الجزيرة - محمد الغشام:
نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، افتتح معالي الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، رئيسَ هيئةِ الأركانِ العامة المؤتمر العالمي لحلول القيادة والسيطرة - بناء القدرات المحلية - والذي تنظمه جامعة الملك سعود بالتعاون مع وزارة الدفاع، وذلك بقاعة الشيخ حمد الجاسر بحضور وزير الاتصالات وتقنية المعلومات ومعالي مدير جامعة الملك سعود وقادة أفرع القوات المسلحة وكبار الضباط بوزارة الدفاع.
وفي بداية الحفل ألقى الدكتور عبدالعزيز العبد الحافظ مدير مركز القيادة والسيطرة للأنظمة المتقدمة بجامعة الملك سعود الذي ذكر فيها أن المؤتمر احد الثمرات الناتجة من مذكرة التفاهم التي وقعت مؤخراً بين وزارة الدفاع والجامعة، حيث تضطلع الجامعة بدور ريادي في تطوير المنتجات المبتكرة وتقديم البحوث وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات دعماً لتوجهات وزارة الدفاع في تطوير أنظمتها في مجال انظمة القيادة والسيطرة والمتقدمة والأمن السيراني حيث تدعم هذه الأنظمة متخذي القرار عبر توفير البيانات والمعلومات بالشكل والوقت المناسب ومعالجاتها بالتقنيات الذكية، ونظراً للأهمية البالغة لتلك الأنظمة فقد تولى مركز القيادة والسيطرة للأنظمة المتقدمة، ومركز التميز لأمن المعلومات بجامعة الملك سعود زمام المبادرة لبناء القدرات الوطنية وتوطين التقنيات لتلك الأنظمة.
وبعد ذلك القى الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي رئيس اللجنة المنظمة كلمة قال فيها إن التحديات العسكرية والأمنية والمعلوماتية المتلاحقة التي تمر بها دول المنطقة هي في ازدياد كمي ونوعي مما يحتم وجود قدرة وطنية مستدامة مبنية على شراكة بين القطاعات العملياتية التنفيذية والمراكز البحثية فالتحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب المكون من 40 دولة و كذلك تمرين رعد الشمال الأضخم في تاريخ المنطقة يمثلان تحديا حقيقياً لأنظمة قيادة و سيطرة حديثة تبنى بوقت قصير قابلة للتكيف تبعا لحجم العمليات وطبيعتها.
ثم القى معالي الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر مدير جامعة الملك سعود الذي ذكر انه منذ أن اتخذت جامعةُ الملكِ سعود قرارَهَا بالتوجهِ نحو التركيزِ على الجوانبِ البحثيةِ وهي ماضيةٌ في اختيارِ الموضوعاتِ التي تهمُّ الوطنَ والمواطنَ والمجتمعَ بأسرِه، لمناقشتِها وتحليلِها، للمساهمةِ في تقديمِ رسالةٍ وطنيةٍ تهدفُ إلى تقديمِ الحلولِ لمشكلاتِ المجتمع، وبحثِ قضاياه، لبناءِ حياةٍ أفضل، وتجنيبِ المجتمعِ والوطنِ عقباتِ التقدم.
وبين معاليه أن الجامعةَ لديها الطاقات العلمية الرائدة في كل مجالاتِ العلومِ وأكثرِها تقدماً، فقد شاركتْ ولاتزالُ في تقديمِ الأطروحاتِ العلميةِ والبحثيةِ في ندواتٍ ومؤتمراتٍ مختلفةٍ تبحثُ أهمَّ القضايا في كلِّ المجالاتِ الطبيةِ والعليمةِ والهندسيةِ والبرمجيةِ وغيرِها، بل والدخولِ في أكثرِ القضايا دقةً وتقدماً كهذه القضيةِ التي يناقشُها هذا المؤتمرُ الاستراتيجيُّ المهم، وهي حلولُ القيادةِ والسيطرة، وهذا جانب علمي متقدم من علومِ التقنيةِ الحاسوبية، فرضتْه النقلةُ الهائلةُ في مجالِ البرمجيات، تلك النقلةُ التي خدمت الحياةَ بإيجابيةٍ كبيرةٍ من جانب، وهدَّدتْها من جانبٍ آخرَ بالتعدي على أمنِ المعلوماتِ، واختراقِ سريةِ البياناتِ الخاصةِ بالمؤسساتِ بأنواعِها، ولاسيما المؤسساتِ العسكرية، وغيرِها من القطاعاتِ الصناعيةِ والبتروليةِ وشركاتِ الطاقة».
