فيينا - الجزيرة:
في إطار احتفاء صندوق أوبك للتنمية الدولية (أوفيد) بالذكرى الأربعين لتأسيسه، دشَّن مديره العام، سليمان جاسر الحربش، مساء الثلاثاء 26 أبريل، معرض «الأحلام المتساوية» بحضور كل من فيليبو غراندي، رئيس المفوضية السامية لشؤون اللاجئين؛ وبيير كرينبول، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا). ويُذكر أنَّ (أوفيد) يكرّس احتفاءه بالذكرى السنوية لهذا العام للتضامن مع محنة اللاجئين، وتلقي حملة «الأحلام المتساوية» الضوء على أزمة اللاجئين الراهنة من وجهة نظر الأطفال كونهم أشد الفئات تضرراً جراء النزوح.
وقد شهد مراسم الافتتاح التي جرت في مقر أوفيد بالعاصمة النمساوية، فيينا، جمعٌ غفير من السفراء العرب والأجانب ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدى النمسا وممثلو المنظمات الدولية المختلفة فضلاً عن كوكبة من رجال الأعمال والإعلاميين والناشطين في الأعمال الخيرية وغيرهم من المهتمين. ويجسّد هذا المعرض، وهو ثمرة مشاريع تعليمية وفنية تنفذها مبادرة «الطفل المرح» لصالح الأطفال المهمشين؛ جانباً من الصعوبات التي يواجهها الأطفال اللاجئون في تحقيق أحلامهم، ويهدف إلى تعزيز التضامن مع ملايين اللاجئين ممن هم في أمسّ الحاجة إلى المساعدات الإنسانية. وتهدف مبادرة «الطفل المرح» التي أطلقها الفنانَان النمساويَّان لوكاس ماكسميليان هولير وهانيس سيباخر إلى تعزيز الوعي بالقيم العالمية لحقوق الأطفال على ما نصت عليه اتفاقيات الأمم المتحدة لحقوق الطفل، عن طريق استخدام الأساليب الإبداعية والفنية في برامج ينخرط فيها الأطفال اللاجئون. وقد تناول الحربش في كلمته الافتتاحية مسيرة أوفيد طوال الأعوام الماضية التي دأب خلالها على دعم أولويات التنمية المستدامة في البلدان الشريكة، كما أثنى على التوسع المؤسسي على صعيد المشروعات والبرامج الإنمائية الهادفة. وتطرَّق الحربش إلى دعم أوفيد المتواصل للاجئين منذ إنشائه عام 1976 من خلال المنح الخالصة، منوهاً بأن معونات أوفيد قُدِّمت إلى مختلف المنظمات غير الحكومية التي توفر الإعانات اللازمة للاجئين، وخص منها بالذكر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى التابعة للأمم المتحدة (أونروا) وكذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فضلاً عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر. وذكر أن أوفيد لطالما قدَّم المساعدات الطارئة للاجئين خلال النزاعات الداخلية في العديد من البلدان النامية، ومن بينها رواندا والسودان وأفغانستان. من جانبه، أشاد المفوض السامي، فيليبو غراندي، بالتعاون القائم بين أوفيد والمفوَّضية، مشيداً بنهج أوفيد العملي تجاه قضية اللاجئين المعقدة.. قائلاً: «في الوقت الذي فيه لانزال نبحث في الأمم المتحدة سُبل جسر الهُوَّة بين البرامج الإنسانية والإنمائية؛ نرى أوفيد يقود الطريق من خلال مقاربة القضايا الإنسانية من منظور إنمائي». وبدوره، أعرب المفوض العام لأونروا، بيير كرينبول، عن تقديره لأوفيد قائلاً: «إننا ممتنون للغاية للدعم الثابت والمستمر مقبل (أوفيد)، الذي مكَّن (أونروا) على الدوام من المساعدة على تحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين طوال ما يقارب أربعة عقود من الشراكة». وتُوِّج حفل الافتتاح بتوقيع الحربش أربع اتفاقيات منح تفوق قيمتها الإجمالية مليوني دولار دعماً لمشروعات وبرامج ينفذها عدد من شركاء أوفيد لمنفعة اللاجئين والنازحين. وتشمل المنح معونةً عاجلة لدعم عمليات الهلال الأحمر لإغاثة النازحين في اليمن؛ ومنحة لدعم مشروع تنفذه مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لتوفير المأوى للنازحين في سوريا؛ فضلاً عن منحة تدعم برنامجاً تنفذه مبادرة «الطفل المرح» لصالح مئات من الأطفال السوريين اللاجئين إلى الأردن. أما واسطةُ العِقد فهي اتفاقية يقدِّم (أوفيد) بموجبها منحة قدرها مليون وأربعمائة ألف دولار لصالح وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، دعماً لمشروع تحديث البنية التحتية في مخيم شعفاط للاجئين الواقع في القدس، وهو المخيم الوحيد بالمدينة. وسيتم من خلال هذا المشروع تجديد شبكة المياه والصرف الصحي في المخيم الذي يتسم بكثافة سكانية مرتفعة وبتردي أحوال سكانه المعيشية من جرَّاء الجدار العازل، وممارسات سلطات الاحتلال التي تمعن في التضييق على أهل المخيم.
ولدى توقيع الاتفاقية، أشار الحربش إلى ما وقف عليه بنفسه من حاجة المخيم الشديدة إلى تطوير البنية التحتية خلال زيارته إلى القدس قبل عامين، حين افتتح مشروعاً آخر نفَّذته (أونروا) بدعم من (أوفيد) من خلال منحة قدرها مليونان ونصف المليون من الدولارات الأمريكية، لصالح ثلاث مدارس تديرها (أونروا) في المخيم.
يُذكر أنَّ لمساندة الشعب الفلسطيني مكانة متقدمة بين نشاطات (أوفيد)، ولطالما سعى أوفيد جاهداً، من خلال تقديم المِنَح، إلى تمكين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزَّة، وكذلك من يعيشون في مخيَّمات اللاجئين في البلدان المجاورة. إذ يواجهون أوضاعاً عصيبةً ما انفكّوا يعانونها طوال تاريخهم الحافل بالاضطرابات. وقد استذكر الحربش بهذه المناسبة معاناة اللاجئين الفلسطينيين طوال ما يقارب سبعة عقود، مؤكداً حرص أوفيد على مواصلة دعم الشعب الفلسطيني لتمكينه من نيل مطامحه في الحرية والكرامة.