بك يا وطن - بعد الله - نقوى بإيماننا وبعقيدتنا وبإنجازنا الحضاري التي ستتلألأ بها أضواء الجوانب المشعة التي تشكل في تأصيل ملحمة تنمويتك وحب الإصلاح وتوفير وسائل الطمأنينة التي بالتخطيط تنمو، وبتوسيع الأفق والإحساس بالقيم تعلو، وبالالتزام باستراتيجيات التنمية والاقتصاد ترنو.. في هذه المنطقة (الأهم من العالم) التي تعيش الظروف الاستثنائية لم تشغلها الأزمة عن التفكير في مستقبل شعوبها الطموحة دوماً فهي تبني اليوم.. وتخطط للغد.. لا تثنيها الأزمات.. وتعوقها من الأخذ بأسباب الحضارة لعمارة الأرض.. وإنسان هذه الأرض.
***
بك - بعد الله - يا مليكنا (سلمان) - لا بغيرك - لن يتعب وطن أنت قائده وملهمه ومخططه، وصاحب أقوى صوت في مواجهة المسؤوليات، وصاحب أقوى نظرة قادرة على مجابهة المواقف، ولن تشعر أنه عاجز أو ضعيف عن الصمود أمام الأزمات، وأنت توقظ فيها فلسفتك الفاعلة وفنك العصري التي تجذبه الجذور نحوها من غير أن تعطل حركتها وقوة مماشاة مرحلتها أمام المنغصات.
***
لا أحد غيرك - يا وطن - يحمل هم أبنائه على امتداد مساحاتك الشاسعة، وعلى هذا النحو وبهذه الصورة التي صارحت فيها مع وكالة بلومبيرج، وقبلها نقلتها إلى دول العالم، تأكيد ولي ولي عهد عاهلك صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله - أن المملكة تخطط لتأسيس صندوق بقيمة تريليونَيْ دولار لحقبة ما بعد النفط ؛ الذي تفاعلت معه أسواق المال والأعمال في تأكيدٍ على ثقلك الاقتصادي الذي يمثله مقامك كأكبر دولة مصدرة للنفط الخام.
***
وفي كل مرة يقتضي الموقف منك يا وطن أن تكون على سعة اطلاع وعمق حكمة وبالغ حنكته وعجيب كياسة وبديع سياسة ولطيف تدبير وبعد تفكير ومضاء عزيمة وقوة إرادة وواسع حلم وفائض كرم.. حوارك الذي دوَّى، ورأيك المنفتح، وخيارك المنحاز دائماً إلى الوعي ومع الوعي، إنما تعزز وترفع بذلك تاريخك الزاهي بشموخه وقادته ورجاله ونسائه على امتداد مساحته ومدنه وقراه وهجره.
***
يا وطن.. من يرقب الحياة فيك في حاضرك المشرق المزدهر لابد أن تجذبه إلى الوراء عوامل الموازنة بين ما كان وما هو كائن، ولا شك أنه سيحس بالبون الشاسع بين الماضي بمتاعبه وآلامه وبين الحاضر المتحرك الذي يتخطى عقبة بعد عقبة، وكلما وصلت إلى غاية من الغايات التي تسعى إليها لا نقف عندها فخورين بما عملت أو مزهوين بما بذلت، ولكنه يتخذ من الغاية التي وصلت إليها سبيلاً إلى غاية أكبر منها، وكأنه ليس لهذه الغايات النبيلة حد تقف عندها.. وتلك طبيعة النفوس الكبيرة التي دائما تتشبث دائما بالمثل العليا وتحاول اللحاق بما بلغت أكثر الأمم تقدماً وحضارة من درجاتها. بل إنك تجاوزت تلك الآمال إلى ما هو أبعد منها.
***
وفي مثل هذا الوضع، وكلما مرت غيمة داكنة - كهذه التي تمر بها تخيّلات المخططين من أنَّ شمس النفط في التوجه نحو الغروب - فهنا يتهيأ العالم لسماع صوتك، ورؤيتك، وما يمكن أن يدلي به من حلول لتغيير مسارات الأحداث إيجابياً لصالح بناء إنسانك، ولصالح الحلم الجميل بك يحكمه الرؤية المستقبلية ليعيش شعبه في أمن وسعادة ورخاء.
***
رعاك الله من وطن يتوجس من صلف القوة الجاهلة من المحبطين والمرجفين وذوي النوايا الشريرة ممن يعطون للموقف الصعب المساحة التي يمنحونها لك ولنا، الذي أخذتَ خيارك؛ فغيّرت مسار الحدث وأبعاده وزمنه الافتراضي وحرقت أوراق اللعبة وفوّت الرهان على الخاسرين، وألهبت عين الحاسد والحاقد حتى ضاقت - ولاغرو؛ فأرضك هي الأرض التي صهرها الإيمان وطهرها ولوَّى الله نحوها أعناق العالمين وأذل جباهم لعزتها.
ومن أجل ذلك كله وسواه ستكون بإذن الله تعالى حصناً منيعاً.. وسياجاً تحرسه العناية الإلهية بالسواعد والأفئدة.. والصدور والأعناق !. فإلى العمل والإنجاز يا وطن.
- مدير العلاقات العامة والإعلام بتعليم وادي الدواسر