الجزيرة - أحمد المغلوث:
تعاني العديد من الفنادق والشقق المفروشة في العالم من ظاهرة فقدانها للعديد من مستلزمات غرفها. وحتى أجهزتها الصغيرة من قبل نزلاء لا نقول إنهم عشاق للسرقة وإنما للتذكارات من قطع الصابون وزجاجات الشامبو.. مرورا بالأوراق والأقلام ووصولا لمجففات الشعر.؟! لذلك اعتادت هذه الفنادق وتلك الشقق والموتيلات إلى الطلب من العمال لجرد محتويات الغرف قبل تسليم المفتاح والخروج من الفندق.. وكثيرا ما يعود العامل حاملا قائمة بالمفقودات التي اختفت بقدرة قادر.؟! يقول «مايكل فورنت جونز» والذي عمل مديرا عاما لفندق كبير لرجال الأعمال في أمريكا لأحد المواقع العالمية: إن ظاهرة فقد محتويات الغرف يتسبب سنويا في خسارة كبيرة للشركة المسئولة عن هذه الفنادق. والمثير للدهشة أن نزلاء هذه الفنادق من الأثرياء والذين هم ليسوا في حاجة إلى حمل ما خف وزنه وغلا ثمنه.. اللهم إلا إذا كان البعض منهم من هواة جمع التذكارات من هذا الفندق أو ذاك الموتيل.؟!
وهذه الظاهرة «اللصوصية» أو التذكارية منتشرة في مختلف دول العالم ورغم وجود كاميرات مراقبة في ردهات وطرقات وممرات الفنادق، لكنها لا توجد داخل الغرف مما ساعد على عدم كشف المفقودات من الغرف إلا عبر عملية الجرد.؟!
وقبل سنوات شاهدت موقفا محرجا لأحد الإعلاميين العرب الذي كان متواجدا في أحد الفنادق الكبرى بإحدى العواصم العربية على هامش إحدى المناسبات، وكان على وشك تسليم مفتاح غرفته لموظف الاستقبال عندما أخرج الموظف فاتورة مكالماته التي تجاوزت الآلاف، رغم أنه أقام فقط 3 ليال، ورغم علمه بأن المكالمات الدولية ليست مسئولة الجهة التي استضافته عن دفعها إلا في حدود مبلغ معين، وأخينا يبدو أنه راح يتصل بكل معارفه في دول العالم.. واحتد النقاش وكاد أن يتطور إلى مستوى الملاسنة غير المحمودة لولا تدخل أحد المشرفين عن الضيافة، وفجأة إذا بأحد العاملين في الفندق وبدون مجاملة يطلب منه تفتيش حقائبه. فهناك أشياء مفقودة من غرفة هذا الضيف «عاشق المكالمات الدولية» ولن أشير هنا إلى ما حمله في حقائبه حسب كشف المفقودات.. فالله ستار.؟! لكن يا للعار أن يمارس البعض من ضعاف النفوس ظاهرة استغلال الضيافة ويحرج مضيفيه مع إدارة الفنادق.؟! بسرقات غير مقبولة.. وحسب تقرير نشرته «بي بي سي» قبل سنوات أشارت إلى أن أكثر المسروقات من الفنادق تتمثل في المناشف. وأثواب الحمام.. ودليل الهاتف.. وحتى الكتب الدينية.. وكل يوم يكتشف أصحاب الفنادق سرقات قد لا تخطر على البال.. وقال «ديفيد التون. وهو شريك لسلسلة من الفنادق الصغيرة المعروفة لصحيفة (تلغراف) البريطانية: الناس يسرقون أي شيء في وسعهم أثواب الحمام، الشماعات المعاطف أغطية السرير والوسائد وحتى أغطية المرحاض وحتى التلفزيون. كل شيء تقريبا. المسألة تعود للضمير وأخلاقيات نزلاء الفنادق..) نعم أن ما ذكره هنا التون صحيح يعود إلى أخلاقيات وضمير الناس في انتشار هذه الظاهرة الممجوجة.؟!