية، وعلاقته بحادثة الخزن الاستراتيجي، وعبدالملك البعادي كان قائد هذه العملية وعنصر مهم في هذه العلاقة، بينما تلقى أوامر في تكوين خلية إرهابية وكان له رغبة في الخروج إلى مناطق الصراع، ولذلك قام بالتواصل مع شقيقه في سوريا الذي كان مطلوبًا في عملية تسلسلية تمر على كل العناصر التي تدخل في هذا التنظيم الإرهابي.
وقال: بدأت تتوسع دائرة عقاب العتيبي وبدأت تظهر وتتبلور ارتباطاته بالعمليات التي نفذت في العام المنصرم 1436هـ، وأيضاً ارتباطاته فيما يتعلق باغتيال العميد كتاب ماجد الحمادي، مشيراً إلى أن المعطيات والنتائج الأولية لعمليات التحقيق تشير إلى ضلوعه وتورطه بهذه العملية. وأضاف العميد عطية أن هناك أربع مناطق تحرك فيها عقاب العتيبي، هي الجوف والرياض وجازان وعسير، مبيناً أن تصدير الإرهاب وهذه العناصر الإرهابية سيستمر طالما ظلت المشكلة السورية قائمة.
وذكر أن المملكة العربية السعودية وفي أقل من عام تعرضت لما يزيد على ثلاثين عملية إرهابية بواقع عملية لكل 12 يومًا، مشيرًا إلى أنه لا توجد دولة ولا أمة ولا شعب تعرض لمثل ما تعرضت له المملكة، مؤكداً أن ما تم عرضه من معلومات وتفاصيل مختلفة هو بفضل الله وتوفيقه ثم حرص ولاة الأمر على أمن هذا الوطن ونتاج الجهود التكاملية والعملية التكاملية لمنظومة العمل الأمني لقطاعات في وزارة الداخلية.
بعد ذلك أجاب اللواء منصور التركي عن أسئلة الصحفيين، مؤكداً أن أي عملية إرهابية تقع في المملكة يظل التحقيق فيها مستمرًا، مبينًا ان أحد أهم عناصر نجاح قوات الأمن لمكافحة الإرهاب في المملكة هو إصرار رجال الأمن على متابعة كل من يكون له دور في أي جريمة إرهابية، والعمل على القبض عليه وضمان على عدم قدرته على المشاركة في تنفيذ عملية أخرى، وفيما يتعلق بالجريمة الإرهابية التي استهدفت الشهيد بإذن الله العميد كتاب الحمادي لازالت التحقيقات مستمرة، كما هي التحقيقات جارية في الجرائم الأخرى، وسوف نعلن النتائج فور اكتمال التحقيقات التي توصل إليها. وأوضح العقيد خالد العنزي أن العملية شملت القبض على المطلوب عقاب العتيبي وتم التعامل مع الشخصين عند مطاردة السيارتين حيث كان هناك إطلاق نار تجاه رجال الأمن، مبينًا أنهم توقعوا أن هناك شخصا ثالثا معهم مما أدى إلى نقل قوات إضافية إلى المنطقة ومطاردة الشخص وكانت المسافة المستهدفة 40 كيلو مترا، وبفضل الله تم التمكن من القبض عليه.
وأشار اللواء التركي إلى أن هناك سيارة كانت مفخخة تأكدنا من خلال الانفجار الذي وقع في إحدى السيارتين قبل ترجل ركابها منها، مشيرًا إلى أن البيان أوضح أنه عمل إرهابي وشيك، وتم التوصل إلى هذه الحقيقة من خلال معطيات العملية الأمنية التي تعامل معها رجال الأمن، وكون وجود شخصين أو ثلاثة مطلوبين للجهات الأمنية ولهم سوابق في ارتكاب الجرائم الإرهابية وقيامهم بالتحرك في منطقة صحراوية، بالإضافة إلى نقلهم في إحدى السيارات مع نقل مواد متفجرة ووجود أحزمة ناسفة، واتضح أنهم يرتدون أحزمة ناسفة، مبيناً وجود أسلحة رشاشة وكمية كبيرة من الذخائر كل هذا أكد أن هناك أمرًا ما يعد له، وهو ما جعلهم يرجحون كونه عملا إرهابيا وشيكا.
وبين أنه لا يتوفر حاليًا معلومات حقيقية عن الموقع المستهدف أو طبيعة الجريمة التي كانوا ينوون القيام بها، ولكن بتوفيق الله من خلال القبض على أحدهم وهو المطلوب للجهات الأمنية عقاب العتيبي ستتضح الكثير من الأمور ذات الصلة لهذه العملية وغيرها من العمليات الإرهابية التي شهدتها المملكة.