مساء يوم الثلاثاء 5 رجب 1437هـ كان مساءً غير عادي في تاريخ كليات الشرق العربي للدراسات العليا يا صاحب السمو، مساء خير في السماء وخير في الأرض, لقد كان مساء خير وبركة على عموم بلادنا الغالية بهطول الأمطار الغزيرة خاصة على مدينة الرياض جعلها الله أمطار خير وبركة وعم بنفعها. ومساء خير كما قصدتم حفظكم الله على مجتمعنا بصورة عامة وعلى طلابنا المتخرجين وعلى من يفرح لفرحهم (أقول لمن يفرح لفرحهم ولم أقل لأولياء أمورهم لأن طلابنا في مرحلة عمرية تتجاوز الربط بولي الأمر). ثم هو مساء خير وبركة على كليات الشرق العربي للدراسات العليا بتشريفكم حفظكم الله لاحتفالاتها ثلاثية المناشط. احتفال بافتتاح مبانيها واحتفال بتخرج طلابها. واحتفال بتدشين نشاطها الثقافي المتوج بندوة «الحماية القانونية للطفل في ضوء التطورات التشريعية في المملكة».
لقد كان يوماً ماطراً بغزارة، ماطراً لدرجة أن الكثير يؤثرون الاحتماء بأسقف المجالس في البيوت والفنادق والاستراحات والمقاهي. أما فيصل بن بندر فقد آثر تأكيد المحبة وسمو القيادة والريادة والدنو من أبنائه ومحبيه بإنفاذ وعده الكريم بالرعاية المباشرة للاحتفالات.
ثم إن الجميع لمس يا صاحب السمو أن حضوركم لم يكن حضور تمثيل رسمي لأمير منطقة تقتضي واجبات عمله متابعة مناشط الحياة الثقافية والعلمية والاجتماعية في المنطقة. بل كان حضور محبة وتفاعل مع الجميع وتعاطف ورعاية تمثل كل ذلك في ملاطفتكم للأطفال الذين وقفوا لاستقبالكم والترحيب بمقدمكم، ثم بملاطفتكم لأعضاء هيئة التدريس الذين اصطفوا للسلام عليكم. لاطفتموهم واحداً واحداً وأثنيتم على وجودهم وعلى دورهم في إكمال المهام التربوية والمهارية التي بدأها من سبقوهم في مراحل التعليم العام والجامعي التي مرَّ بها الطلاب الذين قدمتم لتهنئتهم بالدرجات العلمية العالية التي تحققت لهم في كليتهم كلية الشرق العربي للدراسات العليا.
ثم تجلي سمو أخلاقكم وكريم شيمكم بتكريم شاعر الطلبة موسى بن محيا العتيبي بإلباسه عقاله رمز المواطنة السعودية وشعار العزة العربية عندما ألقاه أرضاً مؤكداً حماسه لمطلبه وأنه وما يملك تحت ظل ورعاية سموكم، وأنكم الأمل بعد الله في الاستجابة لمطلبه ومطلب زملائه من أبناء وبنات الكلية المتخرجين.
يا اميرنا تكفا ترانا حريصين
على التعلم لو طالت سنينه
برنامج الدكتور مرفوع له حين
عند الوزارة. ربعنا رافعينه
ليته يجي منهم وحنا قويين
دام السفينه تشتغل بالمكينه
وتوجتم حفظكم الله رعايتكم وسمو قيادتكم، وكريم معدنكم برعاية كل طالب حضر الاحتفال بالاحتفاظ بصورة شخصية (سلفي) مع سموكم الكريم. أجزم أنها صورة العمر لكل طالب سيحتفظ بها منصوبة في مكتبه أو صالة استقبال ضيوفه في منزله. تزاحم حولكم الطلاب تزاحماً شديداً أشفقنا على شخصكم الكريم من شدة الزحام ولم يبدو منكم أي امتعاض من ذلك التزاحم بل كنتم تمنحون الفرصة لكل طالب للوقوف معكم والتقاط الصور.
وجاءت درة تاج التشريف بكلمة سموكم التوجيهية لأبنائكم الطلاب. وجاء فيها ثناؤكم العاطر على كليات الشرق العربي ودورها المتميز، ومستوى التخطيط والإنجاز فيها, وتمكينها لأبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات في إشباع رغباتهم بإكمال دراستهم العليا بعدما حققوا من إنجازات في مراحل دراستهم السابقة، منوها حفظك الله باحتضانها لأغلى ما يملك الوطن أبناءه الطلاب، مثنياً حفظك الله على التخطيط السليم لمن أنجز الكليات وجعل منها رافداً تعليميا وذراعاً ثابتاً في إيصال العلم للنشء بطريقة صحيحة وحضارية.
هذا الثناء من سموكم وسام شرف على صدور كل فرد من منسوبي الكليات طلاباً وأعضاء هيئة تدريس وإداريين. وهذا التشجيع من سموكم يدعم التوجه الذي نتبناه في كليات الشرق العربي بأن التعليم العالي الأهلي لابد أن يقود قاطرة الجودة والإبداع والتميز في التعليم العالي بصورة عامة لأن من يتبنى التعليم العالي الأهلي مهنيين هواة.
صاحب السمو لقد نالت كليات الشرق العربي بتشريفكم الفخر والاعتزاز. بالمقابل لمستم حفظكم الله الحب والتقدير والولاء من كل فرد شرف باستقبال سموكم طالب أو عضو هيئة تدريس أو مسؤول إداري. لمستم حفظكم الله الولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان نصره الله وولي عهده وولي ولي عهده حفظكم الله جميعاً. لمستم حفظكم الله حب الوطن بادياً في كل كلمة عبر بها من شرفوا باستقبالكم.
حقا إنها ليلة جميلة استظل فيها الجميع بظل محبتكم..
إذا فيصل زار المكان تضوعت
روائح المسك في أرجاء ما زار
يسير بالحب صنو لا يفارقه
فالحب ظل له ما حل أو سار
شكراً لكم وشكراً لسموكم مضاعفة.
حفظكم الله يا صاحب السمو وأمدكم بالصحة والعافية ومتعنا بالمزيد من زياراتكم مشجعاً وداعماً وراعياً لإنجازات أبناء وطنكم الغالي.
عبدالله بن محمد الفيصل - المشرف العام على كليات الشرق العربي للدراسات العليا