برلين - (د ب أ):
تحفل محطة ألكسندر بلاتز لمترو الأنفاق ببرلين الكائنة في قلب العاصمة الألمانية دائماً بالكثير من الضوضاء والأنشطة المحمومة، فيندفع الناس مسرعين صاعدين وهابطين السلالم، وتصل القطارات وترحل، وتأتي الأصوات عالية عبر مكبرات الصوت لتعلن أن أبواب أحد القطارت توشك على الإغلاق. ولكن إذا اتجه نظرك صوب الرصيف رقم أربعة، ستلاحظ أن المشهد مختلف تماماً، فالهدوء هو سيد الموقف. فعلى هذا الرصيف يقف نحو 150 شخصاً - معظمهم من السياح إلى جانب عدد من سكان برلين - في حالة انتظار، كما يقف بجوار الرصيف قطار لا يبدو متناسقاً في شكله مع القطارات المعتادة العاملة في مترو أنفاق برلين، ففي مقدمة القطار تبدو للعيان قاطرة مطلية باللون الأحمر، بينما تبدو قاطرة مماثلة في مؤخرة القطار.
وولدت هذه الفكرة غير العادية منذ بضعة أعوام عندما أرادت شركة (بي.في.جي) أن تصطحب الصحفيين في جولة لمشاهدة بعض مواقع الإنشاءات المقامة تحت الأرض.. ومن هنا قامت الشركة بتثبيت مجموعة من مقاعد المكتب فوق عربة شحن سكة حديدية مسطحة تستخدم عادة في نقل المعدات، وجلس فوقها الصحفيون لمشاهدة المعالم المطلوبة أثناء الجولة، وأصبحت هذه النوعية من العربات تلقى إقبالاً لدرجة أن شركة (بي.في.جي) حولتها إلى معلم سياحي دائم.
وفي رحلة تم تنظيمها مؤخراً تم إعطاء 150 شخصاً إشارة الانطلاق «اصعدوا جميعاً إلى القطار»، في الوقت الذي جرى فيه توزيع خوذات صفراء اللون ليضعها الركاب فوق رؤوسهم إلى جانب مجموعة من السماعات التي توضع بالإذن. وفي الساعة السابعة مساء بالضبط تتحول إشارات المرور الحمراء إلى اللون الأخضر، وينطلق القطار في رحلة تستغرق ساعتين في أنحاء العاصمة الألمانية ولكن تحت الأرض أساساً، وهذه هي الرحلة الأولى من رحلتين حيث تبدأ الرحلة الثانية في الساعة العاشرة والنصف مساء. ومثل هذه التجرية غير المعتادة ليست منخفضة التكلفة، كما أنه ليس من السهل حجز تذاكرها، ويبلغ سعر التذكرة الواحدة للراشدين 50 يورو (55 دولاراً)، وللأطفال 35 يورو، وتنظم الرحلات في أمسيات الجمعة خلال الفترة من مايو حتى منتصف أكتوبر، وعادة ما يتم حجزها بشكل مسبق وبفترة طويلة قبل القيام بها.