الجزيرة - أحمد المغلوث:
عندما تزور بعض الأسواق القديمة أو الشعبية كالبطحاء أو قيصرية الأحساء أو شارع قابل بجدة، وتقترب من باعة العطارة والتوابل وحتى العطور، ربما تسمع وحتى تشاهد أحدهم وهو يؤدي حركة لا إرادية ولكنها ذاتية «عطسة» أو العطاس التي يقول عنها أصحاب الاختصاص من أطباء الأنف والأذن والحنجرة بأنها: حركة ذاتية متشنجة تقوم بطرد الهواء من الرئتين عن طريق الأنف والفم، وعادة تأتي نتيجة لدخول جسيمات غريبة داخل جهازنا التنفسي، وبالتالي تهيج الأنف والأغشية المخاطية.
وهنا يساعد «العطاس» في إخراج هذه الجسيمات أو الميكروبات أو حتى الاشياء غير المرغوبة فيها التي لا تناسب طبيعة حركة التنفس! وهذه الحركة أو الفعل هي نعمة من نعم الله، لذلك اعتاد كل مسلم أن يردد بعد عملية العطس «الحمد لله».. ويرد عليه من يجلس إلى جواره «رحمك الله».. وفعل العطاس يشترك فيه جميع مخلوقات الله.. ولاحظ الأطباء أن العطاس يعاني منه المصابون بأمراض الحساسية والصدرية أو المصابين بالتهابات الجيوب الأنفية، فعادة تتكرر لديم عملية وفعل العطاس.. مرات عديدة أكثر من غيرهم! وقد يحدث لنا العطاس فجأة عندما نخرج من مكان دافئ إلى مكان بارد كما يحدث عندما نخرج من داخل الحمام.. ويحدث كذلك أن نعطس بدون احم ولا دستور. وكم من موقف محرج وقع لنا في أوقات نراها غير مناسبة للعطاس. مثل أن نكون في اجتماع مهم أو نحضر مناسبة ما.. وبالمناسبة تذكرت الآن وأنا أضحك صدقوني. حكاية الكاتب الروسي انطون تشيكوف «موت موظف» الذي روى فيها حكاية موظف عندما عطس خلف شخصية كبيرة وبلل رقبته وملابسه برذاذ عطاسه. وهم داخل قاعة مسرح وراحت الحكاية الطريفة تتفاعل وبصورة ساخرة لا أروع.. ولنقرأ معا هذه الجزئية من الحكاية: فما أحفل الحياة بالمفاجآت! فجأة تقلص وجهه، وزاغ بصره، واحتبست أنفاسه.. وحول عينيه عن المنظار وانحنى و... أتش!!! عطس كما ترون. والعطس ليس محظورا على أحد في أي مكان.
إذ يعطس الفلاحون ورجال الشرطة، بل وحتى أحيانا المستشارون السريون. الجميع يعطس، ولم يشعر تشرفياكوف بأي حرج، ومسح أنفه بمنديله، وكشخص مهذب نظر حوله ليرى ما إذا كان قد أزعج أحدا بعطسه.
وعلى الفور أحس بالحرج. فقد رأى العجوز الجالس أمامه في الصف الأول يمسح صلعته ورقبته بقفازه بعناية ويدمدم بشيء ما.
وعرف تشرفياكوف في شخص العجوز الجنرال بريزجالوف الذي يعمل في مصلحة السكك الحديدية.
وقال تشرفياكوف لنفسه:لقد بللته ينبغي أن أعتذر». وتنحنح تشرفياكوف ومال بجسده إلى الأمام وهمس في أذن الجنرال: - عفوا يا صاحب السعادة، لقد بللتكم.. لم أقصد. - لا شيء، لا شيء. - أستحلفكم بالله العفو. إنني.. لم أكن أريد! - أوه، اسكت من فضلك! أ.هـ.
والعطس لا يمكن أن يحدث أثناء النوم. بسبب ارتخاء الأعضاء.. ولكن الخطر أن يعطس الإنسان ووجهه في غير استقامة فربما حدث للعاطس التواء في الرقبة. أو ضررا في فقرات العنق.. لذلك ينصح الأطباء بأنه حال البدء في فعل العطس أن يكون الواحد منا في وضعية استقامة ويغطي أنفه وفمه بمنديل.
وفي حالة عدم وجوده. يكتفي براحتيه.. ومن الأشياء التي أذكرها عن العطس والعاطسين ما نشرته «صحيفة الديلي ميل» قبل عام عن الفتاة كاتلين من تكساس التي كانت تعطس 20 مرة في الدقيقة حوالي 12000 عطسة كل يوم... وكم حادث سيارة وقع لأحدهم نتيجة لعطسة مفاجأة وغير متوقعة مما سببت له ربكة. فكانت عطسة وطفسة كما يقال!