الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
دعت دراسة بحثيّة بضرورة استغلال أوقات فراغ الشباب، لإبعادهم عن المؤثرات الفكرية الضارة، من خلال إنشاء نوادي الأحياء السكنية في كل مدينة من مدن المملكة.
وخرجت الدراسة البحثية المعنونة بـ «أثر التحول إلى مجتمع معلوماتي على الأمن الفكري» التي قام بها الدكتور ناصر بن محمد البقمي أستاذ العدالة الجنائية المشارك بكلية الملك فهد الأمنية بالرياض بنتائج منها وجود علاقة وثيقة بين التحول إلى مجتمع معلوماتي والأمن الفكري.
كما يعد التحول إلى مجتمع معلوماتي من أبرز مهددات الأمن الفكري، ويرتبط التحول إلى مجتمع معلوماتي بالحراك الاجتماعي وثورة المعلومات، فيما يشكل المجتمع المعلوماتي مصدراً للتهديدات الأمنية، وقد أدى التحول إلى مجتمع معلوماتي إلى تغيير فكري نتيجة التدفق المعلوماتي الهائل.
كما تعد الشبكة العالمية (الإنترنت)، من أبرز مكونات النظام المعلوماتي التي تهدد الأمن الفكري، وتشكل مواقع الويب ومصادر المعلومات الأخرى، أهم أسباب الانحراف الفكري، فيما يتضاعف خطر الشبكة العالمية (الإنترنت) من خلال الإضافة المستمرة للمواقع، وتطور نظم الاتصال.
وأظهرت نتائج الدراسة البحثية إلى أن وسائل الإعلام تعد من أكثر الوسائل فاعلية في نقل الأفكار، والتغيير الفكري، كما أدى الحراك الاجتماعي إلى التغيير في نسيج الأسرة وعلاقاتها، وهو ما أضعف دورها الرقابي، مما جعل الأبناء عرضة للانحراف.
وبيّنت الدراسة عدم فاعلية سياسة الحجب في مواجهة التدفق المعلوماتي، خاصة المواقع السياسية، والمواقع الدينية.
وقدّمت الدراسة البحثية مجموعة من التوصيات منها الاستفادة من مكونات المجتمع المعلوماتي في تعزيز الأمن الفكري، وضرورة التحصين الفكري، عن طريق الأسرة، والمدرسة، والمسجد، والتركيز على إيضاح علاقة التحول إلى مجتمع معلوماتي بالانحراف الفكري، واستغلال مكونات المجتمع المعلوماتي في التوعية بأهمية الأنظمة ذات العلاقة بالانحراف الفكري، واستغلال مراحل التعليم المختلفة في التوعية بالأخطار الفكرية المصاحبة للتحول إلى مجتمع معلوماتي، وأهمية التوعية من خلال المواقع والمدونات الإلكترونية والفضائيات، بأهمية الأمن الفكري، وكيفية مواجهة الانحرافات الفكرية المصاحبة للتحول إلى مجتمع معلوماتي، والاستفادة من النوادي الاجتماعية والرياضية والثقافية، في تعزيز الأمن الفكري، وتحسين المواقع الإلكترونية الحكومية القائمة، وإنشاء موقع لاستقبال شكاوى الابتزاز الفكري، مع أهمية التعزيز المضاد من خلال إنشاء صحف إلكترونية، ومحطات فضائية، لمواجهة التدفق المعلوماتي، وتصحيح الأفكار الخاطئة، ومواجهة الانحرافات الفكرية، وإصدار نظام جنائي يعنى بالانحرافات الفكرية، أو تعديل الأنظمة القائمة وإضافة ما يتعلق بالانحراف الفكري.
وأوصت الدراسة بضرورة إصدار أنظمة إعلامية، لتنظيم إنشاء المواقع الإلكترونية والمحطات الفضائية، واحتواء أكبر عدد منها، للمساهمة في تحقيق الأمن الفكري، مع الاهتمام بالبحوث والدراسات المتعلقة بالأمن الفكري، والعوامل الاجتماعية الأخرى المؤثرة فيه.
وشدّدت الدراسة على إنشاء مركز للدراسات المستقبلية الأمنية، وتزويده بالإمكانات المادية والبشرية اللازمة، والتعاون مع الجامعات السعودية، ومراكز البحوث والدراسات، فيما يخص الأمن الفكري، وبناء شراكة من خلال المركز السابق مع المراكز العلمية العالمية المعنية بالأمن الفكري، مع زيادة فاعلية الحجب للمواقع المتعلقة بالفكر المنحرف.
جدير بالذكر أن الدراسة البحثيّة «أثر التحول إلى مجتمع معلوماتي عن الأمن الفكري» التي قام بها د. ناصر البقمي تطرقت إلى تعريف الأمن الفكري، والمجتمع المعلوماتي، وتحديد العلاقة بينهما، وإيضاح التهديدات المصاحبة للتحول إلى مجتمع معلوماتي، والتي أصبحت من أبرز مهددات الأمن الفكري، ومع وجود هذه المهددات والتسليم بخطورتها؛ إلا أنه يمكن استغلال مكونات المجتمع المعلوماتي في تعزيز الأمن الفكري، وتعميق الولاء الوطني.