لا شك أن طبيعة النفس البشرية تميل بلا شك إلى الكلمة الطيبة والمحادثة اللطيفة والحوار البناء والعلاقات الأخوية المتبادلة الذي تضفي نوعاً من التفاهم والتشاور البناء بين أفراد المجتمع، قال الله تعالى في سورة آل عمران: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ} (159) سورة آل عمران، العلاقات الإنسانية تكمن في علاقة الإنسان بالآخرين بحيث تكون مركزه عليه باعتباره العنصر الفعال في نجاح العمل الموكل إليه، وتهدف تلك العلاقة إلى تشجيع الأفراد وإثارة دوافعهم باعتبار ذلك المحرك الأساسي للعلاقات الإنسانية.
وكذلك تهدف إلى الاحترام المتبادل بين الأفراد.
وحفز العاملين وتزيد من إنتاجيتهم في العمل هناك كلمات من القلب نقولها لكل إنسان هي بمثابة النصح وكذلك التغاضي عن كل ما يكدر تلك النفس الطيبة النقية حقيقة نستشعرها في بعض الحكم والأمثال قد تريحنا كثيرة ألستم معي انه عندما تنمو الأظافر نقوم بقصها.. وليس بقص أصابعنا.. وعندما تكثر المشاكل.. يجب علينا قطع مشاكلنا.. وليس علاقاتنا.»
أعجبتني هذه العبارة جداً..!
لا تحرص على اكتشاف الآخرين أكثر من اللازم، الأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه في وجهك دائماً، واترك الخفايا لرب العباد..
(لو اطلع الناس على ما في قلوب بعضهم بعضا لما تصافحوا إلا بالسيوف).
كلمات قالها خليفة المسلمين الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. يا لها من كلمات تسعد القلوب وتثير الخفايا تجعل النفس البشرية تقف حائرة أمام تلك المفاهيم التي كان صحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعلمونها ويوجهونها لكل الأفراد.
لذلك لا بد لنا في علاقتنا من خطوط يجب عدم تجاوزها فالحدود بين الأفراد هو بأهمية تحديد الحدود بين الدول. ويقوم بالمهمة نفسها أيضاً. والحدود هي ذلك الخط الفاصل بين الأفراد وهو يفيد في تحديد بداية ونهاية: بهذه الحدود نعرف متى تبدأ حقوقنا ومتى تنتهي ومتى تبدأ حقوق الآخرين ومتى تنتهي، وهذه الحدود تقوم بدور فعال في تعريف الناس بهويتنا: من نحن وكيف نريد الآخرين أن يتعاملوا معنا. صدقوني عندما نكون هكذا يظل الاحترام والود متبادلا، لذلك أحب أن أؤكد بأن وضع الحدود في علاقاتنا بالآخرين ضرورة لأننا نستحق أن يعاملنا الآخرون باحترام ولأن الآخرين يستحقون أن نعاملهم باحترام.ووضع هذه الحدود يتطلب معرفة النفس والمعتقدات وكذلك المشاعر والخبرات، فدون معرفة ذلك لن تتمكن من معرفة حدودك، لذا يجب أن تكون قادرا على إدراك متى تنتهك هذه الحدود.
وأريد أن أشير إلى أهمية تمتع شخصيتنا بشيء من المرونة، فوضع الحدود في علاقاتنا لا يعني أن نكون صارمين الى درجة أن ينصرف الناس من حولنا، ولا يعني أن نكون رافضين لكل شيء، ولا يعني أن نتقوقع على أنفسنا ونقطع علاقاتنا بكل من حولنا، فنحن في نمو دائم، ونزداد معرفة كل يوم، ونكتسب خبرات جديدة كل يوم وتتوسع حياتنا كل يوم، وهذا يستوجب أن نكون على شيء من المرونة.
وأننا نعرف بأن جميع العلاقات الإنسانية الصحيحة تقوم على أساس مشترك مِن المحبة الصادقة النابعة مِن القلب والتي تشكّل حافزًا لتلك العلاقات وتؤدّي إلى قوّتها ونجاحها وديمومتها، المحبّة كلمةٌ صغيرة ولكنها تحمل في طيّاتها معاني ودلالات كثيرة وعظيمة تنعكس على الإنسان وعلى علاقاته مع نفسه ومع الآخرين في المجتمع ككل، كما أنّ حرمان الإنسان مِن تلك المحبة يُفقده التوازن في سلوكه وعلاقاته..
و تبرز أهمّيّة المحبة في العلاقات الاجتماعية في أنّ المحبّة تعني تحطيم كلّ ما يعيق اتصالنا بالآخرين والانفتاح عليهم وقبولهم كما هم. فلا سبيل إلى إقامة علاقات اجتماعية سليمة إلا بالصدق مع ذواتنا ومع الآخرحتى تتحقّق فينا المحبة الحقيقية ونحيا الحياة الاجتماعية الصحيحة.
لذا فوضعك أسسا لتعاملك مع إحاطة ذلك بالحب الصادق النقي الخالي من الأنانية يحقق للنفس صفاءها وللعلاقة بقاءها وللقلب نقاءه فهنيئاً لكل إنسان حقق لنفسه السعادة والراحة والطمأنينة.