كتب - بسام اللحياني:
نعم هذا التحول في تاريخ الأهلي هو منعطف مهم وتاريخي بمعنى الكلمة فهو كسر للقطيعة بين هذا الكيان وبين بطولة الدوري التي غابت عن دواليبه ما يربو عن 34 عاماً، هذا التحول لم يكن مصادفة ولا وليد عمل لحظي بل هو امتداد لعمل سنوات ومحاولات لم يكتب لها النجاح حتى حصلت إدارة الزويهري على الثقة الكاملة التي مكَّنتها من العمل بمنهجية واضحة وسياسة معلنة أن الدوري الهدف رقم (1) لمسيري النادي وما سواها من بطولات هي أهداف ثانوية تأتي لاحقاً.
ورغم كل ما تعرض له الفريق الأهلاوي من هزات فنية وتغييرات إدارية على مستوى إدارة الفريق وحملات إعلامية مقصودة في أحيان وطبيعية في أحيان أخرى من مطالبات بإقالة مدرب وإقالة إداري وتغيير محترفين إلا أنه ظل ثابتا لم يهتز بفضل سياسة إدارة النادي بقيادة الزويهري التي كانت تنأى بالفريق والجماهير الدخول في نفق ودهاليز الإعلام والصدامات عبر المنصات الإعلامية المختلفة، هذا الأمر زاد من تركيز العاملين جهودهم في العمل على تحقيق أهدافهم الرئيسية وتكريس جل أوقاتهم لها.
ومن خلال معرفتي بحنكة (مساعد الزويهري) وسياسته في إدارة النادي كان يمارس دور القائد بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فهو لا يتدخل في مهام كل فرد أعطاه الثقة بل يراقب الموقف عن بعد ويرصد الملاحظات ويستمع من الجميع هذه الآلية التي عكف عليها الزويهري مكّنته من كسب أفراد العمل في إدارته حتى أضحى النادي كتابا مفتوحا أمامه بل ساهمت هذه السياسة في رسم علاقة جديدة مع الجماهير سماتها التواضع والبساطة واحترام آرائهم وتقبلها مهما حملت من قسوة.
كما أن الرسالة التي شاهدها الجميع في ملعب الجوهرة من رؤساء النادي السابقين وأعضاء الشرف كانت خير دعم معنوي لإدارة مساعد الزويهري التي سجلت في عهدها أنها إدارة توافقية مقبولة من كل أطياف الأهلاويين الذين وقفوا إلى جواره وساندوه وباركوا له.
لذلك من الطبيعي أن يكون نتاج هذا التحول في العمل أن يرافقه تحول في النتائج والإنجازات ومن يشاهد الأهلي اليوم يعرف أن الأهلي مقبل على طفرة من البطولات والإنجازات التي لن تتوقف عند كسر عناد الدوري ومقاطعته التي دامت 34 عاما، بل ربما يستمر أثر هذا العمل إلى أبعد من هذا فقلعة الكؤوس إن هي شرعت أبوابها للمجد لن تغلقه بسهولة ويبدو أننا على موعد مع مجد آخر متى ما واصل الأهلاويون هذا التحول واستمرو عليه، فهذا التحول صادف أن كان ليلة التحول الوطني ولعل الأهلاويين يتفائلون بهذا التاريخ لعله فعلا يحمل لهم هذا التحول الإيجابي.
رصاصات:
- لاعبو الأهلي استشعروا قيمة لقائهم بخصم اسمه الهلال وانتصروا، فيما خسر لاعبو الهلال بسبب عدم احترامهم لأنفسهم وللجماهير التي طالبتهم باللعب برجولة.
- في الأهلي يخرج إداري الفريق موسى المحياني ويدعم لاعبه ويطفي شرارة الخلاف مبكرا وفي الهلال يخيم الصمت على الجميع في مشكلة ناصر الشمراني التي علم بها سكان الصين.
- مدرب الأهلي رغم حنق الأهلاويين عليه إلا أنه لا يرتكب حماقات كالتي يرتكبها دونيس الذي أضحى كتاباً مفتوحاً للخصوم.
- الأهلي حصل على دوري جميل لأنه تغلب على خصومه وعلى الأندية الصغيرة بينما الهلال فقد 12 نقطة في سابقة جديدة من الأهلي والاتحاد مع دونيس.
تشطيبة:
تستاهل يا مساعد.. حققت ما عجز عنه الآخرون.