المطلع على الرؤية التي حملت البشائر لكل من يعيش على الأرض السعودية بأن القادم بإذن الله أفضل. هذه الرؤية التي تحدث عنها كل أطياف الشعب السعودي، بل العالم أجمع لا حديث له إلا هذه الرؤية فهي حقاً حديث الساعة.
ما يهمني في هذه العجالة هي النقاط التي تحدثت فيها الرؤية عن المرأة بصورة مباشرة أو غير مباشرة. كل ما جاء في بنود الرؤية هو حديث غير مباشر عن المرأة. فالنساء شقائق الرجال كما جاء في الحديث النبوي. فالمرأة معنية بأسعار النفط وأمور الصحة والتعليم والسياسة، شأنها شأن الرجل. أما الأمور التي تحدثت عن المرأة في الرؤية بصورة مباشرة فأبرز ما تضمنته في نظري النقاط التالية:
1- تضمنت الرؤية المستقبلية رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 % إلى 30 %، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الناتج المحلي من 20 % إلى 35 %، وتخفيض معدل البطالة من 11.6 % إلى 7 %.
2- رفع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه: من 2.9 % إلى 6 %، عبر دعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوّعة تتناسب مع الأذواق والفئات كافّة.
3- رفع نسبة مدخرات الأسر من إجمالي دخلها من 6 % إلى 10 %
4- تدريب أكثر من 500 ألف موظف حكومي عن بعد وتأهيلهم لتطبيق مبادئ إدارة الموارد البشرية في أجهزتنا الحكومية بحلول عام (1442ه 2020م.
هذه أهم البنود التي تخص المرأة بشكل مباشر وأعتقد أنها ستؤثّر تأثيراً مباشراً في الحياة اليومية التي تعيشها الأسر في المستقبل وستنعكس بإذن الله إيجاباً على حياة الأفراد والجماعات. الرؤية جاءت مرضية وشاملة لكل أطياف المجتمع، وكان للمرأة منها نصيب الأسد.
والمرأة نصف المجتمع وهي اللبنة الرئيسية في تنشئة المجتمع، بل هي المدرسة الأولى التي أشار إليها الشاعر الكبير حافظ إبراهيم بقوله:
من لي بتربية النساء فإنها
في الشرق علة ذلك الإخفاق
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيّب الأعراق
والمرأة السعودية اليوم تسلّحت بالدين، وآداب الشريعة أولاً، ثم بالعلم النافع في جميع المجالات كالطب والهندسة والتعليم. ودورها لا يخفى على أحد.
وتؤكد المرأة السعودية هنا أن هذه الرؤية تتمشى مع طبيعتها وأنها تتقيد وتلتزم بأوامر الله وشرائعه، بحجابها الشرعي، وضوابط الشريعة في كل حياتها، والتي ميزتها عن غيرها، فحق لها أن تفخر بذلك ويرتفع رأسها حمداً لله وثناءً على هذه النعمة العظمى والمنة الكبرى، والتي تضمن لها السعادة في الدارين الدنيا والآخرة.
والمرأة السعودية تعي أن ولاة أمورنا في بلدنا الطيب، قد جعلوا هذه الأهداف نصب أعينهم، وهم يرسمون هذه الرؤيا المجتمعية الرائعة، والتي نال المرأة منها الحظ الأوفر!!
جاءت هذه الرؤية صفعة مدوّية في وجه كل من يتصيّد في الماء العكر ليقول إن المرأة في السعودية حقوقها منتقصة أو لا دور لها.
أكدت الرؤية أن المرأة حاضرة وأن المرأة نصف المجتمع لكن وفق طبيعتها التي خلقها الله عليها ووفق الضوابط الشرعية التي هي سر سعادة مجتمعنا السعودي المبارك.
الرؤيا تخطيط وأهداف تتطلب تضافر الجهود من الجميع لتكون واقعاً على الأرض، وأجزم بأن المرأة ستكون محور ارتكاز نجاح هذه الرؤية الكبيرة العملاقة.
نسأل الله أن يوفّق ولاة أمورنا لما يحب يرضى, وأن يصلح نياتنا وأعمالنا وأقوالنا، وأن يوفقنا لمرضاته سبحانه وتعالى.
مريم بنت سلطان المطيري - جامعة الأميرة نورة