«1»
الفتى يمضي إلى قتلاه
الفتى يذهب للممنوع
يغتاب الأحاديث
ويصغي لرفيف الحكمةِ.
الأولاد مسرورون
بالفتنة في الأرض
وبالأغشية المصقولة
الملمس في الغرفة
لكنّ الفتى يسعى بعينين
تشقّان المسافات
وحيداً ظنّه الأترابُ.
في مقتبل الأوقات
كان الوتر المشدود
أوجاع التباريح.
الفتى يمضي إلى
قتلاهُ في فخٍّ أليفٍ
مثل سرّ الرغبة الأولى
له طعم الإجابةْ.
«2»
قلق يستعيد السكينة
تطلّ عليك الكتابة في آخر السنوات
أرى
ظلمة
الأرض
تغرق في الجسد الرحب
تطفئُ مصباحها
قمماً من خرائب مأهولة بالجنون
فما عاد في الشعر شعر لننشدهُ..
فوق أيّ الدروب سننصب جثتنا؟
قلقٌ قاحلٌ يستعيد السكينة
تلك طرائده دونما بطلٌ
يتسلّل بين السطور
يلوّن زنزانة المفردات.
لعلّك تنكرني آخر العمر!!
هل ستودّع نجمة خيباتهم
ثمّ تجلس منتظراً في
ضباب الطريق .
عليّ الجهات
أبعثرها في المرايا
لئلاّ يداهمها فيلق النزوات.
متى يفق العابرون ولا تتوارى
الحياة عن الناس
مطرودة مثل ذئب جريح.
كأنّك للتوّ تخرج
من شبق الأولين
كأغنية تتعثّر
شهقتها في الوجوه.
«3»
محمولاً يبعثرك الحصى
وطنُ يعلّمني الحقيقة
مغمض العينين أهدتْه الحياة
تنهّدات الريح, آيات اليقين.
جرّبْتُ أفتح باب لوعته,
افترشْتُ مذابح الأوجاع.
لا يكفي..!!
سأدلق ملح رغبته
على ورقٍ يؤثّثه الحنين
يجفّف العمر المرتّق بالعذاب.
مدجّجٌ بالخوف قلبك
لاتزال تدير راسك للظلام ْ
تركوك تحتمل الفجيعة
لم تغادرك الحرائق
تُنضِجُ اللحظات من
ذهب الهزيمة
جئتَ من سهرٍ تأرْجحَ
فوق حدّ الليل
كيف تعود محمولاً
يبعثرك الحصى
تلقي التحيّة ضاحكاً
من كلّ فجٍّ ، تجلب الكلمات..
في عرسٍ كأنّك!!
شاخصاً صوب النجومْ
تلك التي أفضتْ إليك بسرّها,
جدَلتْكَ من مطر
القصيدة في الخفاءْ.
«4»
دائما
دائماً في طريقي
أتجوّل بين الحقيقة والمطر المرتجى.
هكذا في أشدّ المناطق نأياً
يدرّبني قلق غامض
غالبا ليس يفصح عن سرّه
غير أن المسافات تعرف أوجاعه.
أنت ضدّك مستقبل معتم
لانهاية للعبث المستبدّ الذي كان
دوما إلى جانبيكْ.
دائماً..
في انتظار الينابيع التي لا تجف
في انتظار الكلام الموثّق بالشوك
لا شيء يترك أعضاءه دونما سبب
أيّ أرض ستوقد أحزانك اليوم
لا صدفة سوف تخلع أسماءها
وتضيء لك الأبديّة
لا طرق بين قوسين تولد
في الجمل الخائفة.
«5»
ينبض الماء بالكاد
متى تتعلّم كيف تسير
على السقف مثل الحمام؟
الرياح
تكمّم
أغنيتي.
هكذا ينبض الماء بالكاد
حين العصافير
تشرب
حتى
العذاب.
نظن الحياة تخيط لها عدماً
إن جرحك منتعش
ذاهبٌ صوب فوضى البياض
تلألأتَ قبل الدخول
إلى الصمت
تحملُ
شكواك
للبحرِ..
هذا الفراغ يمدّ إليك الأصابع
لا تتذكّرغيرالنهار
على الباب,
مستنداً
فوق
كرسيّه
هارباً من حرارة أجسادنا
كانت الريح تومض
وهو يسير
تكاد الفراشات
تخطف أهدابه.
كالحطام تدوّخ أصداؤه
ما تبقى من الليل
لكننّي سوف أحمله بتأنًّ
إلى
رغبة
مالحة.
«6»
للبحر المرايا
كل شيءٍ ينحني للشعر
للبحر المرايا
وله من نخلة الرؤيا
قناديل الكلام الحرّ
لا يكتمل المشهد إلا
أن يراني وأراهُ..
الشعر لا يقترب الليلة
من منضدة جلّلها
إكليل نور ٍ
ما الذي يفعله بالصمت,
بالشك الذي يقترف
الساعة آثام اليقين؟
أهي الوحشة تأتيه
كما يأوي إلى
ألمعنى الكلامْ؟
???
منذ أن كنت صبيّاً
كانت الأنثى جنوني
عالما يخضرّ
في صحوي وغيمي
هي مأوى الريح,
والأرض التي تنجبه,
تغفو عليه.
ها أنا أدخل في تجربة
يمزجها ملحي,
ومائي.
كيف لا يستيقظ الرمل
على الرؤيا الجديدةْ
وأنا أفتتح
ألآن
القصيدةْ.
- إبراهيم زولي