تلقت الأمة الإسلامية في اليوم التاسع من الشهر السادس سنة: سبع وثلاثين وأربعمائة وألف من الهجرة. عبر وسائل الإعلام نعي فقيدها القارئ/ محمد أيوب الذي ولد بمكة المكرمة سنة: اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة. ونشأ وتربى في بيت علم وتقى من بيوتها العامرة بتلاوة القرآن، وتجويده. وحفظه وعمره اثنتي عشرة سنة في حلقات تحفيظه؛ وهي من الحلقات المفتوحة لطلاب العلم الذين يحرصون أن يلتحقوا بها ومنهم شيخنا محمد أيوب الذي حفظه وجوده من سورة الفاتحة وختمه بسورة الناس راجياً من الله العلي القدير أن ينال من قراءة كل حرف يقرأه حسنة، وكل حسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء. ومن هذا كرس جل وقته أن يقرأه إلى آخر ساعة من ساعات حياته، لينال هذه الحسنات العظام الذي يجدها في حروفه، كما يجد الرفعة الكريمة في الدنيا والآخرة، والمكانة الغالية في قلوب عامة المسلمين، والمنزلة العالية من منازل الجنة التي أعدها لقراء كتابه العظيم.
هذا وتولى الإمامة والخطابة في عدد من مساجد وجوامع المدينة المنورة الذي من أكثرها شهرة وأحبها إلى قلبه حرمها الشريف، حيث أم المصلين في السنة العاشرة وأربعمائة وألف من الهجرة، وهي أعظم أمنية حرص على أن ينالها، ويتقدم المصلين إماماً في المحراب النبوي الشريف؛ لأنه يعلم أنه شرف لا يحصل إلا لمن شرفه الله لإمامة المصلين فيه الذي اعتبره من أفضل الأمنيات التي رغب الحصول عليها، عندما سئل قبل وفاته عن أمنيته في حياته وتحققت بفضل الله أن يكون إماماً بثاني الحرمين الشريفين.
شارك القارئ محمد أيوب في كثير من المؤتمرات، والندوات، والدروس داخل بلاده والبلاد الإسلامية، والأكثر تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في تركيا، وباكستان ،وماليزيا...
كما أم المصلين في صلاة التراويح في مساجد أوربية التي من أكثرها حضورا مسجد برجنهام ببريطانيا بتكليف من الجامعة الإسلامية.
هذا ولم تنحصر مآثره الحسنة التي أبقت ذكراً حياً بعد وفاته على إمامة المصلين بمساجد المدينة المنورة والبلدان الإسلامية، والأوربية، ولا على المؤتمرات، ولا على الندوات، ولا على الدروس؛ بل على ذكر دائماً في قلوب أبناء الأمة الإسلامية من صوته الشجي الذي أوصله متغنياً إلى مسامع المتلقين من المسلمين في شتى أقطار المعمورة التي نقلته وسائل إعلامها، والأكثر نقلاً وحضوراً إذاعة القرآن الكريم، التي تستفتح برامجها الدينية بتلاوته وتلاوة غيره من القراء.
رحم الله شيخنا الفاضل/ محمد أيوب الذي بفقده فقدت أمتنا علما من أعلامها الأفاضل الذين أبقوا ذكراً حسناً في ألسنة وقلوب أبنائها الذين يستمعون إلى تلاوته.
هذا ونرفع أيدي الدعاء إلى الرحيم أن يرحمه ويرفع منزلته في الآخرة كما رفعها في الدنيا، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله الصبر والسلوان.
وتعازينا للأمة الإسلامية على رحيل علم من أعلام أئمة الحرم النبوي.
أحمد المنصور - نادي القصيم الأدبي