يُحسب لرئيس الهلال الأمير نواف بن سعد أنه كان شجاعاً، وجريئاً، وهو يعلن بأدب تحمله المسؤولية أمام الجمهور الهلالي، ثم يعلن عن عزمه تقديم استقالته، ويدعو المرشح الجديد للرئاسة بالحضور مع ادارته، ومشاركته لها أعمالها بعد اجتماع أعضاء الشرف، ليطلع على كل صغيرة وكبيرة تخص الشأن الهلالي قبيل تسلمه مقاليد الزعيم.
هذه شجاعة، وحضارية يُحسد عليها. وهذا يعكس قيمة النادي الكبير واحترام رئيسه للجمهور، فهو لم يتصادم مع المدرج، أو يحقره باسفاف، ويتهكم عليه، أو ينتقص بسخرية من الشرفيين، وهذه تقاليد لا تتوفر إلا في الهلال.
حقق بطولتين، ولم تأخذه عزة لقبين بالمكابرة لأنه يعلم علم اليقين أن طموح الزعماء أكبر ويرتسم حول لقبين هما الدوري، وآسيا السابعة، وهذه ميزة الشخصية، والثقافة الهلالية التي ينفرد بها المشجع الهلالي عن غيره.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل خذل الشرفيون الرئيس؟. سؤال مهم، وقد يكون الأمير نواف أراد بقراره توصيل رسالة مشفرة لمن وعدوه بالدعم وتخلوا عنه، أو ورطوه بالديون وهربوا.
لكن ( أيضاً) ، هذا القرار لا يعفي الرئيس من مسؤولياته في عدم استماعه لصوت المنطق من الزعماء الأوفياء.. الأنقياء حول انتقاداتهم المتكررة للمدرب دونيس .. أندية عالمية « الملكي ريال مدريد، تشيلسي، نيوكاسل» عزلت مدربين عظماء لهم تاريخ ، ومجد، واسم من ذهب في عز منافسات الموسم عندما سار الفريق في درب الضياع وفقدان الهوية.
أخيراً نقول: لعلها خيرة للزعيم لترتيب الأوضاع، والمكاشفة، ووضع النقاط على الحروف، ولكن ( الثالثة) يحب أن يعلم المسيرون، وصنّاع القرار في الهلال أن ( الهلال لا يُدار كأملاك خاصة، بل هو ملك لجماهيره، وللكرة السعودية لأنه زعيمها، وواجهتها المشرقة، والمشرّفة).