لقد استقطب الغرب مجموعة من العلماء العرب والمسلمين ليعملوا في جامعاته ومراكز بحوثه ومنهم العالم العربي الدكتور أحمد زويل، الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية وجائزة نوبل للسلام، ولقد أكد خلال مقابلة معه على عدم وجود قاعدة علمية في الوطن العربي، مشيراً إلى أن المجهودات الفردية لا يمكن أن تشكل القاعدة العلمية الصلبة التي تريد الحضارة العلمية مما يتطلب التكامل، مؤكِّداً أن تحويل البحث العلمي بزيادة المال فقط لن يؤدي لخلق قاعدة علمية، إِذْ نحن في حاجة لنظام واضح الرؤية يساعد الإِنسان الجيد ويعطيه الإمكانات والظروف الجيدة والمعامل، ويكون موجهاً لمساعدة الشباب، مشيراً إلى أن من أكبر الصعوبات في العالم العربي أننا لا نعرف كيفية التعامل مع البادئ في العالم.
يلاحظ في ثنايا حديث الدكتور زويل أن الأمة العربية أمة قادرة على العطاء ولم يصبها العقم، وأن ماضيها الحافل بالرواد الأفذاذ من العلماء والنابهين وحاضرها الذي يتطلع ويتهيأ - بإذن الله - نحو مستقبل واعد وأن البحث يحتاج إلى الصبر وتحمل مشقاته، إنه نموذج ومثل للوعي والإرادة الصادقة والعزم القوي والثقة الواعية التي كانت سلاحاً خاض به ميدان البحث فخرج منه ظافراً، وهناك غيره من العلماء العرب في الجامعات الغربية لهم عطاء ونشاط وطموح. ولقد تحلى بأخلاق فاضلة فقد قابلته في الرياض خلال حضوره جائزة الملك فيصل العالمية، فكان معتزاً بالقيم العربية والمثل الإسلامية واعتزازه بالعلماء المسلمين والتراث الإسلامي الخالد، كما أنه متواضع قريب من النفس رغم تفوقه العلمي في ميدان الكيمياء وحصوله على الجوائز العالمية، ودائما يحث الشباب العربي على اقتحام مجال العلوم المختلفة، ورأيت الكثير من شبابنا يحاوره ويسأله واكتساب الدرس من مسيرته العلمية، ولعلنا نرى غداً من شبابنا الطموح من يثري المسيرة العلمية لأمتنا، فالعلم هو العمود الفقري لأي حضارة ونهضة ولولا العلم كما يقول الدكتور زويل ما وجدت التكنولوجيا وما وجد تأثيرها على المجتمع والإِنسانية عموماً وأنه لا ينتهي ولا يقف عند حد معين ولكنه مستمر، مشيراً إلى أن هناك 70 في المئة من الكون يسمى المادة السوداء لا نعرف عنها شيئاً ولا نعرف هل سيكون لها تأثير علينا أم لا؟ وهل الكمبيوتر سيصل لحد معين ويقف أم أنه يتطور؟ وأشياء أخرى لم نصل إليها حتى الآن، فالعلم متواصل ولن يقف. وتساءل أين وضع العالم العربي في العلم فهو ضعيف ولا توجد القاعدة العلمية مع وجود أساتذة وطلبة متميزين والمال لا يكفي وحده ولن يؤدي للفائدة العلمية، نتمنى أن يحقق الله الآمال فيما نطمح إليه جميعاً.