وفي ختامِ الكلمة شكر معالي مدير الجامعة راعيَ هذه المناسبة، صاحبَ السموِّ الملكيِّ الأميرَ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وليَّ وليِّ العهد، النائبَ الثاني لرئيسِ مجلسِ الوزراء، وزيرَ الدفاع، الذي شرفَ الجامعةَ ومنسوبيها كافةً بهذه الرعايةِ الكريمة، وقدمَ بذلك دعماً كبيراً لنا، فلسموِّه جزيلُ الشكر، والشكرُ موصولٌ لمعالي الفريقِ أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان، رئيسِ هيئةِ الأركانِ العامةِ الذي تفضلَ بافتتاحِ هذا المؤتمرِ نيابةً عن سموِّه الكريم.
ثم ألقى معالي الدكتور محمد بن إبراهيم السويل وزير الاتصالات وتقنية المعلومات كلمة قال فيها:» إننا في رؤية السعودية 2030 نهدف في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات للوصول لتغطية خدمات النطاق العريض لتتجاوز 90?% من المنازل في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية و66% في المناطق الأخرى».
وذكر معاليه أنه كما تعمل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حالياً على إصدار تراخيص خاصة بتقديم خدمات النطاق العريض عبر الأقمار الصناعية، وهذه الشبكة من الأقمار الصناعية، تعتبر جزءا مهما من مكونات أنظمة القيادة والتحكم والسيطرة.
وأضاف» لقد أدى تطور التقنيات المختلفة في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات إلى اكتشاف آفاق جديدة، وإتاحة المزيد من الفرص الجديدة والواعدة ومن أهمها نماذج شراكات جديدة مع الشركات التجارية، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمعات المحلية، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأفراد في مجالات متعددة؛ وذلك بهدف إحداث تغيير جذري في طريقة تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات».
وبعد ذلك ألقى معالي الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان رئيس هيئة الأركان العامة في كلمته الذي ذكر فيها أن تسارع وتيرة الصراعات المسلحة الحديثة وظهور التقنية المتقدمة في المجال العسكري ونظم التسليح المتطورة أعطى أهمية كبرى لدور القيادة والسيطرة في المعارك الحديثة مما أدى إلى تغير كبير في المفاهيم القتالية والعقائد العسكرية ومن ضمنها مراكز القيادة والسيطرة وتطلب ذلك وجود أنظمة قيادة وسيطرة لتتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية والمستقبلية .
وقال معاليه:» إن القرارات العسكرية تعتمد على مجموعة القيادة والتي تصنع القرار، وأصبحت العمليات العسكرية خاطفة وسريعة وموقوتة وتتطلب أنظمة قيادة وسيطرة واتصالات واستخبارات وبرامج حاسوبية ذات سرعة وموثوقية أمنية عالية، قادرة على تخزين البيانات وتحليلها واسترجاعها وقادرة على المساعدة في تقييم الأخطار وتقدير الموقف والمفاضلة بين الخيارات المتاحة لمواجهة المواقف وإيجاد الحلول المناسبة وهذا يتطلب «موارد بشرية، ومعدات واتصالات، ومنشآت وإجراءات»، لتمكين القيادة من إنجاز وظائفها العملياتية والقيادية مثل التخطيط والتوجيه والتنسيق والسيطرة على القوات والعلميات، لإنجاز المهام المطلوبة بما يحقق رؤية ميدان المعرفة للقائد.
بعد ذلك قام معالي الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر حيث تجول معاليه والحضور داخل أرجاء المعرض واطلع على ما يحتويه من أجنحة وأقسام وتشريف مراسم توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم .