أنت تصبح في منزلك مبتسماً ومتفائلاً، تنظر من حولك فتجد الأطفال يلعبون خارجاً والطيور تغرد والسماء الزرقاء تشعرك بالاسترخاء والطمأنينة، حياتك مليئة بالحيوية والنشاط، وتجد حولك عائلتك وأصدقاءك المحبون، وتشعر بالسرور عندما تذهب إلى وظيفتك الجيدة والآمنة، وفخورا بإنجازاتك في الحياة، مؤمناً في أعماقك بأنك استحققت الفرصة التي منحت لك بعد المصاعب والمآسي التي مررت بها. بالرغم من كل الظروف القاسية التي واجهتك ظللت متمسكا بالأمل بأنك يوما ما سوف تحقق النجاح الذي لطالما حلمت به.
أشارككم اليوم قصصا ونماذج حول العالم منحتهم الحياة فرصة ثانية وكيف قاموا باستغلالها لتحقيق أحلامهم وتصحيح أخطائهم الماضية... فعليك أن تقرأ السطور القادمة بتمعن:
عندما كان مارتن بيستوريوس يبلغ من العمر الحادية عشرة أصيب بالتهاب في الحنجرة ومع الوقت ازدادت حالته سوءا ونتيجة لذلك لم يكن قادراً على الحركة والكلام ومن ثم دخل في حالة غيبوبة عميقة، ولم يستطع الأطباء حل لغز مرضه، وظل نائما في غيبوبة لمدة اثني عشر عاما إلا أنه في يوم من الأيام استيقظ من غيبوبته والمفاجأة أنه لم يفقد ذاكرته وأنه يتذكر كل شيء وقع معه، بعد ذلك بدأ بالخضوع لعلاج طبي مكثف لتعليمه كيفية النطق من جديد، ومع مرور الوقت تحسنت حالته الصحية وتعلم كيفية إنشاء مواقع إلكترونية، واستطاع أن يكمل دراسته الجامعية،كما أنه تزوج وأسس شركة خاصة به لتصميم المواقع الإلكترونية وهو مالكها.
في الحرب العالمية الثانية وقع نوروود توماس البالغ من العمر آنذاك 21 عاماً في حب فتاة اسمها جويس موريس التي كانت تبلغ من العمر 17 عاما كانا يخططان للزواج وتكوين أسرة لكن للأسف فوضى الحرب فرقتهما ومع مضي السنوات لم يلتقيا من جديد ولم يسمع أي منهما أية أخبار عن الآخر، وتزوج كل منهما ورزقا بأطفال ومع ذلك لم ينس أي منهما الآخر إلى أن جاء يوم وقرر كل منهما البحث عن الآخر وبمساعدة أبنائهم تمكنا من أن يلتقيا ويحيا حبهما من جديد الذي فرقته الحرب الناسفة.
ماري هنت امرأة تبلغ من العمر 103 أعوام أكملت دراستها الثانوية بعد أن لم تتمكن من الذهاب إلى المدرسة وهي في الصف الثامن بسبب بعد المدرسة 10كليومترات من منزلها، وبعد مرور سنوات طويلة أحست بالنقص في حياتها لأنها لم تكمل دراستها الثانوية فقررت في يوم من الأيام بأن تكمل دراستها الثانوية، ونجحت في ذلك فحصلت من المدرسة على مرتبة شرف وأقيم لها حفل بمناسبة تخرجها من الثانوية بحضور أهلها وأصدقائها المقربين وقام مدير المدرسة بتسليمها الشهادة في الوقت نفسه كانت المدرسة تعزف معزوفة موسيقية شهيرة تقديراً لجهودها الدراسية في تحقيق أمنيتها بالحصول على شهادة ثانوية ولأنها لم تيأس على الرغم من تقدمها في العمر، ولكي تكون مثالاً يحتذى به لجميع من لم يتمكنوا من إكمال دراستهم الثانوية.
الله سبحانه وتعالى يمنح دائما فرصة للإنسان، لكن هذه الفرص لا تكرر قد تأتي مرة واحدة في العمر، فقد تنزلق هذه الفرصة من بين يديه وتأتي فرصة ثانية أخرى غيرها لكنها لا تشبه التي قبلها. الفرص لا تتشابه ولا تتكرر والذي تضيع منه هذه الفرصة قد لا يستطيع أن يستعين بها ولكن سيستطيع أن يستعين بفرصة أخرى غيرها، لذلك يجب على الإنسان عندما تأتيه الفرصة الثانية في المستقبل أن يقوم باستغلالها وأن يتعامل معها بالطريقة الصحيحة ويقوم بالاستفادة منها لكي يصحح خطأ ما قد ارتكبه في الماضي أو حلم لم يتمكن من تحقيقه.